جولة طرق الأبواب العربية.. «تيلرسون» يحلم باستعادة «مملكة كسنجر»

مايك بينس نائب الرئيس الأمريكي يزور القاهرة
مايك بينس نائب الرئيس الأمريكي يزور القاهرة

بعد زيارة مايك بينس نائب الرئيس الأمريكي إلى المنطقة؛ والتي سبق تأجيلها أكثر من مرة، وسجلت فشلا واضحا لكونها لم تتمكن من اختراق مواقف العواصم التي زارها، يقوم وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بجولة إلى منطقة الشرق الأوسط؛ في محاولة لإعادة إنتاج دور أكبر للدبلوماسية الأمريكية، وتحديدًا سياسات أشهر وزراء خارجية أمريكا هنري كسنجر.


وتشمل جولة وزير الخارجية الأمريكي بمنطقة الشرق الأوسط 5 دول؛ بدأها من مصر التقى خلالها نظيره المصري سامح شكري والرئيس عبد الفتاح السيسي؛ وأكد خلالها اتفاق الرؤى مع مصر.
ويتوجه تيلرسون بعد القاهرة إلى الكويت حيث يشارك في اجتماع وزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا. كما سيزور عمان حيث يلتقي ملك الأردن عبدالله الثاني، وبيروت للقاء الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري. ويختتم تيلرسون جولته بزيارة تركيا لإجراء محادثات مع حليفة بلاده في حلف شمال الأطلسي تتركز حول النزاع في سوريا.

 

أهمية جولة تيلرسون؟
د. عاطف عبد الجواد المحلل السياسي؛ قال في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»؛ عبر الهاتف من واشنطن؛ إن جولة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون مهمة لسببين رئيسيين؛ الأول أنها خطوة لاستعادة هيمنة الوزير على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، بعد أن كانت هذه الهيمنة بيد ثلاثة أو أربعة من مستشاري الرئيس ترمب، مبينا أنه من هذه الزاوية سنحد سياسة أمريكية أكثر تماسكا لأنها ستخضع لإشراف مباشر من تيلرسون. 


وأضاف عبد الجواد، أن السبب الثاني وراء أهمية الجولة أنها لا تشمل إسرائيل وهو ما يأتي على غير العادة، إذ أن الجولة تشمل مصر والأردن وتركيا والكويت ولبنان دون إسرائيل، وهنا تتضح رسالة أمريكية للدول العربية والإسلامية مفادها أن الوزير تيلرسون يأتي إلى الدول العربية هذه لكي يستمع إليها ولا يذهب للاستماع إلى إسرائيل هذه المرة، موضحا أنه من هذه الزاوية نجد أن الولايات المتحدة تسعى إلى مكافحة الفكرة الشائعة اليوم في المنطقة وهي أن واشنطن لا يمكنها القيام بدور الوسيط النزيه في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية.

 

مزيد من الدعم لمصر
وفيما يخص مصر؛ أوضح عبد الجواد، أن هذه أول زيارة يقوم بها تيلرسون للقاهرة منذ أن جاءت حكومة ترامب إلى الحكم، ورغم أن العلاقة المصرية الأمريكية طيبة فإن تيلرسون سيقدم لمصر مزيدا من الدعم للحكومة المصرية في حربها ضد الإرهاب، خاصة وأن القاهرة كثفت العمليات العسكرية في سيناء وكلفت الجيش المصري بالقضاء على الإرهاب في سيناء ومناطق أخرى في مصر في غضون ثلاثة أشهر.


وأشار إلى أن تيلرسون يبحث في مصر أيضا عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية والأزمة في سوريا ومرحلة ما بعد هزيمة داعش فضلا عن العلاقات الثنائية، هذا بخلاف أنه من المعروف أن وشنطن تسعى إلى الإفراج عن 11 أمريكيا محتجزين في السجون المصرية وهم يحملون جنسية مزدوجة مصرية أمريكية، وكما فعل نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في زيارته للقاهرة قبل شهر سوف يثير تيلرسون أوضاع حقوق الإنسان في مصر والحريات المدنية والصحفية بصورة عامة، مضيفا أن واشنطن تشعر بقلق بسبب القبض في الأيام الماضية على بعض الصحفيين في مصر، كما تشعر بقلق بسبب غياب منافسة حقيقية في انتخابات الرئاسة المصرية الوشيكة. 

