فيديو وصور| «البالون الطائر».. شاهد عجائب الدنيا من سماء الأقصر

إحدى رحلات البالون
إحدى رحلات البالون

بالرغم من انحسار حركة التدفق السياحي إلى الأقصر، وتأثر كل قطاعات السياحة بمنارة العالم السياحية إلا أن البالون الطائر بالأقصر يظل بارقة الأمل الوحيدة القادرة على التعبير عن مدينة المدائن الأثرية.

 

وربما لا يخفى على أحد أن عدد السياح الوافدين إلى الأقصر يتقلص يوما بعد يوم إلا أنه لا يمكن أن يمر يوم دون أن يحلق البالون الطائر فى سماء المدينة لينشر رسالة حب وطمأنة للعالم كله فحواها أن مصر بلد الأمن والأمان وستظل آمنه بعناية الله يدعو فيها كل عشاق مصر وحضارتها إلى المجيء إليها ليتعرف عن قرب عن أعظم حضارة عرفها الإنسان في هذا "التحقيق" نكشف بالكلمة والصورة أهمية البالون ودوره فى الحياة السياحية بالأقصر وطرق تشغيلة ووسائل الأمان الموجودة فيه.
 
الحقيقة المؤكدة أنه من الصعب على زائر مدينة الأقصر أن يتركها دون أن يقوم بجولة بالبالون الطائر ليكتشف سحرها وكنوزها الأثرية التى لا مثيل لها، والتي عادة ما تبدأ فى ساعة مبكرة قبل الفجر مباشرة ومع بداية أول ضوء يبدأ الاستعداد لرحلة الطيران فوق المناطق الأثرية بالبر الغربى للأقصر، هكذا قال لنا علاء مدبولي، مدير إحدى شركات البالون العاملة بالأقصر حيث عادة ما يتلقى العرض من الشركات السياحية بأسماء السياح الراغبين فى القيام بالجولة والفنادق التى يقيمون فيها سواء فنادق ثابتة أو عائمة فيقوم بالمرور عليهم وتجميعهم بـمركب صغير ثم العبور بهم إلى الضفة الغربية للنيل حيث منطقة إطلاق البالون عندما يتجمع الزوار مع بداية الفجر.

 

وأضاف أنه عند ظهور أول ضوء من اليوم الجديد يبدأ البالون في الطيران في تجربة لا يمكن أن تمحى من ذاكرة الإنسان حيث مشاهدة كنوز مصر والتعرف على حضارتها ضاربة الجذور فى أعماق التاريخ، تتجسد أمامك مع ولادة يوم جديد.


 
وتابع: أنه إذا رجعنا إلى سجلات وزارة السياحة وشرطة السياحة والأثار التى تتابع عن كثب حركة البالون الطائر نقول إنه لايمكن أن يمر يوما دون أن يزين سماء الأقصر البالونات السياحية تطير، وفي حضنها السياح الذين يفدون إلى البلدة القديمة للتعرف على أعظم وأقدم حضارة عرفها الإنسان، وترسل رسائل يومية مفادها أن مصر بلد الأمن والأمان، ومع بداية الأسبوع الماضي سجل يوم السبت 22 رحلة بالون أقلت 398 راكبًا، ويوم الأحد 24 رحلة أقلت 476 راكبًا. 
 
8 شركات تعمل فى البالون 
 
وقال مدبولي، إن الإحصاءات تؤكد أن الشركات العاملة فى مجال البالون 8 شركات؛ هى آلاسكا، وماجيك وسنباد، وبلو بيرد، وهدهد سليمان، ودريم، واكسلنت، أكبرها يستطيع أن يحمل 32 راكبا وأصغرها يحمل 4 فقط، بينما تختلف بقية الحمولات مابين 12 و20 و24 و28 راكبا.

 

وأوضح مصطفى محمد صادق، أحد العاملين بالبالون إنه غالبا ما يحرص زوار الأقصر على ركوب البالون، ليروا بأعينهم جمال الطبيعة المصرية التي تحوي في جنباتها أقدم حضارة عرفها الإنسان حيث برع المصرى القديم في الفلك والطب والعمارة والفنون والفتوحات المصرية، وسجل له التاريخ جسارته فى صد أى هجوم على بلاده وكذلك عبقريته في إقامة السدود ومقاييس النيل والزراعة حتى التنظيمات السياسية ففى الأقصر ظهرت أول حكومة مركزية فى العالم حتى مقبرته اهتم بها، وجمع فيها كل ما كان يهتم به فى حياته التى أرخ لها على جدرانها لتكون شاهدة عليه فى حياة ما بعد الموت.

