مدارس أسوان تستغيث بعضها بلا أسوار وبرك الصرف الصحي تحيط بها

              مدارس أسوان تستغيث بعضها بلا أسوار وأرتفاع كثافة الفصول وبرك الصرف الصحى تحيط بها
مدارس أسوان تستغيث بعضها بلا أسوار وأرتفاع كثافة الفصول وبرك الصرف الصحى تحيط بها
 
قبل بداية العام الدراسى بكل عام يخرج علينا المسئولين بسيل من التصريحات عن أستعدادات بداية العام الدراسى وترميم وصيانة المدارس وتجديد "التخت "والمقاعد وتزويد المدارس بالعديد من الوسائل التعليمية .ألا أن واقع الحال يثبت كذب هذه التصريحات وأنه لا يوجد اى تجديد او ترميم بمدارس أسوان وأن وجد فيكون فقط فى المدارس التى على "وش القفص "أو فى الواجهة والتى يتوقع أن يزورها المحافظ وكبار المسئولين .وهذا ما أكتشفته جولة بوابة أخبار اليوم  فى عدد من مدارس المحافظة.
 
ففى مدينة أسوان وبالتحديد فى منطقة المحمودية توجد مدرسة 25 يناير الابتدائية التى يحيط بها سور قصير تحاصره حشائش شائكة بينما أكوام القمامة تتجمع خلف مبانى المدرسة التى تطل فصولها على أبراج سكنية مرتفعة.وهناك ألتقينا بمحمد عبد الموجود أحد اولياء الأمور يتجول حول المدرسة منتقداً حال مبناها الذى تحيط به حشائش شائكة وقمامة وتركها على هذا النحو من الإهمال. وقال عبد الموجود الكثير من الأبنية المدرسية فى محافظة أسوان تكاد تكون مهملة تماماً ولم يسلم التعليم فى المحافظة من التهميش وسوء الإدارة وبدلاً من مواجهة الحقائق لحل المشكلات تتعامل الإدارة التعليمية مع البيانات كما لو كانت أسراراً عسكرية .مشيراً إلى أن الكثير من مدارس أسوان تشتكى من نقص فى العمالة المعاونة وإهمال دورات المياه مما يجعل بعض المدارس أشبه بـ"الخرابة " وغير مؤهلة لاستقبال الطلاب بجانب أن التوسع فى بناء مبانٍ إضافية لاستيعاب الكثافة الطلابية كان له تأثير سلبى كبير على مساحة " الأفنية " التى تعتبر المتنفس الطبيعى للطلاب لممارسة الأنشطة المختلفة طوال العام الدراسى  . وتابع  توجد مدرسة بلا أسوار مثل مدرسة عبدالله حسين . فى قلب مدينة أسوان بجوارها سوق وهو ما يعرض حياة الطلاب فيها للخطر . . ومن مدرسة 25 يناير أنتقلنا لمدرسة الحسن بن الهيثم بمدينة أسوان حيث "لا أسوار ولا كهرباء ولا خدمات تعليمية".. هذه كانت كلمات أولياء أمور  يصفون فيها حالة المدرسة التى تضم 16 فصلا وقرابة الألف تلميذ ولا توجد بها كهرباء أو سور يقول محمد مصطفى نائب مجلس أمناء المدرسة إنها بدون سور ولايوجد بها كهرباء مما يجعلها في ظلام دامس بعد المغرب، ويعرضها للسرقة.ويؤكد أحد المعلمين بالمدرسة .رفض ذكر اسمه . أنهم قاموا بإخطار الإدارة التعليمية ومديرية التعليم، وحضرت لجنة من كلية هندسة أسوان وكتبت تقريرها غير أنه بدون جدوى.