«عم توفيق» النحات صانع التحف بورق الجرائد.. «فيديو»

نماذج من أعمال عم توفيق
نماذج من أعمال عم توفيق

الإبداع في كل شيء «فن» وصاحب الموهبة يتسم بالإحساس والذوق الرفيع، وهو ما يميزه عن غيره ويرقى به إلى أسمى معاني لغة التعبير عن النفس.

 

«النحت» أحد أقدم الفنون التي عرفها وتميز بها القدماء المصريون، لكن في العصر الحيث ظهر نوعًا أخر لفن النحت أطلق عليه اسم النحت بـ «ورق الجرائد» وهو الفن الذي اخترعه «عبد الملاك توفيق»  الذي عبر عن نفسه في موهبة جديدة تعتبر هي عالمه الخاص.

 

بدأت القصة مع «توفيق» بعد بلوغه سن المعاش، وهداه تفكيره أن يشغل فراغه بفن النحت وصناعة التماثيل من ورق الجرائد.

 

تجولت عدسة «بوابة أخبار اليوم» داخل العالم الخاص بـ «عم توفيق» -كما يطلق عليه- فهو يسكن في أحد أحياء منطقة شبرا، جالسًا وسط شقته وحوله قصاصات الورق والجرائد وقطع الكرتون وعلب الألوان والغراء، بتلك الأدوات البسيطة يبدأ النحات تصميم لوحاته الفنية، ويسرد لنا قصته مع «ورق الجرائد».

 

«فلاحة مصرية تحمل بلاص»، «بائع على عربة فول»، «عربة كشري»، «مسحراتي»، «قرداتي»، «مراجيح المولد»، «بائع عرقسوس وبطاطا وترمس وكنافة» و«جزماتي» و«الراحية»، كل ذلك نماذج حيه صنعها «توفيق» موضحًا أن موهبته شهدت انطلاقها من داخل ورشته الصغيرة في حي شبرا الذي اتخذ منها مكانا للإبداع، فمجال دراسته ليس له علاقة بموهبته فهو لم يدرس في أحد كليات الفنون، ليثبت أن الإبداع موهبة قد تحل على أي فنان حتى لو لم تدعم بدراسة أكاديمية.

 

بدأ «عم توفيق»  تصميم أول تمثال عندما طلبت منه الكنيسة وسيلة لشرح قصة سيدنا يونس وهو في بطن الحوت للأطفال، وفي ذلك الوقت لم يكن لديه أي خامات يعمل بها، فجاءته فكرة استخدام الجرائد والكرتون لتنفيذ فكرته.

 

وقام بعد ذلك بتصميم ماسكات، وعرائس ماريونت، وصمم أيضا سفينة كبيرة وأهداها لصديقة ابنته بالمدرسة، وأوضح أنه يعتمد كليًا على الجرائد والكارتون، وأنه قدم أعمالا كثيرة  لقصر ثقافة شبرا الخيمة، وأقام العديد من ورش العمل  لتعليم الكثير من الطلاب في المدارس والكنائس، وكان أول معارضه في نقابة الصحفيين عام «2005» حيث قدم فيه العديد من التصاميم التي تمثل الطبقة الشعبية التي تعبر عن الواقع.

 

وصمم «عم توفيق»  ماكيتات لحرب أكتوبر، وثورة يوليو، وحديقة الحيوان، وتتميز التماثيل التي قام بتنفيذها بالصلابة وقوة التحمل، ولم يكون هدفه الأساسي البحث عن المادة، حيث كان يعطي أغلب تصميماته كهدايا بدون مقابل.

 

حصل عبد الملاك توفيق على العديد من شهادات التقدير من قصر الثقافة، وناشد وزيرة الثقافة بضرورة الاهتمام بهذا الفن العظيم الذي يقدمه، وتمنى أن يكون لديه متحف صغير أو معرض دائم يقدم فيه أعماله، فهو يحلم بأن تنتشر موهبته في كل مكان وأن يعلم الكثير من الأجيال هذا الفن الراقي المختلف.