تناقضات أمريكا .. واشنطن تهاجم موسكو وتُنسق معها في آنٍ واحدٍ

دونالد ترامب وتيلرسون
دونالد ترامب وتيلرسون

طل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون من منصة مكسيكو موجهًا أسهم نقده لموسكو، خلال حضوره اجتماعٍ لوزراء خارجية أمريكا الشمالية في العاصمة المكسيكية.

تيلرسون، دعا المكسيك إلى أن تكون منتبهة للتدخل المحتمل من قبل روسيا في الانتخابات المقرر إجراؤها في الأول من يوليو المقبل، حيث قال "نحن نعلم أن روسيا لديها مخالب في الانتخابات في جميع أنحاء العالم، سمعناها من زملائنا الأوروبيين، توصيتي للمكسيك، هي لفت الانتباه إلى ما يحدث".

مخالب روسيا التي تحدث عنها تيلرسون لا تزال أصداؤها تنتشر في الولايات المتحدة، مع تواصل التحقيقات بشأن مسألة تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وسط مزاعم تتحدث عن تورط حملة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية وكبار رجاله في هذا التواطؤ مع موسكو.

وخلال لقائهما الوحيد الذي جمعهما في الحادي عشر من يوليو الماضي بمدينة هامبورج الألمانية على هامش قمة العشرين، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الأمريكي ترامب أن بلاده لم تتدخل من قريبٍ أو بعيدٍ في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو ما كشفه الزعيمان بعد انتهاء الاجتماع بينهما.

غير أن تيلرسون أراد أن يرسل رسالةً للأوساط السياسية في بلاده بأن إدارة ترامب تمقت التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية وترى نفسها متضررةً منه، وذلك في وقتٍ أعطى ترامب خلاله الضوء الأخضر لنشر وثيقةٍ أعدها رئيس لجنة الاستخبارات الجمهوري في مجلس الشيوخ ،ديفيد نونيس، تقول إن مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل تحيزا ضد الرئيس في مواجهة نادرة الحدوث مع مسؤولين في جهات إنفاذ القانون بشأن التحقيقات حول التدخل الروسي.

تنسيق مع الروس

وفي المقابل من ذلك، أعلنت القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكية ،أنيتا فريدت، أن الولايات المتحدة تواصل الحوار مع روسيا، وتنسق معها حول الاستقرار الاستراتيجي، وخاصة أن موسكو أُبلغت بالعقيدة النووية الجديد لواشنطن.

وقالت فريدت، في مؤتمر صحفي بعد بضع دقائق من نشر وثيقة العقيدة النووية للولايات المتحدة، رسميًا: "لقد أبلغنا الروس بالعقيدة، وفى بعض الأحيان يكون لدينا انطباع بأننا لا نتكلم مع الروس، نتحدث معهم كثيرًا حول قضايا الاستقرار الاستراتيجي".

الجدير بالذكر أن العقيدة النووية الأمريكية الصادرة مؤخرًا نصها " إيران تواصل الاستثمار في أكبر برامج للصواريخ في منطقة الشرق الأوسط، وربما في المستقبل قد تهدد بالأسلحة النووية، وكذلك إيران تطور القدرات العسكرية الأخرى غير النووية، بما في ذلك نظام صواريخ كروز والحرب الإلكترونية المحتملة للعمليات الهجومية، ويمكنها أيضًا مواصلة الاستثمار في الأسلحة الكيميائية والبيولوجية".