فتحي سرور: المحاماة مهنة أشق من القضاء

فتحي سرور بمعهد المحاماة
فتحي سرور بمعهد المحاماة

أعرب د.أحمد فتحي سرور، أستاذ القانون ورئيس مجلس الشعب الأسبق، عن سعادته بلقاء شباب المحامين في أولى محاضرات معهد المحاماة بالقاهرة الكبرى، والتي انعقدت اليوم السبت، بقاعة المؤتمرات باتحاد عمال مصر.

 

وقال "سرور": "يسعدني ويشرفني أن ألتقي بكم في بداية أعمال معهد المحاماة، الذي كان نصا وضاءا في قانون المحاماة، ولكن تطبيقه العملي لم يحقق غايته حتى الآن"، مشيرا إلى أن نظرة النقابة العامة للمحامين للمعهد ليست محدودة على وضع جيل من المحامين عند مستوى مهني معين للقيد بالجدول الابتدائي، بل لتغييب الصورة السلبية بأن المحاماة مهنة من لا مهنة له.

 

وذكر رئيس مجلس الشعب الأسبق: "كنت مستشارا ثقافيا في فرنسا، في ستينات القرن الماضي، وكانت نقابة المحامين بها تمتحن المتقدمين للقيد بها، فشهادة الحقوق غير كافية للعمل بمهنة المحاماة، ولابد أن يعلم الجميع، أن تكون محاميا يحتاج لشروط قاسية".

 

وأوضح "سرور": "كليات الحقوق تكون للطالب التكوين القانوني، والنقابة عليها بناء التكوين المهني لدى من يلتحق بها، وكما ذكر النقيب العام سامح عاشور فإن أعلام الحركة الوطنية في التاريخ الحديث من المحامين هو ما يدل على رفعة المهنة وشأنها، وتفعيل معهد المحاماة من قبل النقابة الآن يهدف لترفيع مكانة المهنة كما كانت سابقا".

 

وطالب "سرور" بأن تكون هناك دورات أخرى للمقيدين في جداول الاستئناف بالنقابة تهدف للتباحث وتبادل الأفكار والأراء، وخاصة في ظل التطور العلمي المستمر في القانون.

 

وشدد: "أهم موقع بنسبة لي أحبه وأعشقه هو مهنة المحاماة، فمهنتان لا تعادلهما أي مهنة لدي هما أستاذ الجامعة والمحاماة، رغم أنني شغلت منصب الوزارة، ورئيس لمجلس الشعب لما يزيد عن عشرين عاما، وأول رئيسا للبرلمان الأورومتوسطي، إضافة  لمواقع هامة بالبرلمان الدولي والأفريقي والعربي، ورئيسا لهم".

 

وسرد "سرور": "المحاماة مهنة أشق من القضاء، فهي قائمة على التفكير والابداع، بينما يرتكز القضاء على الترجيح، وهما معا جناحي العدالة، والمحاماة تتمتع بالديمقراطية، فهي للفقراء والأغنياء، والأمراء والرعية، والمجرمين والشرفاء، وأتذكر أني قولت بأحد الجلسات للقاضي، أنني لم أت اليوم للحصول على البراءة فالتهمة ثابتة أيها القضاة، وإنما المتهم مجرد منفذ، فهل يهرب من وراءه لأنهم من عليه القوم، وسألته: هل رسالتكم أن الضعيف يتحمل الوزر والقوي يهرب، فكان الحكم خفيفا، لأن بحثي عن الحقيقة أقنع المحكمة".

 

وأردف "سرور": "كما أن المحاماة رسالة إنسانية قدرها الدستور المصري، ومرافعة المحامي هامة للغاية لا تعتمد على المعلومات بقدر القدرة على إقناع القاضي، واستخدام اللغة العربية الفصيحة، وذكر أمثلة من القرآن الكريم، يساعد كذلك على الإقناع، فالمحامين والقضاة  هم سدنه اللغة العربية".

 

وأكد: "المحامي يجب أن ينطلق من العلم ليس القانوني فحسب، ولكن المعلومات غير القانونية مثل الطب الشرعي، والأدلة الفنية ، وخبراء الخطوط ، والقرآن الكريم، واللغة العربية، إضافة للتواضع والبساطة، فالمحاماة هي مهنة الأنبياء، فأنتم تمارسون أرفع مهنة، ولذلك يجب أن تلتزمون فأخلاق معينة لتتناسب مع رسالتها".

 

وافتتح الجلسة سامح عاشور نقيب المحامين، وحضرها كل من أبو بكر ضوه الأمين العام المساعد للنقابة، وعبد الجواد أحمد، وماجد حنا، ومصطفى البنان، وحسين الجمال، وعيسى أبو عيسى، وإسماعيل طه، وكمال مهنا، وسامح صديق، أعضاء المجلس، ونقيب شمال القاهرة هشام زين.