 

3 دول بملفات متأزمة
وفيما يتعلق بزيارة الأردن، قال إن تيلرسون سيوقع مذكرة تفاهم مدتها 5 سنوات لتقديم مساعدات للمملكة الهاشمية، كما سيبحث عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية والأزمة في سوريا. 
وفِي لبنان، لفت إلى أن تيلرسون سيقدم من جديد دعما للجيش اللبناني كجزء من التصدي الأمريكي الأشمل ضد حزب الله والميليشيات الموالية لإيران.


أما في الكويت، ذكر أن مباحثات تيلرسون سوف تركز على المشاركة في مؤتمرين الأول عن مكافحة داعش عالميا وبحث إستراتيجية ما بعد إلحاق الهزيمة بالتنظيم، والثاني هو المشاركة في مؤتمر دولي لإعادة الإعمار في العراق، مبينا أنه رغم أن واشنطن لن تقدم مساعدات إضافية للعراق في هذا المؤتمر فإنها سوف تحث القطاع الخاص على تقديم مزيد من المساعدات للعراقيين، وفضلا عن ذلك سيبحث تيلرسون مع الكويتيين من جديد سبل تحقيق مصالحة قطرية خليجية. 

 

التحدي التركي
واختتم عبد الجواد تصريحاته بأن تيلرسون سيواجه تحديا أكبر في تركيا التي تشن الآن عمليات عسكرية في عفرين السورية وتهدد بعملية عسكرية في منبج حيث تتواجد قوات أمريكية، مبينا أن تيلرسون سوف يسعى إلى طمأنة الأتراك من أن التحالف الأمريكي مع الأكراد في سوريا لا يهدد أمن تركيا، كما أنه سوف يحذرهم من شن هجوم على منبج لأن القوات الأمريكية سوف ترغم على الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم تركي، لكن في ذات الوقت سيطالب تيلرسون أنقرة بالإفراج عن أمريكيين معتقلين في تركيا من بينهم قِس أمريكي يعيش في تركيا منذ 10 سنوات، كما سيبحث سبل تخفيف التوترات معهم ليس فقط في سوريا بل أيضا في العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

مباحثات القاهرة
د.ماك شرقاوي عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي؛ قال في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»؛ عبر الهاتف من ولاية نورث كارولينا الأمريكية، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى مصر؛ المباحثات فيها بين واشنطن والقاهرة ستكون فيها خصوصية وصعوبة من الجانب الأمريكي؛ خاصة مع القرار الأخير فيما يتعلق بالقدس بخلاف التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي بأنه نزع ملف القدس من على طاولة المفاوضات، كما أن ملفات مثل الحرب على الإرهاب والعملية الشاملة سيناء 2018، وكيفية الدعم العسكري والعلاقات الثنائية، وملف حقوق الإنسان خاصة بعد جلسة الاستماع التي عقدت في ديسمبر بالكونجرس، بالإضافة إلى الأمريكان المحتجزين في قضايا متعددة، والأزمة القطرية واليمنية؛ بخلاف ما يحدث في سوريا بمنطقة عفرين ودعم واشنطن للأكراد؛ هذا بالإضافة إلى مؤتمر إعادة إعمار العراق بالكويت؛ سيكونون حاضرون وبقوة على طاولة المحادثات بين الجانبين.

 

ضخ دماء للسلام
وأشار شرقاوي؛ إلى أن الحديث سيتطرق أيضا إلى الشراكة الأمريكية وكيفية تعزيزيها في مختلف القضايا الإقليمية، وبحث ضخ الدماء إلى عملية السلام؛ ومحاولة إقناع الفلسطينيين بالرجوع عن رفضهم لوجود الولايات المتحدة بملف عملية السلام، في ظل أن زيارة تيلرسون جاءت في أعقاب زيارة نائب الرئيس الأمريكي الفاشلة لعدم تمكنه من الجلوس مع الجانب الفلسطيني وهذا سبب غضب للرئيس والإدارة الأمريكية، مبينا أن أمريكا يعنيها إعادة المياه إلى مجاريها فيما يتعلق بالملف الفلسطيني.

 

حسم ولواء الثورة
وأضاف أنه من المؤكد أنه سيكون على طاولة المباحثات قرار إدراج وزارة الخزانة الأمريكية لكيان حسم ولواء الثورة؛ ووضعهم على قوائم الإرهاب، في ظل ترحيب مصر بذلك، بحكم أنها عانت من إرهاب مثل تلك الكيانات الإرهابية، مشددا على أن زيارة تيلرسون لها أهمية خاصة لأنها تتزامن مع العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018، والتي تنفذ على الأرض الآن، لأنها ستكون محور أساسي من المحادثات، بخلاف أنها ستتطرق للانتخابات الرئاسية المقبلة في ظل أن واشنطن تدعم عملية انتخابية حقيقة بمصر..