حكاية الجندي عبدالله ابن العشرين.. رفض ترك العريش فنال الشهادة

والدا الشهيد
والدا الشهيد

ولد البطل المجند عبد الله عبد الرحمن ناصر ٢١ سنة، وهو الابن الأصغر للحاج عبد الرحمن، أحد أبناء محافظة سوهاج، في منزل بسيط مكون من طابقين، بمنطقة محدودي الدخل، شرق مدينة مرسي مطروح. 

من الله على والد البطل الحاج عبد الرحمن بـ ٩ أبناء، خمسة ذكور و٤ إناث، منذ الصغر أحاطهم برعايته مع زوجته، وقام بتربيتهم علي حب الوطن والعمل، وقد ظل متماسكا حتى بعد أن تلقي نبأ استشهاد ابنه الأصغر عبد الله في ٩ يناير ٢٠١٧ في التفجير الإرهابي بكمين المطافي بجوار حي المساعيد بالعريش علي يد الجماعات الإرهابية.

ذهبنا إلى منزل والد الشهيد، وبعد مرور أكثر من ٦ شهور علي استشهاد عبد الله والذي بادرنا بعد الاطمئنان عليه بأن لو كل بيت في مصر قدم شهيدا للقضاء على الإرهاب الأسود مش خسارة.. وقد بدأ يسترجع الذكريات منذ قدومه إلى مطروح في خمسينيات القرن الماضي للعمل بها في أحد المخابز قائلا التحقت بالجيش لمدة ٤ سنوات عام ١٩٧٣ علي الرغم من أنني الأخ الوحيد لشقيقاتي الخمسة رفضت إجراء كشف العيلة حتى التحق بالتجنيد والدفاع عن أرض بلدي، وقد أكد قائلا :"عبد الله تمنى الشهادة ونالها وراضي بما قسمه الله".

وكما ينادونها، تحدثت "أم البطل" الحاجة أم عبدالله قائلة: "ابني عبد الله عاش ومات بطلا حيث رفض كل محاولات نقله من العريش ودايما كان يقولي ابنك مش أفضل من زملائه واللي بيدافعوا عن وطنهم وكان يقول أنا راجل ياما وابنك اللي انت ولدتيه هيقضي على الإرهاب مع زملائه والحمد لله أنا فخورة بابني البطل وربنا ينصر مصر وزملاءه في سيناء في القضاء علي المجرمين اللي معندهمش دين"، وقد طالبت الحاجة أم البطل الأجهزة المعنية بالمحافظة بإطلاق اسم ابنها الشهيد على إحدى المدارس المجاورة بمنطقتها إحياء لذكراه. 

والتقط الأب الحديث مرة أخرى، قائلاً :" "إننا مع الدولة للقضاء على الإرهاب وممكن نعمل أي حاجة للقضاء على الخونة والإرهابيين ويارت كل المصريين ينتبهوا لكلام الرئيس الشجاع عبدالفتاح السيسي بخطورة هؤلاء المجرمين والخونة اللي عايزين الدولة تفشل فالقضاء عليهم، لكن باذن الله مصر هاتنتصر علي الإرهاب ومصر هاتبقي أحسن وأفضل". 

وفي ختام زيارتنا لمنزل البطل وجه الحاج عبدالرحمن، والد الشهيد مجند عبدالله الشكر لقيادات وزارة الداخلية وعلي رأسهم وزير الداخلية الذي اطمأن عليه تليفونيا كما أنهم منحوه رحلة العمرة مع والدة البطل و سيقوم باداء فريضة الحج هذا العام داعيا الله أن يحفظ مصر من كل سوء وشر، متذكرا أخر إجازة للشهيد حيث سهر معه حتي الصباح وقام بتوصيله للمحطة، وحينها قال البطل : "إن شاء الله اطلع أبويا وأمي الحج".