إدارة «ترامب» مجيشةٌ لتوفير غطاء لعمليات «إسرائيل» في سوريا

نتنياهو وترامب
نتنياهو وترامب

في السادس من شهر ديسمبر الماضي، اختار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانحياز إلى إسرائيل على حساب شعوب الوطن العربي بإعلانه الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، ليخالف بذلك نهج من سبقوه في حكم البيت الأبيض، منذ تشريع الكونجرس عام 1995 بالتوجيه نحو نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.

محاباة ترامب لإسرائيل تلك ضربت مساعي إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في مقتلٍ، بعدما واجهت عاصفة من الغضب في العالمين العربي والإسلامي، جعلت من مساعي السلام ضربًا من ضروب الخيال في الوقت الراهن.

ورغم توجيه ترامب أمس الجمعة 9 فبراير رسالةً إلى إسرائيل مفادها ضرورة تقديم تنازلاتٍ من قبلهم مقابل الوصول إلى السلام مع الفلسطينيين، إلا أن إدارته سارعت في توجيه الدعم لإسرائيل في اليوم التالي تجاه العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي التي يشنها في الأراضي السورية، في مواجهات يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عنها إنها تهدف الدفاع عن النفس في مواجهة الهجمات التي تُشن من الأراضي السورية، حسب زعمه.

وأعلنت تل أبيب يوم السبت 10 فبراير أنها قصفت اثني عشر هدفًا إيرانيًا وسوريًا على الأراضي السورية، فيما تعرضت مقاتلتين إسرائيليتين للقصف من قبل صواريخ أرض جو سورية استهدفت المقاتلتين شمال إسرائيل.

البنتاجون يدعم إسرائيل

ومن جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أدريان رانكين جالواي، إن الولايات المتحدة تؤيد تمامًا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات المصوبة تجاهها، مشيرًا إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية لم تشارك في هذه العملية العسكرية.

وأمضى رانكين جالواي قائلًا "إسرائيل أقرب حليف أمني لنا في المنطقة ونحن ندعم تمامًا حق إسرائيل الأصيل في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات لأراضيها وشعبها" ، وقد اتهم أنشطة إيران بأنها تزعزع الاستقرار، وتهدد السلم والأمن الدوليين، حسب قوله.

دعم وزارة الخارجية كذلك

وعلى المنوال ذاته، سارت وزارة الخارجية الأمريكية، التي أذعنت على لسان المتحدثة باسمها، هيدز ناورت، عن دعم واشنطن بقوة حق إسرائيل فيما اعتبرته دفاعًا عن نفسها.

قالت المتحدثة اليوم السبت 10 فبراير إن الولايات المتحدة تدعم بقوة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد أن قالت إسرائيل إنها قصفت 12 هدفًا إيرانيًا وسوريًا في سوريا بينها أنظمة دفاع جوي سورية.

اعتبرت واشنطن الأحداث الأخيرة على الحدود الإسرائيلية السورية، والتي أعقبت إعلان إسرائيل إسقاط طائرة إيرانية مسيرة اخترقت الأجواء الإسرائيلية انطلاقا من سوريا، بمثابة تصعيد إيراني متعمد.

وأضافت أن تصاعد التهديد المتعمد الذي تمثله إيران وطموحها لاستعراض قوتها وهيمنتها يعرض للخطر كل الشعوب في المنطقة من اليمن إلى لبنان، حسب رأيها.

وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حث رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لتجنب التصعيد والعنف في الأراضي السورية، والتي يدعم خلالها الرئيس الروسي القوات الحكومية التي يتزعمها الرئيس بشار الأسد منذ الوهلة الأولى للأحداث هناك في مارس عام 2011.