حوار| المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: مصر شريكا استراتيجيا رئيسيا لنا في المنطقة

جارد كابلان المتحدث الرسمي الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية
جارد كابلان المتحدث الرسمي الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية

الطريق ليس ممهدا بالورود؛ وهناك الكثير من الأزمات في الطريق؛ والأرض مشتعلة بالصراعات والنزاعات؛ بخلاف المفاجآت التي قد تطرأ في أي وقت في ظل الأوضاع الصعبة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط؛ هذا أبرز ما يواجهه وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون؛ في جولته التي بدأها يوم 11 فبراير وتستمر إلى يوم 16 من ذات الشهر وتشمل 5 دول هي: «مصر والأردن والكويت ولبنان وتركيا»..


وزير الخارجية الأمريكي؛ بدأ ما يمكن أن نطلق عليها «مهمة صعبة» في منطقة مزدحمة بالملفات الشائكة؛ فمن مصر التي تواجه حرب دروس مع الإرهاب؛ بخلاف رعايتها لجهود عملية السلام جنب إلى جنب مع الأردن؛ مرورا بلبنان التي دخلت في أزمة جديدة مع إسرائيل فيما يتعلق بالبلوك 9؛ مرورا أيضا بالكويت التي تحتضن مؤتمر حول داعش وإعادة إعمار العراق؛ انتهاءً بتركيا التي دخلت على خط الحرب؛ بدخولها في منطقة عفرين السورية؛ بخلاف الملفات الأخرى التي لا تقل أهمية عن تلك التي تم ذكرها؛ والتي من المؤكد أن تيلرسون؛ سيصطدم بها؛ خلال جولته الحالية..


الأهمية التي تحملها زيارة تيلرسون لمنطقة الشرق الأوسط؟، وأبرز الملفات التي ستكون حاضرة على طاولة المباحثات؟ وما الذي يمكن أن يقدمه الوزير خلال جولته بالمنطقة؟.. وأسئلة أخرى طرحتها «بوابة أخبار اليوم»؛ على جارد كابلان المتحدث الرسمي الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية في هذا الحوار؛ الذي أجرته معه عبر الهاتف من العاصمة البريطانية لندن..


◄ ماذا عن زيارة مصر وجهود تعزيز العلاقات بين القاهرة وواشنطن؟

بالنسبة لمحطة مصر، فإننا نعتبر القاهرة شريكا استراتيجيا رئيسيا لنا في المنطقة؛ لأنها تمثل فرصة لمواصلة البناء على تعزيز العلاقة، الذي تم على مدى العام الماضي بفضل مجموعة من المداولات تمت على أعلى المستويات، وكان آخرها زيارة نائب الرئيس الأمريكي لمصر، قبل بضعة أسابيع فحسب.

وزير الخارجية اجتمع بالرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره وزير الخارجية سامح شكري، وتم مناقشة - استناداً إلى الزيارة الناجحة جدا التي قام بها نائب الرئيس مؤخراً إلى القاهرة - مجموعة من القضايا مع القيادة المصرية، بما في ذلك القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك مثل ليبيا وسوريا، والتزاماتنا المشتركة تجاه مكافحة الإرهاب، والقضايا الإسرائيلية الفلسطينية، والجهود المبذولة لتحريك آفاق السلام إلى الأمام، وغيرها من الموضوعات المتعلقة بالعلاقة الثنائية وسبل تعزيزها.

◄ في ظل الأزمة التي خلقها قرار القدس الأخير، ماذا عن زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى الأردن؟

فيما يخص الأردن، فإن زيارة الوزير كان مخططا لها لفترة طويلة، وسيجتمع خلالها مع الملك عبدالله ونظيره الأردني، وسيتناول فيها مجموعة كاملة من القضايا، بما فيها الصراع في سوريا وهزيمة تنظيم داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية وعملية سلام الشرق الأوسط. وستتوج الزيارة باستكمال إبرام مذكرة تفاهم ثنائية تكرس التزامنا بالتعاون في العديد من المجالات الاقتصادية والدفاعية والأمنية على مدار السنوات المقبلة. وسيؤكد الوزير التزامنا بدعم جهود الأردن في تحمل عبء تدفق اللاجئين إلى المملكة، إضافة إلى دعمنا لتنفيذ الإصلاحات الرامية إلى تحفيز الاقتصاد الأردني وتعزيز النمو بقيادة القطاع الخاص والطاقة المتجددة في الأردن.


