السفير حمدي لوزا: جاهزون لتصويت المصريين بالخارج.. وبث مباشر للاقتراع بالسفارات |حوار

جانب من الحوار
جانب من الحوار

•    مصر يقظة للتحديات الأمنية التي تواجهها في البحر الأحمر
•    لن تجري الانتخابات في ليبيا والصومال وسوريا واليمن وأفريقيا الوسطي بسبب عدم الاستقرار
•    نرسل أكفأ الدبلوماسيين للعواصم الأفريقية ونشارك في كل التجمعات الأفريقية

أكد السفير حمدي لوزا نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية أن وزارة الخارجية وجميع السفارات والقنصليات المصرية في الخارج البالغ عددها 139 سفارة وقنصلية في 129 دولة؛ جاهزة لتصويت المصريين بالخارج في الانتخابات الرئاسية الشهر القادم، وأوضح نائب وزير الخارجية المسئول عن ملف تصويت المصريين بالخارج في حوار لـ«الأخبار»‬ أن هناك تنسيقاً كاملاً وتواصلاً مستمراً مع الهيئة الوطنية للانتخابات لتنظيم عملية انتخابية تحقق النزاهة والشفافية والحياد. ومن جانب آخر، لم تكن لتفوتنا الفرصة بعدم التطرق مع السفير حمدي لوزا حول السياسة الخارجية المصرية تجاه القارة الأفريقية بعد ثورة 30 يونيو، لما يحمله من خبرات طويلة ورؤية كاملة اكتسبها خلال عمله الدبلوماسي في هذا الملف لسنوات طويلة.. وإلى الحوار :

- كيف يتم التنسيق بين وزارة الخارجية والهيئة الوطنية للانتخابات؟
وزارة الخارجية علي تواصل مستمر مع الهيئة منذ تشكيلها وبدء عملها في إطار عمل الوزارة لتنظيم تصويت المصريين بالخارج في الانتخابات الرئاسية الذي ينظمه قرار الهيئة رقم 18، وبعد إعلان المواعيد النهائية لمراحل العملية الانتخابية كان لابد من الاجتماع مع أعضاء الهيئة الوطنية للانتخابات لمعرفة كافة احتياجات بعثاتنا في الخارج لتنظيم عملية انتخابية تحقق النزاهة والشفافية والحياد، وتوفير الإجراءات اللازمة لزيادة عدد المصوتين في الخارج وتسهيل مهمتهم، ومن المعلوم أن التصويت في الخارج يتطلب موافاة بعثاتنا وجالياتنا في الخارج بالمعلومات، ونحن حريصون منذ الإعلان عن الجدول الزمني للانتخابات على تعريف المصريين بالخارج بالمواعيد لأننا شعرنا بإمكانية حدوث خلط لديهم نتيجة متابعة وسائل الإعلام المصرية، لأن الانتخابات بالداخل تبدأ 26 مارس المقبل بينما تبدأ في بعثاتنا بالخارج في 16 مارس لمدة 3 أيام، ومن المهم الإشارة إلي أن الهيئة الوطنية للانتخابات اختارت أيام الجمعة والسبت والأحد لإجراء الانتخابات وهو ما يتيح فرصة أكبر لمشاركة المصريين بالخارج لأن معظم دول العالم تعتبر فيها هذه الأيام عطلة رسمية.
كما أننا حريصون علي معرفة المصريين بالخارج قواعد الإدلاء بأصواتهم، وهي أن يكون المواطن مقيداً في قاعدة بيانات الناخبين ومعه بطاقة رقم قومي وجواز سفر ساري، وليس من الضروري أن تكون بطاقة الرقم القومي سارية.
«الكثافة التصويتية»
- ما التسهيلات التي ستقوم بها الوزارة لبعثاتنا في الخارج لإجراء الانتخابات؟

