شوارع القاهرة «مولد وصاحبه غايب»!

شوارع القاهرة تجمعات للباعة الجائلين
شوارع القاهرة تجمعات للباعة الجائلين

شوارع ضيقة وأماكن غير مؤهلة، تضم تجمعات كبيرة من الباعة الجائلين،  لا يتوافر بها أدنى معايير السلامة والأمان، إنها الأسواق العشوائية التى تعد «قنبلة موقوتة» تخلف خسائر مادية وبشرية كبيرة، إحصائيات صندوق تطور العشوائيات تشير إلى ان هناك أكثر من 1099 سوقا عشوائية، تنتشر بمختلف أنحاء الجمهورية، تقع فى المناطق الشعبية  والراقية، وتحكمها الفوضى، وفى كل منطقة توجد بها هذه الأسواق، يعيش سكانها فى رعب وخوف، لان هذه الأسواق، تحت تهديد النيران،  والحرائق من الممكن أن تشتعل بها فى أى وقت، بسبب غياب إجراءات التأمين، وانعدام وسائل إخماد الحرائق بها، كما ان الطرق اليها ضيقة مما يعوق وصول اى مساعدات من الحماية المدنية فى حالة وقوع كارثة.. كما انها تسبب الاختناق والتكدس والفوضى المرورية، نظرا لوجودها داخل التجمعات السكنية، وافتقارها للتخطيط والتنظيم، وانعدام المرافق، وتلويثها للبيئة المحيطة بها.

«الأخبار» قامت بجولة على الأسواق العشوائية ورصدت الكثير من المخالفات التى تدق ناقوس الخطر حتى لا تتكرر كوارث حرائق اسواق الغورية والرويعى وإمبابة وأسوان، وتكون الخسائر فادحة.
 البداية كانت من شارع المعز الاثرى الذى يعتبر من معالم مصر الاسلامية، حيث انه يضم الكثير من الآثار الإسلامية، اختفاء وسائل الحماية المدنية وآثار الإهمال التى تفشت داخل شارع المعز وباب زويلة وحولت المنطقة بكل آثارها وتاريخها العتيق إلى شوارع عشوائية بعد انتشار الباعة الجائلين على جانبى الطريق وإهمال محافظة القاهرة ووزارة الآثار لتلك الكنوز التى لاتقدر بثمن.
وأمام مسجد «الغورى» انتشرت  أكشاك الأقمشة والملابس والإكسسوارات الحريمى، حتى كادت معالم الشارع ان تختفى بسبب الفوضى، وانتشر الباعة الجائلين  واستغلوا ساحة الجامع فى عرض بضائعهم وبيعها للمواطنين.

وفى العتبة يوجد اكبر تجمعات للأسواق العشوائية فى قلب العاصمة، هذه الأسواق منتشرة داخل الشوارع الضيفة والباعة يحتلون مداخل العمارات، وتحولت الشقق السكنية الى مخازن الملابس والبضائع الاخرى، وأصبح الوضع فى سوق العتبة لا يدعو للتفاؤل وسط غياب كل أجهزة الحى.

 وفى شارع المدينة المنورة انتشرت محلات  الأقمشة وبيع المنتجات البترولية فى الشوارع الضيقة بشكل يظهر أقبح صور العشوائية والفوضى، سكان المنطقة اكدوا ان كل المحلات التى تم افتتاحها مخالفة وتفتقد كل وسائل الامان ..كما  أكد عدد كبير من المواطنين الذين يعيشون بالقرب من تلك الأسواق، إنهم يعيشون مأساة نتيجة صعوبة وصول سيارات الإطفاء والإسعاف لها فى حال حدوث حرائق، وطالب الجهات المسئولة بالتحرك لمواجهة الفوضى الناتجة عن تلك الأسواق، وإنشاء أسواق بديلة للباعة الجائلين بعيدا عن المناطق السكنية.

   وتحول سوق الفجالة بحى الأزبكية الى مولد وصاحبه غايب البضائع احتلت الأرصفة والممرات دون وجود وسائل حماية مدنية وفى غيبه من أجهزة الحى.

وفى حى شرق مدينة نصر والتى تمثلت الفوضى فى انتشار المقاهى على الأرصفة دون رادع وتحولت الى مصدر للازعاج والغريب فى الأمر انه رغم الحملات اليومية التى تسفر دائما عن غلق المقاهى الا ان المقاهى تفتح بعد انصراف رجال الحى وتبدأ فى احتلال الأرصفة من جديد.

وأكد اللواء محمد أيمن عبد التواب نائب محافظ القاهرة للمنطقتين الغربية  والشمالية ان السبب الرئيسى فى انتشار الحرائق فى الأسواق العشوائية بمنطقة وسط القاهرة هو العنصر البشرى وقيام بعض الأشخاص بتوصيلات كهربائية مخالفة وعدم مراعاة اشتراطات الحماية المدنية، وانه يتم  يوميا تشكيل لجان من الحى والحماية المدنية لمراجعة مدى التزام المحلات بشروط الحماية المدنية ومن يخالف يغلق محله فورا.

 وأضاف ناصر رمضان رئيس حى وسط  القاهرة، ان هناك حملات بالتنسيق مع شرطة المرافق لرفع كافة الإشغالات واستدعاء اللوادر والسيارات لإزالة كافة التعديات والمخالفات التى أقامها البائعون من أكشاك خشبية وبروزات واستندات حتى لاتتكرر هذه الحرائق مرة اخرى.

وأكد المهندس صبرى عبده رئيس حى الأزبكية أن حملات ضبط الأسواق مستمرة على مدار 24 ساعة، كما شدد اللواء جمال محمد محيى رئيس حى الموسكى، على أن أجهزة الحى تقوم على مدار اليوم بحملات رفع الإشغالات وإزالة المخالفات. 

وأضاف مصطفى عبد العزيز رئيس حى شرق مدينة نصر: يوميا تقوم أجهزة الحى بغلق المحال المخالفة وتشميع المقاهى واشار الى ان اجهزة الحى تعمل على مدار الساعة ولن تتوقف الا بعد تطبيق القانون.