تاريخ الشرطة النسائية المصرية.. «عزة» أول لواء بالداخلية

تدريبات مكثفة للشرطة النسائية
تدريبات مكثفة للشرطة النسائية

كعادته القطار النسائي، لا يفقد الأمل في التنقل بين محطات المهن المختلفة، وصلت عرباته قبل سنوات طويلة إلى محطة «الشرطة»، ليجد موقعًا مميزًا نموذجًا مميزًا للشرطة النسائية بين خريطة قطاعات «الداخلية».

لم يكن سهلا على الأسر في مصر استيعاب إمكانية إلحاق بناتهن بأكاديمية الشرطة، منتصف ثمانينيات القرن الماضي؛ لكن مع توالي السنوات صارت لمصر شرطيات يحملن السلاح، ويقدمن أنفسهن فداءً للوطن.

قبل 33 عامًا

في عام 1984، فتحت أكاديمية الشرطة المصرية، أبوابها لأول مرة في تاريخها، أمام الفتيات للالتحاق بها؛ إلا أن الإقبال في البداية محدودًا من الفتيات على الالتحاق بأكاديمية الشرطة؛ تأثرًا بالثقافة المجتمعية التي كانت تصنف العمل بالشرطة ضمن المهام التي لا تتناسب الفتاة.

4 سنوات عجاف

ظل الحال نفسه لنحو أربع سنوات، ما دفع القائمون على الأكاديمية إلى وقف قبول الفتيات للعمل ضابطات بالشرطة، وتحديدًا في 1990، أي بعد مرور سنوات على إطلاق التجربة دون تحقيق أي تأثير ملحوظ، إلا أنها استمرت في قبول الطبيبات والأخصائيات الاجتماعيات في الشرطة.

خريجات الجامعات

ورغم السنوات العجاف السابقة، إلا أن كلية الضباط المتخصصين بأكاديمية الشرطة لخريجات الجامعات، فتحت أبوابها ليتم إلحاقهن بوزارة الداخلية، بعد 4 سنوات من الدراسة، والعمل ضابطات للمرة الأولى في تاريخ الشرطة المصرية.

إلا أن وزارة الداخلية أعادت فتح باب القبول أمام خريجات الجامعات من التخصصات المناسبة، للالتحاق بالوظائف الأمنية والعمل ضابطات شرطة، قبل أن يطال هذا القرار الاعتماد على عناصر الشرطة النسائية في المرافق الشرطية التي تتعامل بشكل مباشر مع الجمهور.

تأمين المدارس والتحرش

ولم تكتف «الداخلية» بما سبق؛ بل أنشأت إدارة خاصة للشرطة النسائية، من بين مهامها حفظ الأمن في محيط مدارس الفتيات والانتشار بأماكن التجمعات وسط مدينة القاهرة؛ لمواجهة جرائم التحرش بالإناث، التي بدأت تشكل آفة في الفترة الماضية.

واستمرت التجربة 6 أعوام، وكان الإقبال في البداية محدودًا من الفتيات على الالتحاق بأكاديمية الشرطة، رغم قرار وقف الالتحاق بأكاديمية الشرطة للفتيات، واستمرت في قبول الطبيبات والأخصائيات الاجتماعيات في الشرطة.

وعاودت أكاديمية الشرطة بعد فترة، استقبال الفتيات من خريجات الجامعات المصرية من جديد والطالبات اللاتي يتم قبولهن في الوقت الحالي بكلية الضباط المتخصصين، يتم تدريس مناهج لهن تؤهلهن لدراسة القانون والدراسات العملية، التي تمكنهن من التعامل كضابط شرطة من حيث المظهر والأداء.

تدريبات مماثلة للذكور

مصدر أمني بوزارة الداخلية أكد أن الفتيات بأكاديمية الشرطة تتلقى نفس التدريبات التي يتلقاها الذكور، ويشاركوهن في الطوابير نفسها وقاعات المحاضرات، فلا يتم الفصل بينهم إلا في أماكن المبيت.

المصدر أوضح أن الإناث أثبتت كفاءة عالية في أكاديمية الشرطة، خلال تدريبات الرماية وضرب النار والاشتباك وتدريبات القتال، وبعضهن حققن مراكز متقدمة على الذكور في بعض التدريبات العنيفة.

مهام قوية للضابطات

ولعل مجموعة المهام الموكلة لضابطات الشرطة، تتمثل في العمل بإدارات «العلاقات العامة، ورعاية الأحداث والمؤسسات العقابية، والرعاية اللاحقة، وميناء القاهرة الجوي»، بالإضافة إلى الخدمات الطبية بمستشفيات وزارة الداخلية.

وتتولى الضابطات تدريب الطالبات الجدد بالقسم في أكاديمية الشرطة، وجرائم العنف ضد المرأة، كما تتعامل الشرطة النسائية بشكل مباشر مع الجمهور، وأنشأت الوزارة إدارة خاصة لها، من بين مهامها حفظ الأمن في محيط مدارس الفتيات والانتشار بأماكن التجمعات وسط مدينة القاهرة لمواجهة جرائم التحرش بالإناث والعمل بكل قطاعات وزارة الداخلية.

وشارك عدد كبير من ضابطات الشرطة في الدوريات الرامية لحفظ الأمن، أثارت الكثير من ردود الفعل المرحبة بأداء الشرطيات اللاتي نجحن في التعامل.

أول شرطية شهيدة

وللشرطة النسائية دور كبير في تأمين الكنائس خلال الأعياد وراح عدد منهم ضحايا نتيجة لغدر الإرهاب وسقوط أول شهيدة في تاريخ الشرطة المصرية، العميد نجوى الحجار، بالإضافة إلى النقيب أسماء إبراهيم، والعريف أمينة رشدي.

واستشهدت العميد نجوى، بعد سقوطها ضحية تفجير الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، أثناء قيامها بواجبها، بتفتيش السيدات الوافدات إليها، وقت الاحتفالات، وهي واحدة ضمن مئات الضابطات في الشرطة النسائية المصرية.

ولم يقتصر دور الشرطة النسائية على التأمين ونشر الأمن بين المواطنين ولكن قاموا بمشاركاتهن الإنسانية في الكثير من المواقف، والتي كان آخرها زيارة عدد من ضابطات قطاع حقوق الإنسان بوزارة الداخلية، وبرفقتهم بعض أسر شهداء الشرطة، وزيارة مستشفى سرطان الأطفال، لتقديم الدعم النفسي والمعنوي للأطفال.

أول شرطية «لواء»

وأمام إثبات الكفاءة والجدارة، نجحت كثير من سيدات الشرطة النسائية في الحصول على رتبة «لواء شرطة»؛ إذ أصبحت اللواء عزة الجمل أول سيدة تحصل على رتبة لواء بالوزارة.

ولأول مرة في تاريخ وزارة الداخلية، يتم قبول 60 سيدة من معاوني الأمن في فترة التدريب الأساسي التي تعتبر أهم فترة في فترات التدريب، بحسب ما أكده مصدر لـ«بوابة أخبار اليوم».

 

27721403_2093045160930499_735600791_n 27848718_2093045157597166_693871155_n 27781239_2093045154263833_477775596_n