التسهيلات تتعلق بصفة خاصة بالبعثات ذات الكثافة التصويتية، وعلي رأسها الكويت والسعودية والإمارات، للكشف عن المواطن إذا كان مسجلاً في قاعدة بيانات الناخبين وأحقيته في التصويت، وتم توفير عدد من أجهزة القارئ الإليكتروني «‬التابلت» لإرساله إلي عدد كبير من البعثات وهذا الجهاز فور وضع بطاقة الرقم القومي أو جواز السفر فيه يبين ما إذا كان المواطن من حقه التصويت، ومن ثم يعطيه أمين اللجنة الانتخابية بطاقة التصويت الموقعة أو المختومة من رئيس اللجنة.
كان هناك طلب آخر للمصريين بالخارج بإقامة مقار انتخابية خارج مقار البعثات الدبلوماسية المصرية وذلك في البلاد مترامية الأطراف التي تضم عدداً كبيراً من المصريين، وتمت دراسة الطلب ولكن وجدنا أن بعض الدول ذات الكثافة التصويتية لا تسمح للجاليات بالتصويت خارج مقار البعثات الدبلوماسية، وبالتالي التزاما بمبدأ تكافؤ الفرص والحياد وسلامة الإجراءات يجب توفير نفس الإجراءات للمصريين في كافة الدول.
العدد المبدئي الذي توصلنا إليه من أجهزة لدعم عملية الاقتراع بلغ 142 جهاز تابلت و20 جهاز بث مباشر و139 جهاز كمبيوتر محمول «‬لاب توب» عليه تطبيق الانتخابات لمساعدة بعض السفارات التي ليس بها جهاز تابلت أو أجهزتها لا تكفي، كما سيتم إرسال 51 دبلوماسياً و153 موظفاً إدارياً من وزارة الخارجية كما سيتم إرسال 19 مهندس دعم فني من وزارة الاتصالات وأجهزة الدولة، وخلال الأيام المقبلة سيتم اختبار تلك الأجهزة لتفادي أية أعطال.. ومن المؤكد أن الدول الأكثر كثافة سيتم إرسال أجهزة أكثر لها.
- ما عدد سفاراتنا وقنصليات مصر بالخارج التي ستقام بها الانتخابات؟ وما الدول التي لن تقام بها عملية انتخابية؟
139 سفارة وقنصلية في 129 دولة حول العالم، أما الدول التي لن تجري بها انتخابات هي غير مستقرة من الناحية الأمنية، علي سبيل المثال ليبيا ليس بها سفارة مصرية وبالتالي لن يجري فيها التصويت، أما الصومال فالبعثة المصرية مقيمة معظم الوقت في العاصمة الكينية نيروبي وبالتالي ليس بها انتخابات، كما أن السفارة المصرية بأفريقيا الوسطي مغلقة، كما لن تجري الانتخابات في سوريا واليمن.
«الملف الأفريقي»
- لماذا لم يتدخل الاتحاد الأفريقي لحل أزمة سد النهضة؟

المباحثات بين مصر والسودان وإثيوبيا لم تتوقف.. قد يكون المسار الفني يواجه صعوبات ولكن مازالت اللقاءات السياسية مستمرة وكل الدول حريصة علي الوصول لاتفاق، والدول الثلاث مدركة أنها إن لم تستطع الاستمرار دون اللجوء إلي طرف آخر ستلجأ إليه، وقد طرحنا مؤخرا دخول البنك الدولي كطرف في المفاوضات في الشق الفني بالنسبة للدراسات، خاصة أن معظم المواد الخلافية تمت مناقشتها من قبل في مشكلات أنهار أخري، لأن القانون الدولي واحد حول كافة الأنهار.
- هل هناك تطور في ملف مبادرة حوض النيل؟
مصر مستمرة في تجميد مشاركتها في مبادرة حوض النيل، ومشاركة الرئيس السيسي في قمة عنتيبي الاستثنائية العام الماضي ليس تعبيرا عن عودة مصر للمبادرة، لأن الأسباب التي دفعت مصر لتجميد عضويتها مازالت مستمرة، والموقف المصري يتم تقييمه بشكل دائم من خلال لجنة حوض النيل الممثل بها كافة الجهات ومنها وزارة الري المعنية بشكل مباشر بملف حوض النيل.
«مشاركة نشطة»
- عودة تمثيل مصر في التجمعات الأفريقية، وزيارات الرئيس السيسي لعدد كبير من دول القارة. كيف تلمس التغيير خلال السنوات الأربع الماضية بالنسبة لسعي مصر في توطيد علاقاتها مع دول أفريقيا؟

