وزير الخارجية ونظيره الإسباني يتفقان على إنشاء آلية تشاور سياسية دورية

وزير الخارجية سامح شكري ووزير الخارجية الإسباني
وزير الخارجية سامح شكري ووزير الخارجية الإسباني

عقد وزير الخارجية سامح شكري جلسة مباحثات موسعة مع وزير الخارجية الإسباني ألفونسو ماريا داستيس الأربعاء 14 فبراير، بحضور وزير الدولة الإسباني للدفاع وسفير مصر في مدريد عمر سليم.
وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزيرين أعربا في بداية المباحثات عن ترحيبهما بالمستوى الحالي للعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وتطلعهما لاستمرار التعاون والتنسيق علي المستوى الثنائي والمستوي متعدد الأطراف. ومن جانبه، أشاد الوزير شكري بالنتائج الإيجابية للتعاون الوثيق بين البلدين تجاه مجمل القضايا الإقليمية والدولية خلال فترة عضوية مصر السابقة في مجلس الأمن، حيث اتفق الوزيران علي أهمية الحفاظ علي هذا المستوى الرفيع من التنسيق من خلال تدشين آلية تشاور سياسي دورية بين البلدين علي مستوى وزيري الخارجية تجتمع كل عامين.
واستطرد أبو زيد بأن سامح شكري استعرض أمام نظيره الإسباني مؤشرات تحسن الاقتصاد المصري مع تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، والذي يتضمن إصلاحات اقتصادية هيكلية للمرة الأولى في تاريخ مصر الحديث، مما يؤكد أن مصر تسير علي المسار الصحيح لمعالجة الاختلالات الاقتصادية المزمنة، الأمر الذي يستدعى دعم أصدقاء مصر لهذه الجهود، وفي مقدمتهم إسبانيا.
وذكر المتحدث باسم الخارجية، أن المشاورات تطرقت أيضا إلي أهمية الارتقاء بمستوي العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين البلدين، خاصة مع ارتفاع حجم التبادل التجاري بينهما الذي وصل إلى نحو ملياريّ دولار في عام 2017، وكذلك الاستثمارات الإسبانية المتصاعدة في مصر في عدد من القطاعات وفي مقدمتها قطاع الطاقة.  يضاف إلي ذلك إمكانية الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة المتاحة للجانب الإسباني في المشروعات القومية الكبرى، وخاصة تنمية المحور الاقتصادي لمنطقة قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، وتطوير التعاون بين هيئة قناة السويس وهيئات موانئ "فالنسيا" و"برشلونة"، في ظل قيام إسبانيا منذ عدة سنوات بتمويل دراسة الجدوى الخاصة بالأنفاق أسفل قناة السويس. كما تناولت المشاورات سبل تعزيز التعاون في المجالات السياحية والثقافية والتعاون الزراعي وتدريب الكوادر الدبلوماسية في كلا البلدين.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، بأن وزير خارجية إسبانيا حرص علي الاستماع إلي تقييم الوزير شكري تجاه موضوع سد النهضة والعلاقات المصرية الإثيوبية، والأوضاع في ليبيا، والأزمة السورية، حيث استعرض وزير الخارجية كافة عناصر الموقف المصري تجاه كل تلك القضايا. كما تطرقت المباحثات لسبل مواجهة ظاهرة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، وتهريب السلاح، باعتبار كل تلك الظواهر تمثل تهديداً مشتركاً للبلدين يتعين التنسيق من أجل مجابهتها بشكل فعال وحاسم.
واختتم المتحدث باسم الخارجية تصريحاته مشيرا إلي أن المباحثات تطرقت أيضا إلي مجالات التعاون العسكري بين البلدين، حيث شارك وزير الدولة الإسباني للدفاع في المباحثات نظرا لوجود وزيرة الدفاع خارج البلاد. وقد أعرب الجانبان المصري والإسباني عن امتنانهما للتطور الملحوظ الذي تشهده العلاقات العسكرية بين البلدين، وتطلعهما للمزيد من التعاون وتبادل الخبرات في هذا المجال.