صور| «المومياء الصارخة» تكشف سر «الأمير المتآمر»

«المومياء الصارخة»
«المومياء الصارخة»

كشفت وزارة الآثار النقاب عن قصة «المومياء الصارخة» مؤخراً، التي وجدت في مقبرة رمسيس الثالث، مقررة وضعها في بهو المتحف الكبير، بعد أن كانت في مخازن المتحف المصري بالتحرير.

 

وأثارت هذه المومياء، جدلا واسعا منذ اكتشافها، ما حفز علماء الآثار على البحث وراء قصتها ومعرفة حقيقة تحنيطها، لتظهر بهذا الشكل المُفزع «مفتوحة الفم» مما جعلهم يُطلقون عليها اسم «المومياء الصارخة».

 

وكشف العلماء، أن المومياء لشاب مجهول الهوية، عمره بين 18 و20 عاماً، مؤكدين أنهم عثروا على أدلة جينية تثبت أن المومياء للملك رمسيس الثالث، وأنه من المحتمل أن يكون الأمير «بنتاور».

 

ولفت العلماء، إلى أن المميز في هذه المومياء أنه تم تحنيطها بطريقة غريبة للغاية، حيث لم يتم إزالة الأحشاء والمخ قبل عملية التحنيط، إضافة إلى وجود رائحة ولون مائل للاحمرار غاية في الغرابة، فضلا عن تغطيتها بجلد الماعز وهذا شيء كان يعتبر «نجس» في العصور المصرية القديمة.

 

وعُثر على المومياء في خبيئة المومياوات الملكية بالدير البحري في عام 1886، على يد «ماسبيرو»، وهي المومياء الوحيدة التي لم تحمل اسمًا، وتعرف بالمتحف المصري تحت اسم «المومياء الصارخة». 

 

وذكرت بردية تورين القضائية، أسماء وألقاب المتهمين في قضية اغتيال الملك «رمسيس الثالث» في العام 1184 - 1153 ق.م، وقد سميت بــ«المجرم الكبير»، باستثناء هذا الأمير المتآمر، إذ يبدو أن التصريح بذكر اسمه الحقيقي أو نعته بــ«المجرم الكبير» يعد أمرًا مشينًا ينقص من مكانته الملكية، على الرغم من فداحة جرمه الذي ارتكبه في حق أبيه.

 

ويرى «برستد» أنه ليس بالضرورة أن يكون الملك «رمسيس الثالث»، هو زوج الملكة «تي» ووالد الأمير «بنتاؤر»، إذ ليس ببعيد أن تكون «تي» أم أو زوجة أب هذا الفرعون، وعليه يصير «بنتاؤر» أخاه الأصغر، وقد تآمر مع أمه ضده لأسباب سياسية خاصة بالحكم.

 

وأعلن الفريق الطبي لدراسة المومياوات الملكية، أن تحليل الحمض النووي DNA الخاص بــ«المومياء الصارخة»، أثبت أنه ينتمي بصلة قرابة من الدرجة الأولى للملك «رمسيس الثالث» وأنه ابن له، أو على أضعف الاحتمالات أخاه، وبما أن الأدلة النصية تقول إن المجرم الرئيسي كان شابًا وعوقب بأن يقوم بقتل نفسه، فقد اتفق الدليل النصي مع الدليل الأثري، والنتائج الطبية، لذا يمكن القول أن «المومياء الصارخة» هي للأمير «بنتاؤر»، ابن الملك «رمسيس الثالث».

 

ويقول عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، في فيلم عن مومياء الرجل الصارخ، إنه لا يوجد ما يؤكد هوية المومياء إذ كانت مجهولة ولم يتم وضع أيه نقوش على تابوتها يوضح شخصية الميت، وكأنها عقاب له بأن تظل روحه كالشبح لا تصل إلى الراحة الأبدية.

وأضاف «حواس»، أنه تم لف مومياء الرجل الصارخ في نوع رخيص من الأقمشة ودفنها في تابوت خشبي، وهو ما يعد تحقيرا لصاحب المومياء، فالفراعنة كانوا يكرمون موتاهم، وهو ما ظهر من الخوف والفزع المرسوم على ملامح وجه المومياء لحظة الوفاة.