هو تغير جذري، فلا ننسي أنه في يونيو 2013، أصدر الاتحاد الأفريقي قراراً بتجميد مشاركة مصر في أنشطته، مراجعة هذا القرار بعد أن أجريت الانتخابات الرئاسية في مصر، وشارك الاتحاد الأفريقي في متابعة هذه الانتخابات، وتحقق من أن مصر تسير علي خارطة الطريق التي وضعتها لنفسها، كما حضر الرئيس السيسي قمة مالابو، ويري الاتحاد أنه منذ هذا التاريخ، وهذا ليس مقتصرا علي زيارات الرئيس، بل أيضا ترحيبه بأي رغبة يعلن عنها أي رئيس أفريقي لزيارة مصر، كما شاهدنا كثافة التواجد من الرؤساء ورؤساء الوزراء من دول القارة السمراء، خلال الاجتماعات والمؤتمرات التي عقدت في شرم الشيخ، سواء المؤتمر الاقتصادي الأول أو الثاني، كذا مؤتمر الشباب، ليس فقط علي مستوي الاتحاد الأفريقي، بل أيضا علي مستوي الكوميسا والساحل والصحراء، أو علي مستوي التجمعات الاقتصادية الثلاثة.
فهناك دائما حوار وحضور دائم لمصر، وعلي سبيل المثال، استقبال وزارة الخارجية المصرية منذ عدة أيام مبعوث أوروبي معني بدول تجمع الساحل والصحراء بينهم خمسة، في محاولة لتشكيل قوي مشتركة مع هذه الدول، لمواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة،كما أن مصر من خلال وكالة المصرية للشراكة من أجل الشراكة والتنمية، وأيضا من خلال المركز الدولي لتسوية المنازعات الملحق بوزارة الخارجية المصرية، نقدم عدداً كبيراً من الدورات، كما نساهم بخبراتنا في تنمية مهارات وتطوير إمكانيات هذه الدول.
وبالتالي كان حرص المبعوث الأوروبي أن يقوم بزيارة مقر وزارة الخارجية، ويعلن توجيه الاتحاد الأوروبي دعوة لمصر للمشاركة في المؤتمر الذي سيعقد في بروكسل في 23 فبراير من العام الحالي.
«علاقة تاريخية»
- وماذا عن طبيعة علاقات مصر السياسية والاقتصادية بدول القرن الأفريقي ؟

علاقتنا بهذه الدول علاقة تاريخية، ونظرة مصر لهذه المنطقة تتكامل فيها الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية ومنذ أوائل عام 2007، كان كل العالم مشغولاً بقضية »‬ القرصنة »‬ علي الساحل الأفريقي خاصة منطقة القرن الأفريقي، ونتيجة للجهود الدولية فقد نجحت في انحسارها، صحيح أن المشكلات بتلك المنطقة لم تختف، وجميعنا نشاهد الأوضاع الحالية في اليمن، في الوقت نفسه من حق الدول في هذه المنطقة أن تفكر في مستقبلها، وكيفية تطوير التعاون فيما بينها، وأن الخلافات القائمة بين بعض الدول لن تستمر إلي الأبد، والمطلوب في هذه المرحلة أن تجد هذه الدول قاسماً مشتركاً بينها وتتعاون لما هو في صالح جميع دول المنطقة.
-  ما تعليقك علي قيام تركيا بإنشاء قاعدة عسكرية بجزيرة سواكن السودانية ؟
أحب أن أوضح شيئاً مهما، وهو أن الجانب السوداني ينفي هذا جملة وتفصيلاً، وأنه تم الاتفاق علي أن جزيرة سواكن يتم تأهيلها من جانب الأتراك، مصر تدرك جيدا أن البحر الأحمر ليس بحراً مغلقاً، وأن الاهتمام به مقصور فقط علي الدول المشاطئة له، ونحن ندرك أن هذا ممر مائي مهم، يمر به أكثر من 10% من حجم الملاحة أو التجارة الدولية، وبالتالي لا تستطيع أن تعزل بقية العالم عن هذه المنطقة، وما نقوله هو أنه علينا أن نتفق كدول في المنطقة عربية وأفريقية علي بعض المبادئ أو القواعد العامة في التنسيق والتشاور فيما بيننا لتلافي حدوث مواجهات، وتفادي التفسير الخاطئ لبعض الخطوات التي تقوم بها، حتي لا يفسر أحد بشكل خطأ إقدام دولة علي اتفاق معين، وبالتالي يكون التشاور يصب في مصلحة الجميع، هذا إلي جانب أن مصر متنبهة للتحديات الأمنية التي نواجهها في البحر الأحمر، ولسنا في غفلة.
«عائد سياسي»
- مصر تشارك تقريبا في 8 بعثات حفظ السلام بأفريقيا من أصل 9 بعثات، ما هو العائد السياسي الذي يعود علي مصر من ذلك؟ 