ومن مدينة أسوان انتقلت بوابة الأخبار لقرية ابو الريش داخل مدرسة "مجمع أبو الريش بحرى الابتدائية المشتركة" بمحافظة أسوان والتى تحولت إلى ما يشبه "الخرابة" فالمدرسة لم يطرأ عليها التغيير منذ تأسيسها قبل 60 عاماً مضت ورغم هذه المخاطر الواضحة رأى العين وتنذر بوقوع كارثة حقيقة للطلاب والعاملين فى المدرسة إلا أن مسئولى التعليم فى أسوان لم يتحركوا من أماكنهم الأخطار المحتملة  . وتحدث شريف توفيق من أولياء الأمورعن مأساة مدرسة مجمع أبو الريش بحرى الابتدائية  قائلاً: تأسست المدرسة قبل 60 عاماً خلال عام 1957 وتقع على مساحة ما يقرب من 5 آلاف متر مربع وتحتوى على 12 فصلاً يدرس فيه نحو 500 تلميذ وتلميذة  ورغم ما تعانيه من مشاكل تهدد أرواح التلاميذ الأطفال فالدراسة بالمدرسة مستمرة دون مبالاة بالأخطار التى تهدد أرواح التلاميذ . وتابع "عبد المنعم" بأن المدرسة متهالكة ولا يوجد لها أسوار أو حتى بوابة دخول للمدرسة فمدخل المدرسة مشترك مع الوحدة المحلية لقرية أبو الريش بحرى ووحدة الإسعاف والإطفاء والوحدة الصحية.. ومن قرية أبو الريش الى مركز ومدينة كوم امبو حيث يشكو أهالي قرية "الرغامة" غرب مدينة كوم أمبو من عدم وجود سور بالمدرسة الابتدائي وذلك منذ إنشائها من 15عامًا. قال أحمد صابر أحد أبناء القرية إن الأهالي أرسلوا عددا كبيرا من الشكاوى للمطالبة بإقامة سور حول المدرسة لمنع تسرب وخروج التلاميذ. وأضاف محمد بدوي ولي أمر أن الطلبات التي تم تقديمها حبيسة الأدراج أمام وعود لا يتم تنفيذها من المسئولين منذ أكثر من 15 عاما.وأكد حسين عبده ولي أمر أن التلاميذ يتعرضون لمخاطر صحية بسبب وجود ترعة مجاورة للمدرسة وفى مركز ومدينة ادفو وبالتحديد فى قرية العطوانى .توجد مدرسة العطوانى الأبتدائية  والتى تحيط بها برك راكدة نشئت من طفح مياه الصرف الصحى وجعلت الوصول للمدرسة أمرا صعبا .كما ادت لأنتشار الناموس والذباب وأنواع عدة من الحشرات .. الوضع هنا لا يسر عدو ولا حبيب ورغم بدء الدراسة مازال مياه الصرف الصحى تحاصر المدرسة . 
 "الوضع البيئى والصحى صعب " بهذه الكلمات بدء محمود حسبو أحد أهالى قرية العطوانى بإدفو وأتهم المسئولين عن إدفو بالتقاعس والإهمال، قائلاً.. يعنى لا علم ولا صحة.. حسبى الله ونعم الوكيل فى كل مسئول متقاعس عن أداء عمله  سواء فى المحليات أو التربية والتعليم والصحة . ومن قرية العطوانى أنتقلت الأخبار الى قرية الحجز بحرى .حيث توجد مدرسة «النصراب» الإعدادية وهى إحدى المدارس التى يطالب الأهالى بضرورة البدء فى إزالتها وإنشائها من جديد نظراً لتهالكها وتهديدها لأرواح الطلاب حيث تحاصرها بركة مياه راكدة خضراء اللون تصل حتى بابها ومن الداخل حوائط تبدو متهالكة وقعت بعض أجزائها الأسمنتية لتظهر عنها قوالب الطوب الأحمر الذى بنيت به المدرسة قبل عشرات السنين. يقول عطيتو عبد الرحيم أحد الأهالى إنه حتى الآن لا يعرف الأهالى لمن يلجأون لحل مشكلة المدرسة . ومن بيده الحل فى اتخاذ القرار وإنهاء المشكلة . وأنهم شكوا كثيراً من أن مدرسة النصراب الإعدادية المشتركة  التابعة لإدارة إدفو التعليمية آيلة للسقوط وتمثل خطراً على الجميع ليس على الطلاب والطالبات فقط بل على المدرسين والعمال والموظفين حيث إن الشروخ بالأعمدة الأساسية فى المدرسة واضحة وضوح الشمس.