باحث سياسي: صفات وأخلاق الشعوب تتغير تبعاً للظروف السياسية والاجتماعية

معرض القاهرة الدولي الكتاب
معرض القاهرة الدولي الكتاب


عقدت بقاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة الدولي الكتاب، ندوة تحت عنوان "ثوابت الشخصية المصرية" شارك فيها الكاتب والباحث السياسي الدكتور محمد عجلان، وأدارها محمد السباعي.
واستهل عجلان حديثه قائلا: "هناك مدارس تؤمن بمصطلح "الشخصية القومية"، ومدارس أخرى تنفي ذلك، لكن يمكننا القول بأن الثوابت بالمعنى الحرفي لا يمكن تطبيقها على السلوك الإنساني، إنما هناك اتفاق على تصرفات معينة في مواقف ما لشعب معين، مثل العادات والتقاليد، والأخلاق، والصفات العامة للشعب".
وأوضح أن هذه الصفات العامة والأخلاق، تتغير بتغير الظرف السياسي، والاجتماعي، فمثلا صفة التدين، أو مقولة إن "الشعب المصري متدين بطبعه"، فهذه المقولة يمكنها أن تكون صحيحة في وقت ما، أما تحت الظروف السياسية غير الصحيحة، وغياب العدالة الاجتماعية، فقد تحول هذا التدين من تدين حقيقي، إلى مجرد تدين شكلي، فنجد مثلا العديد من أفراد الشعب يتحدثون عن الدين، والحرام والحلال، في حين تجدهم يتعاملون بالرشوة في المصالح الحكومية، أو تجدهم يتراجعون عن بعض العادات مثل الدفاع عن البنات في الشارع ضد المتحرشين، بل وأحيانًا يحملون البنت الخطأ.
وأكد عجلان أنه "كلما كانت الدولة عادلة، وكان هناك نظام اجتماعي وسياسي واقتصادي عادل، نجد الشعب أكثر أخلاقًا وأكثر تسامحًا، والعكس صحيح، واتخذ من ثورة 25 يناير مثالًا على وجهة نظره، وقال إن الشعب في هذه الفترة، خاصة في أيام الثورة وهي 18 يوما، فإن الظرف السياسي فرض على الشعب الالتزام بالأخلاق، وخلق بداخله الإحساس بالمسئولية والالتزام، رغم غياب رجال الشرطة وتسيب الأمن".
ورفض تحميل الشعب المصري الأحداث السلبية التي وقعت إثر مغادرة المتظاهرين للميادين بعد تنحي حسني مبارك، مؤكدًا أن ذلك خطأ القوى السياسية غير القادرة على تنظيم الثورة والشعب، والتي قفزت على الثورة بمطالب شخصية، ومصالح سياسية، تاركة هموم الشعب خلف ظهرها، كما رفض فكرة فشل ثورة يناير، مبررًا اعتقاده بأن الثورات تؤتي ثمارها ببطء، ومستشهدًا بذلك بالثورة الفرنسية التي أتت ثمارها بعد مائة عام من قيامها.