أوكد أن هناك عائداً سياسياً من هذا، وأن هذا العائد ليس فقط علي المستوي الأفريقي، إنما أيضا علي مستوي الأمم المتحدة، وهناك تقدير كبير من سكرتارية الأمم المتحدة وإدارة عمليات حفظ السلام بها، للدور الذي تقوم به القوات المصرية في أفريقيا، حيث تقوم بمهمات بمناطق صعبة، فمصر حريصة أن تلعب دوراً في عمليات حفظ السلام، وأن تساهم في بناء السلام في القارة، من خلال دور نشط، والذي أحد أشكاله وهو المساهمة في القوات الدولية، وكذلك دور ثان وهو المساعدة في تقريب المواقف بين الأطراف المتنازعة، وقد شاهدنا أخيرا الدور المصري الذي قام به في دولة جنوب السودان وتأثيره والتنسيق بشأنه مع الجانب الأوغندي.
- وماذا عن دور مصر في دول الصحراء ووسط أفريقيا التي تعاني بعضها من تمدد الإرهاب فيها ؟
مصر تواجه انتشار الإرهاب في هذه المنطقة بنفس الاستراتيجية والفكر الذي تواجه به الإرهاب في الداخل، وهو من ناحية تنمية قدرات الجيوش وأجهزة الشرطة الأفريقية، كما أن الدورات التي تعقد لأفراد الشرطة والجيش من الدول الأفريقية لا تتوقف، فهناك عدد كبير من الدورات وفي مجالات مختلفة، وكلها تلقي طلباً كبيراً، كما أنهم يعبرون عن تقديرهم الكبير لنوعية التدريب الذي يتلقونه، هذا إضافة إلي مواجهة الفكر المتشدد، فلدينا مبعوثون من الأزهر الشريف في عدد كبير من الدول، إضافة إلي تواصل التشاور الدائم مع المسئولين علي الجانب السياسي والأمني في هذه الدول، ومصر بعد أن استضافت اجتماع وزراء دفاع دول الساحل والصحراء في 2016 عرضت بأن تنشئ في القاهرة مركزاً لمكافحة الإرهاب، وقد وجدت دعوة من دول الأعضاء في التجمع وإنشاء هذا المركز، لأنهم يدركون جيداً أن مصر لديها إمكانيات كبيرة، وقدرة علي توفير التدريب لمختلف العناصر والكوادر.
«التكامل الأفريقي»
- لدي الرأي العام اعتقاد بأن علاقتنا مع أفريقيا تدهورت علي مدار عقود مضت بسبب عدم إدارة وجهها للقارة السمراء هل تتفق مع ذلك ؟

