اللي يعيش يا ما يشوف

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

وقفت الزوجة تتوسط بعض السيدات المتواجدات داخل محكمة الأسرة بإمبابة، تستمع إلى رواياتهن وعن مدى المشاكل التي دفعتهن للجوء إلى المحكمة، فهناك منهن من تطالب بالطلاق، وأخرى بالخلع، وفجأة تسمرت أقدامهن، وعلت وجوههن الدهشة تصحبها نظرات يشوبها خجل لشدة جرأتها، بعد أن ذكرت لهن أحد أسباب طلبها للخلع.
تحدثت الزوجة عن زوجها، الذي تزوجته عن طريق زواج الصالونات، ومثلها كمثل أي فتاة نشأت في أسرة لها عادات وتقاليد لم تتمكن من إبداء رأيها سواء بالموافقة أو بالرفض، خاصة بعدما تعددت زيارته ونجح في السيطرة على قلوب الأسرة لما يتسم به من الخلق والاحترام، لكنها اكتشفت الحقيقة المؤلمة بعد زواجها، ليظهر شخصيته الحقيقية، وأخذ يشرع في اهانتها وسبها، وكان يصل به الحال إلى أن يعتدي عليها بالضرب.
تحملت الزوجة الكثير من أجل الحفاظ على عش الزوجية، ورفض عائلتها التي توسلت إليهم مرارًا وبعبارة «ارحموني من لسانه»؛ لكنهم دائما ما كانوا يرفضون مبدأ الانفصال عنه خشية كلام الناس، وحفاظًا على سمعة العائلة.
بدت علامات التعاطف تعلو وجوههن، وهن يستمعن إلى مأساتها، وفجأة تبدلت عضلات وجوههن، وبابتسامة يشوبها حمرة الخجل عندما أنهت حديثها معهن «مش كفاية أنه مبيعرفش يبوسني»، مما أصابني بحالة نفسية، وأن هذا سبب رئيسي أيضًا لقيامي برفع دعوى خلع منه.
انتبهن جميعًا لصوت الحاجب، وهو يدعو الزوجة للدخول إلى مكتب تسوية المنازعات لتوضح أسباب طلبها للخلع، بينما تلاحقها نظرات التعجب التي انطلقت من أعينهن. وبلسان حال يرددن: «اللي يعيش يا ما يشوف».