قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إنه يلزم التذكير الدائم بالثوابت حول القدس حتى نكون على علم، وإن كان هذا العلم محدود، ولكن يجب على الأقل أن تتوافر لدينا معلومات عن المسجد الأقصى.
وأضاف «الطيب» في حديثه الأسبوعي بالفضائية المصرية، أنه يوجد حقائق نؤمن بها نحن المسلمين والتشكيك بها تشكيك فى القرآن، وتشكيك فى الإسلام وفى الدين، وأولى هذه الحقائق هى أن أول بيت عبادة وضع في الأرض هو "الكعبة " وهى قضية مفروغ منها كما ذكر فى القرآن الكريم {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}، والحقيقة الثانية هو أن سيدنا آدم عليه السلام عندما نزل نزل محملًا برسالة هدى لقوله تعالى { قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
وتابع : هناك تقارب بين الكلمتين "هدى" وذلك فى قوله تعالى ( لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) مع آية (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى) كأن آدم نزل برسالة هدى، ونستنبط من هذا أن سيدنا آدم عليه السلام هو الذي بنى هذا البيت وهو ما عليه جمهور المسلمين "أن الذى بنى الكعبة هو آدم عليه السلام".
وأشار إلى أن الحقيقة الثالثة ونأخذها من الحديث الشريف، وهو أن البيت الثانى الذي وضع لهداية الناس وكما ذكر فى القرآن الكريم كما باركنا حوله هو "المسجد الأقصى"، وهو موجود فى القرآن الكريم والحديث فى صحيح مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : " قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ : أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلُ ؟، وقَالَ: ( الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ) ، قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى»، قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا ؟، قَالَ: «أَرْبَعُونَ سَنَةً»، فأول بيت وضع للناس هو "البيت الحرام" والبيت الثاني هو "المسجد الأقصى" والذى بناهما الأثنين هو أدم عليه السلام وما بينهما أربعون عامًا.