علاقتنا بأفريقيا لم تتدهور، فالظروف التي قادت فيها مصر عمليات تحرر بعض الدول الأفريقية ومواجهة الاستعمار فيها مختلفة، فهذه كانت لها ظروف وأوضاع تطلبت في هذه المرحلة أن يكون لمصر دور رائد في دعم حركات التحرير الأفريقية، وكانت تنسق في هذا مع تنزانيا والجزائر وغيرهما، مصر واجهت تحديات كبيرة جداً خاصة في حرب 1967، ولا نستطيع أن نلوم مصر علي دورها وتواجدها علي الساحة الأفريقية كان فيه قدر من التأثير السلبي لهذه الحرب علي هذا الدور، وهذا شئ طبيعي، فأي دولة أخري تواجه مثل هذا الموقف، هيكون فيه بالتأكيد تأثير علي دورها الخارجي، وهنا نستطيع أن نسترشد فيما حدث في 2011 في مصر، وأثره المباشر علي تواجدك وانتشارك وتفعيل شركاتك علي مستوي القارة الأفريقية.
 كما أن الفترة التي تشهد تراجعاً في الدور المصري أتاح الفرص لأطراف أخري في أن تتواجد، في نفس الوقت حدث تحول علي الساحة الأفريقية وخاصة في مجال الاهتمام بتحقيق التكامل الأفريقي، وتحقيق النمو ومواجهة المشاكل الكبيرة التي تواجهها، لكن مصر تنبهت إلي هذا، كما في نفس الوقت نشهد تحولا علي مستوي العالم وفي أفريقيا من اقتصاد قائم علي توجيه حكومي إلي اقتصاد يعتمد علي قوي السوق، ويلعب فيه القطاع الخاص دور أساسي، واليوم نري أن القطاع الخاص في مصر بدأ يهتم ويتواجد ويحقق نجاحات علي الساحة الأفريقية، ولدينا نماذج لشركات مصرية أمكن لها أن تقوم بدور فاعل أكثر من الدولة، منها شركة المقاولين العرب.
«تنسيق أكبر»
- وهل هذا يتم علي الدرجة المطلوبة والتي نرجوها ؟

دائما نطلب ونتمني الأفضل، فلا نستطيع أن نقوت إننا مكتفون بهذا، لكن ما نلاحظه أن هناك بالفعل نجاحات لشركات مصرية في بعض الدول الأفريقية، لكن هذا النجاح من الممكن أن يكون أكبر من ذلك، إذا كان هناك تنسيق أكبر من الشركة، فالمهم ألا تكتفي الشركة بالدور الخاص بها فقط وإنما عليها أن تفتح المجال لشركات أخري مصرية، وأعتقد أننا بدأنا ذلك وحققنا نجاحاً في عملية الربط تلك.
-  هناك صورة ذهنية لدي الكثيرين، بأن انتداب أي دبلوماسي كسفير في أي من الدول الأفريقية هو كعقاب له أو »‬مغضوب عليه» هذا سبب ما نعاني منه في الوقت الحالي؟
هذا ليس سؤالاً جريئاً، إنما هو اتهام خطير، ولا اتفق معكم في هذا، فدعوني أذكر لكم مثالاً علي ذلك، وهو السفير محمد إدريس مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية حاليا، كان سفيراً في إثيوبيا خلال مواجهة مصر لقضيتها مع الاتحاد الأفريقي، ووقت تصعيد المواجهة مع إثيوبيا، وقبل تولي عمله كسفير مصر في إثيوبيا كان نائباً لرئيس البعثة المصرية في نيويورك، وبعد عمله في أديس بابا وعودته إلي مصر، سوف يغادر قريبا إلي نيويورك ليتسلم مهامه هناك كمندوب مصر الدائم في الأمم المتحدة، وهذا مؤشر علي أن النظرة إلي أفريقيا علي أنها منطقة عقابية غير صحيح، ومن جانب آخر أن هناك حرصاً من جانب وزارة الخارجية المصرية أن أي دبلوماسي جديد في الوزارة يبدأ طريقه من خلال التواجد في إحدي البعثات الأفريقية، كما أن أول مكان يتولونه أغلب »‬الملاحق» الجدد الذين ينضمون للعمل الدبلوماسي في الخارج، يكون في البعثات المصرية في أفريقيا، حيث حاليا هناك تسابق بين شباب الدبلوماسيين بينهم سيدات للتوجه إلي بعض السفارات المصرية والتي يدركون مدي أهميتها السياسية علي مصر، كما أن لدينا عدداً من السفراء ذوي كفاءة عالية في أفريقيا، وبالتأكيد »‬ يجرحهم »‬ في بعض الأحيان هذا الإنطباع السيئ لدي الرأي العام علي غير الحقيقة، فعلي سبيل المثال لدينا السفيرة مني عمر وتعتبر خبيرة في الملف الأفريقي، وقامت بجهد واضح في هذا الملف وغيرها من السفراء سواء رجالاً أو سيدات.
«ارتياح كبير»
- من المعروف أن مصر في وضع اقتصادي أقل من دول أخري أقليمية تسعي لبسط نفوذها داخل القارة الأفريقية.. ما هي المميزات أو الدور الذي قد تقوم به مصر لكي يميزها عن غيرها لمنحها الدور أفريقياً ؟

