صرخة امرأة: «جوزي عيل»

محكمة الأسرة
محكمة الأسرة

وقفت الزوجة ابنة الـ٣٠ عاما تتابع بعين زائغة، وأنفاس متقطعة حوارات ومشاكل الزوجات اللاتي تقدمن لرفع دعوى خلع من أزواجهن، حيث هناك من تبكي من بخل زوجها، وأخرى تصفه بالفرعون المتمرد ليبدين جميعهن بأنهن ضحايا رجال لايحسنون العشرة.

 

انتفضت على صوت الحاجب يدعوها بالدخول إلى غرفة تسوية المنازعات، وبخطوات مرتعشة تعلو وجهها حمرة الخجل تراود مخيلتها كيف ستبدأ حديثها وسبب حضورها لرفع دعوى خلع من زوجها.

 

استجمعت قواها وسط نحيب الزوجات، وبكائهن، وقبل أن تروي مأساتها أطلقت صرخة مكتومة تخفي وراءها حزن وألم وحسرة تنعي حظها، قائلة: "زوجي عيل".

 

وانذرفت الدموع فوق خديها ببطء شديد، وانهارت فوق أقرب مقعد تردد لم أكن أتخيل بأن زوجي طفل صغير، عديم الشخصية فشقيقته الكبرى هي الرجل، وصاحبة القرار في كل شئ، فإذا أردت الخروج لزيارة عائلتي أو لشراء احتياجات المنزل لابد أن استأذنها حتى أثناء وجوده بالشقة، وإذا واجهتنا أي مشكلة بهرول مسرعا إليها ويقوم بتنفيذ ماأملته عليه بالحرف الواحد.

 

وبصوت مبحوح، تراقب بعينيها موظفي مكتب التسوية  الذين يستمعون إليها بأذن صاغية، ومحاولة تهدئتها، وطمأنتها بأن المشكلة بسيطة وسيقومون باستدعاء الزوج لحل تلك المشكلة وللحفاظ على خصوصيتها ، وقبل أن يكملوا حديثهم انتفضت من فوق مقعدها، تطلب الخلع لأن كل محاولاتها معه باءت بالفشل، وأوضحت بأنه ليس رجلا بل طفل صغير حيث يقوم بأخذ رأي شقيقته أيضا في أدق تفاصيل علاقتهما الزوجية في غرفة النوم، التي لايمكن لأحد أن يعرفها غيرهما.

 

وأنهت حديثها قائلة: "أنا عايزة جوزي راجل، وليس نصف رجل، فشقيقته هي الراجل ولن أرضى بذلك"، وأصرت وبدموع على طلب الخلع متسائلة كيف أعيش معه وهو يفشي أسرار غرفة النوم.