وأشار  عطيتو . لأن لجنة ثلاثية ضمت الإدارة التعليمية بإدفو وهيئة الأبنية التعليمية ومجلس مركز ومدينة إدفو اعتبرت الوضع فى مدرسة "النصراب " كارثة محتملة  مشيراً إلى أنه منذ شهور وعدد من الأهالى يبحثون عن المسئولين خاصة فى الأبنية التعليمية الذين يقولون من العام الماضى إنه سيتم إدخالها ضمن السنة المالية الجديدة. وقال السنة المالية الجديدة اللى بيقولوا عليها جت . ومنزلش فيها مسمار واحد ومتهدش منها طوبة يعنى هيخلوا ولادنا زى السنة اللى فاتت مع طلبة الابتدائى والدنيا زحمة . مئات التلاميذ من المرحلة الأبتدائية  مع طلاب وطالبات الإعدادى . علشان مفيش اهتمام بينا . ولا علشان إحنا بعيد عن العين ومش فى مدينة أسوان محدش يهتم بينا .من جهة أخرى تقول أمال عبد الكريم عضو مجلس النواب سابقا . وعضو المجلس القومى للمرآة . ورئيس جمعية عيد الأم . إن حالة الأبنية المدرسية فى أسوان تنقسم إلى قسمين . الأول وهى الأبنية بداخل مدينة أسوان وتحظى فى الغالب باهتمام المسئولين لوجودها فى المدينة وقربها من الزيارات الرسمية . والقسم الثانى وهى الموجودة فى أطراف أسوان بالقرى البعيدة وتكون حالتها سيئة للغاية لبعدها عن أعين المسئولين الذين لا يكلفون أنفسهم القيام بزيارات إلى مدارس القرى . ومن تلك المناطق قرى أبوالريش والأعقاب الصغرى والكبرى وعزبة النهضة . وهى توجد فى أطراف أسوان. وتشهد إهمالاً كبيراً ولا يوجد عليها رقابة من ناحية جودة الأداء. وعدد المدرسين الموجودين فيها.  والحالة البيئية للمدرسة ودرجة الأمان فيها، وتشير " عبد الكريم " إلى أن شكاوى كثيرة تصل إليها من نساء القرى الموجودة على أطراف أسوان بأن أبناءهن لا يتلقون تعليماً جيداً ولا توجد مواعيد مضبوطة فى دخول وخروج التلاميذ من المدرسة . وأن الكثافة فى بعض المدارس مع تهالك المقاعد تؤثر على العملية التعليمية . وتلفت " عبد الكريم " النظر إلى أن ظاهرة التسرب من التعليم تبدو واضحة فى القرى المتطرفة بسبب كل هذه المشاكل . وبعد المسافة بين المدارس الثانوية التى توجد دائماً فى أسوان وبين الطلاب والطالبات فى تلك القرى . خاصة بالنسبة إلى الطالبات اللاتى يتعين عليهن قطع مسافة تصل إلى 20 كيلومتراً بين قراهن ومدينة أسوان . ما يؤدى إلى عدم استكمال تعليمهن . وفى النهاية تنتشر ظاهرة الزواج المبكر لدى الفتيات فى هذه القرى، وتضيف " فى قرية الأعقاب الصغرى وهى ناحية قرية أبوالريش تنقطع المياه لساعات طويلة جداً تسبب فى بعض الحالات إلى خروج مبكر للأطفال من المدارس . وفى أوقات أخرى بيقفلوا المدرسة وما يستقبلوش الأطفال أساساً  . ولما الأهالى بيشتكوا المسئولين فى المدرسة بيقولوا لما نحل مشكلة المياه" مضيفة أنه لا يوجد فى أسوان سوى مدرسة فنية واحدة للبنات تخدم المنطقة من «دراو» إلى «أبوسمبل» بمسافة تصل إلى 450 كيلو مترا