هناك ارتياح كبير في الدول الأفريقية لمشاركة شركات مصرية في عمليات البناء والتنمية بها، أولا إنها تشجع التعاون الأفريقي ، الأفريقي، وتعاون جنوب. جنوب، وهناك شركات مصرية لها اسم كبير في أفريقيا ومنها شركة المقاولون العرب، وكان المهندس إبراهيم محلب مستشار الرئيس للمشروعات القومية خلال أيام ماضية في زيارة لعدد من الدول الأفريقية، وكل دولة يزورها يلقي إشادة كبيرة من الدور الذي تقوم به المقاولون العرب، فعلي سبيل المثال قامت الشركة ببناء وزارة الخارجية دولة تشاد، ومن الطبيعي أن تكون هناك منافسة ومنافسة شرسة خاصة من الدول التي تلقي شركاتها دعماً مالياً من الدولة أو التي تقدم تسهيلات مالية لتنفيذ المشروعات، لكن بمجرد أن تجد مناقصة وأن التمويل متاح لها من قبل أي منظمة دولية، فتكون الشركات المصرية لها فرصة كبيرة في الحصول عليها.
- هل تري أن الإعلام المصري مقصر في تغطية القضايا والمشاكل الأفريقية ؟
من المفيد أن تكون هناك تغطية أكبر لما يحدث علي الساحة الأفريقية من قبل الإعلام المصري، وألا يكون المصدر مصدراً غربياً، حيث يفضل أن تكون مصادر مباشرة، وعلي سبيل المثال مباريات كرة القدم التي تجري سواء بين المنتخب المصري أو أحد الأندية المصرية مع أي من الفرق الأفريقية، أن تكون هناك فرصة ولو لمدة 10 دقائق للتعريف بهذه الدولة، وعدم الاكتفاء بذكر اسم الدولة فقط، وعدم الإشارة خلال التغطية الإعلامية للعلاقات التاريخية لتلك الدولة بمصر، أو إعطاء فرصة لسفير تلك الدولة الأفريقية التي تستضيف المباراة في مصر بالتحدث لوسائل الإعلام المصرية عن دولته، فعلينا أن نعرف أكثر عن الدول الأفريقية الأخري، ويجب ألا ننسي أن مصر دولة أفريقية، كما أن الشعور بأن مصر تمتلك حضارية تاريخية تعود لآلاف السنين، لا يقابله التقليل من القيمة التاريخية لعدد كبير من الدول الأفريقية، والتي شهدت امبراطوريات وممالك وحضارة كبيرة علي مدار التاريخ.
«تمثيل ومشاركة»
-كيف تقرأ القمة الأفريقية المنعقدة في إثيوبيا ودور مصر فيها؟

قد يترتب علي القمة الأفريقية مستوي أرفع من التمثيل والمشاركة المصرية علي الساحة، فقد تجد أن من مخرجات القمة أن دور مصر سيكون أكثر وضوحا، وهناك اعتراف أكبر به علي الساحة الأفريقية، فهناك تحرك يتم بالفعل من الجانب المصري، قد يثمر خلال هذه القمة أو القمة القادمة، لكن سوف يكشف إلي أي مدي أن مصر استطاعت منذ 2013 إلي 2018 أن تخطو في إطار علاقاتها.