 

تاريخ الأقصر يقرأ من السماء

 

وأشار إلى أن البالون يحلق فوق المناطق الأثرية فى البر الشرقى حيث معبد الأقصر أجمل المعابد الفرعونية أو مجموعة معابد الكرنك التى يبلغ مساحة مبانيها مايزيد 202 فدانا، وكذلك وهو يحلق فوق 9 معابد جنائزيه فى البر الغربى بالإضافة إلى آلاف المقابر والفتحات الأثرية بوادى الملوك الملكات ومقابر الأشراف.

 

وأكد أن من لا يعرف ذلك التاريخ يسمعه من خلال قائد البالون في تجربة تملؤها الإثارة والمتعة تتيح فرصة الاستمتاع بمشاهدة الأقصر بجمالها الآخاذ.


«بوابة أخبار اليوم» في البر الغربي

 

«بوابة أخبار اليوم» تجولت في منطقة البر الغربي للمدينة، ورصدت تجمع السياح فى منطقة إطلاق البالون وكثير منهم  كان من السياح الصينيين التى تمتلئ بهم فنادق الأقصر هذه الأيام حيث يمثل السوق الصينى أعلى الأسواق الحريصة على زيارة الأقصر  أما بقية الجنسيات فغالبا ما يأتون من الغردقة فى برنامج سياحة اليوم الواحد.

 

اقتربنا من أحدهم ويدعى جانغ هو "مبرمج كمبيوتر"، حيث قال: الحقيقة أن شروق الشمس فى الأقصر منظر لايمكن نسيانه وكأن المدينة قد احتكرت لنفسها كل الجمال حيث نشاهد النيل والزرع والأشجار والجبال والصحراء هى مناظر أشك أن تجدها في أي مكان في العالم مما أضفى على المكان سحرا ينبعث منه عبق التاريخ وآثارا عظيمة لا مثيل لها أظهرت تفوق المصرى القديم فى مختلف مناحى الحياة.


 
أما ليو جاو، سائح آخر أكد قائلا: كنت أخشى أن تنتهى زيارتي تلك دون القيام بجولة في منطاد الهواء الساخن «البالون الطائر» في ساعة مبكرة من الصباح، فهي تجربة تملؤها الإثارة والمتعة، وتتيح فرصة الاستمتاع بمشاهدة الأقصر وشروق الشمس وسط السحب المنتشرة في سماء المدينة التي تخترقها أشعتها الذهبية لتضيء المعابد ذات الجمال الرائع المهيب والموجودة على جانبي نهر النيل.


 
وقال هييوانج تانج، طالب: قرأت عن تاريخ مصر القديم كثيرا، وتمنيت لو أننى قد آتيت لزيارة مصر وعندما جئت هالني ما رأيت وكأنني في الجنة، فالأقصر ساحرة كل شبر فيها يفوح منه عبق التاريخ.

 

وتابع: أعظم ما أعجبني نقاء المصريين، وحسن استقبالهم لضيوفهم حيث يبادرك المصري في كل مكان بترحاب شديد حتى هنا فى رحلة البالون أسعدني حسن تعامل القائمين عليه وأنهم أعطوا لكل منا شهادة بأن طار بالبالون الطائر في سماء الأقصر، وشاهد تلك الحضارة عن قرب وكم أسعدتني تلك الشهادة.
 
أما جوان لي، قال: من الصعب أن أحدد مكانا واحدًا أعجبني بالأقصر، فالمدينة كلها سحر؛ العمارة والفنون يزينان أرجاء المدينة، وأنا أبهرني الدقة التي تم بها تنفيذ العديد من الآثار رغم ضخامتها الهائلة وأعجبنى أيضا حسن التقسيم ومراعاة الأبعاد عند كل أثر وهو ما شاركه فيه صديقه لي جوان، الذي ابتسم وهو يجيب على سؤالى بصيحة كبيرة بالتأكيد نعم من ذا الذى يشاهد كل هذا السحر، ولا يفكر في العودة إليه مرة أخرى.