وسط الكثير من الصراعات والحروب، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، الخميس 8 فبراير، أنه سيبدأ جولة في الشرق الأوسط يزور خلالها الأردن وتركيا ولبنان ومصر والكويت، تمتد من 11 وحتى 16 فبراير الجاري، لمناقشة عدد من القضايا الهامة والاجتماع مع عدد من الزعماء والقادة العرب.
ووفقًا لبيان أصدرته الخارجية الأمريكية فإن قضايا، هزيمة داعش، وإعمار العراق، والحرب في سوريا ستتصدر مناقشات تيلرسون خلال اجتماعاته.
وأوضح البيان أن تيلرسون سيلتقي بالعاهل الأردني عبد الله بن الحسين ووزير الخارجية أيمن الصفدي لـ «التأكيد على قوة العلاقات الأمريكية-الأردنية والحديث مع القيادة الأردنية حول إنجاز مذكرة تفاهم جديدة للتعاون الثنائي ومناقشة قضايا إقليمية من بينها الأزمة السورية ودعم الأردن للسلام في الشرق الأوسط».
كما يلتقي وزير الخارجية في تركيا بكبار المسؤولين في أنقرة لمناقشة قضايا إقليمية وثنائية. وأضاف البيان أن تيلرسون سيجتمع في بيروت مع الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري في زيارة «ستأكد على دعم الولايات المتحدة للشعب والجيش اللبنانيين».
ووفقًا للبيان أن زيارة تيلرسون إلى مصر ستتضمن «التنسيق حول قضايا إقليمية هامة». وسيختتم تيلرسون جولته بزيارة الكويت حيث سيترأس وفد بلاده للمشاركة في اجتماع وزاري للتحالف الدولي ضد داعش وكذلك في مؤتمر إعادة إعمار العراق.
ويعتبر الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، الذي يُعقد للمرة الثالثة، ومن المقرر أن يحضره وزير الخارجية الأمريكي في الكويت هو الأول بعد إعلان هزيمة «داعش» الإرهابي في سوريا وإجباره على الخروج مع أحد أقوى معاقله بالـ«الرقة».
سياسة أمريكا لن تحددها «تغريدات ترامب»
وترى صحيفة لوس أنجلوس الأمريكية أن وزير الخارجية الأمريكي ربما يكون يسعى بجولاته المستمرة وخاصة في الشرق الأوسط لنشر أفكار «مختلفة» عما يروج لها ترامب من خلال تصريحاته أو تغريداته المستمرة عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، والذي يُعرف عن ترامب حب استخدامه المستمر له. إلا إن «سياسات أمريكا الخارجية لن تُحدد من خلال تغريدات الرئيس»، وفقًا لتصريحات وزير الخارجية.
ونقلت الصحيفة الأمريكية تصريحات وزير الخارجية التي قالها لعدد من الصحفيين والإعلاميين المرافقين له في جولته التي بدأها الأسبوع الماضي بدول أمريكا اللاتينية، حيث أكد أنه وترامب شخصين مختلفين في رؤية القضايا واتخاذ القرارات.
وقال تيلرسون في تصريحاته: «أنا وترامب شخصيتين مختلفين في رؤيتنا لإدارة الأشياء والملفات. لكن هذا لا يعني بالضرورة أن أحدنا أصح من الآخر، لكنه يعني أن لكلٍ منا طريقة في اتخاذ وتنفيذ القرارات.»
وأشارت الصحيفة الأمريكية أن هذه الجولة ستكون بلا شك مختلفة عن جولة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس التي بدأها 19 يناير الماضي، والتي كانت تسعى لتثبيت آراء ووجهات نظر ترامب في سياساته الدولية والخارجية.
وشددت الصحيفة في تقريرها أن تيلرسون ربما لا يقوم بتحدي ترامب أو الاختلاف معه أو مع أرائه وجها لوجه داخل البيت الأبيض، لكنه على الأرجح لا يمانع إخبار دول وحكومات أخرى أنه يوجد أكثر من رأي واحد داخل البيت الأبيض مختلفين عما يعلن عنه ترامب باستمرار.