◄ في ظل التحديات الأخيرة التي شهدتها العلاقات بعد معركة «غصن الزيتون في عفرين»، ماذا عن زيارة تركيا؟

أما زيارة الوزير تيلرسون إلى أنقرة فهي تمثل الخطوة التالية في سلسلة من الاتصالات الهاتفية والنقاشات الشخصية رفيعة المستوى التي أجريناها مع القيادة التركية العليا، والغرض منها إعادة تأكيد قيمة شراكتنا مع تركيا والمصالح المشتركة التي نواجهها فيما نحاول العمل للتغلب معاً على مجموعة من هذه التحديات. ولا شك في أنّ الوزير يعتزم طرح بعض المسائل الأكثر صعوبة في العلاقات الثنائية، وكذلك بعض الأمور التي تسير على نحو أفضل. وبعد ذلك، سيبحث أيضا مجموعة كاملة من القضايا الإقليمية والأمنية بطبيعة الحال، بدءاً من حملة هزيمة داعش وصولاً إلى مواجهة حزب العمال الكردستاني وغيرها من القضايا الأخرى.


◄ زيارة وزير الخارجية الأمريكي تحمل خصوصية كبيرة في ظل أنها الأولى لبيروت منذ 4 سنوات؛ ماذا عن زيارة لبنان؛؟

وبالنسبة إلى زيارة الوزير إلى بيروت، فهذه ستكون المرة الأولى التي يزور فيها وزير للخارجية بيروت منذ أربع سنوات. الأهم في هذه الزيارة هو أنه سيجتمع بالرئيس عون ورئيس الوزراء سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري، للتأكيد على دعمنا للبنان في الوقت الذي يواجه فيه مجموعة كاملة من التحديات من الدفاع عن حدوده من الإرهابيين والتصدي لتدفق اللاجئين غير اعتيادي الذي فاق أكثر مليون لاجئ منذ بدء الحرب السورية. كما ستؤكد الزيارة التزامنا بالمؤسسات الوطنية اللبنانية، وبخاصة القوات المسلحة اللبنانية وقوات الأمن الداخلي، إذ تحارب تلك القوات تنظيم داعش وتنظيم القاعدة وتحافظ على استقرار لبنان. وسيتطرق طبعاً إلى موضوع حزب الله، والدور المدمر الذي يلعبه في لبنان ومختلف أنحاء المنطقة. طبعاً من غير المقبول أن تعمل ميليشيات مثل حزب الله خارج سلطة الدولة اللبنانية، وسيكون ذلك موضوعاً رئيسياً للنقاش بينه وبين قادة لبنان.


الكويت؛ تحتضن مؤتمري داعش وإعادة إعمار العراق؛ ما طبيعة التنسيق بينكما؟

فيما يخص زيارة الكويت، فأنها ستركز على المشاركة في مؤتمر دولي حول هزيمة  تنظيم داعش ومؤتمر لإعادة إعمار العراق، وعقد اجتماعات ثنائية مع الشخصيات الكويتية واجتماعات ثنائية مع زعماء آخرين غير كويتيين على هامش المؤتمرين اللذين تستضيفها الكويت. وليس من قبيل المصادفة أن يشارك الوزير في هذا النوع من الاجتماعات في الكويت. فدولة الكويت شريك إقليمي قوي وثابت يستضيف رابع أكبر عدد من القوات الأمريكية في أي مكان في العالم، وقد كان شريكاً قوياً في التحالف الدولي لهزيمة داعش وهو رائد في مجال القضايا الإنسانية في المنطقة، كما يتضح من دعمه القوي للاجئين السوريين وغير ذلك من الأزمات الإنسانية. وقد كانت الكويت أيضا وسيطا في أزمة الخليج أو نزاع قطر كما يطلق عليه أحياناً. وأثناء تواجد الوزير في الكويت وفي خلال اجتماعاته مع الكويتيين، يود أيضاً أن يتحدث عن الخطوات التالية من حيث حل النزاع القطري والاستفادة من القيادة الكويتية ووساطتها. وسيتحدث أيضاً عن بيع طائرات أف/أي-18 الأخير والتي يشتريها الكويتيون من الولايات المتحدة.