في ذكرى ثورة 25 يناير

القوات المسلحة تنحاز لمطالب الثورة وتحبط مؤامرة إسقاط الدولة

أرشيفية
أرشيفية

تحل اليوم الذكرى السابعة لثورة الخامس والعشرين من يناير، التي خرج فيها ملايين المصريين فى الشوارع والميادين؛ للمطالبة بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.

 

ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع ثورة يناير، انحازت القوات المسلحة لمطالب الشعب، وساعد الدور العظيم الذى قامت به فى تأمين وحماية مطالب الشباب الثائر بالميادين، والتعهد بتحقيقها، ولم تغفل القوات المسلحة خلال تلك الفترة ما يحاك ضد مصر من مؤمرات تهدف لإسقاطها.

 

وأحبطت مخطط إسقاط مصر خلال أيام الثورة وفى أعقابها، وكان الجيش الضامن الوحيد للديمقراطية والاستقرار فى ظل عدم وجود قيادة معلنة للثورة، و احترم أهداف الثورة، وقام بتأمين المتظاهرين، وحقق ما تعهد به لثوار وشباب 25 يناير وشعب مصر، وكانت التحية العسكرية التى قدمها لأرواح الشهداء اعترافا وتقديرا من المؤسسة العسكرية بمكانة وأهمية ما قدموه لصالح ومستقبل مصر.

 

وانتهجت القوات المسلحة خلال ثورة يناير، أقصى درجات التعاطي الايجابي مع تطورات الأحداث على أرض الواقع، وذلك رغم الحساسية السياسية التى واجهت المؤسسة العسكرية في ظل تواجد الرئيس الأسبق في الحكم، وفى هذا الخصوص يمكن الإشارة إلى موقف الجيش من عدة قضايا كالتالية:

 

الجيش يقود البلاد نحو الديمقراطية

توقفت العديد من التحليلات عند وصف الجيش المصري بأنه الضامن للديمقراطية والاستقرار، وأنه قادر على قيادة البلاد نحو الديمقراطية، رغم التحليلات التي كانت تحذر من الإطاحة بمبارك، ويمكن فهم هذا التحليل في ضوء ما تحظى به المؤسسة العسكرية من مصداقية كبيرة لدى الرأي العام المصري، مقارنة بالمؤسسات المدنية الأخرى، حيث يمثل الجيش الأمل الأخير للنشطاء السياسيين في مصر لمقاومة خطط التوريث.

ويمكن القول إن بيان الجيش رقم واحد، في 10 فبراير2011، ساهم في تكريس هذه النظرة تجاه دور الجيش، خاصة وأنه تحدث عن حماية تطلعات الشعب المصري، وكذلك ما ورد فيه من تأييد مطالب الشعب المشروعة وبحث ما يمكن اتخاذه من إجراءات للحفاظ على الوطن ومكتسباته وطموحات شعب مصر العظيم، وبالتالي فقد قدم البيان الجيش المصري بأنه "الحارس"علي تنفيذ مطالب شباب الثورة المشروعة في إطار الشرعية.

 

 

إحترام أهداف الثورة

بالرغم من أن الجيش ، هو جزء من النظام السياسي القائم، إلا أن العديد من التعليقات توقفت عند موقفه الإيجابي من شعارات ومبادئ ثورة الخامس والعشرين من يناير، إلى الدرجة التي وصفتها تعليقات إعلامية بأن الطرفين "الجيش والمتظاهرين أصبحا أصدقاء"، كما أن الشعارات التي رفعها الشباب ضد الرئيس الأسبق، حازت تعاطف الجميع بمن فيهم الجيش، الذى أقر بشرعية مطالب المحتجين.

 

تأمين المتظاهرين

كانت جهود المؤسسة العسكرية لتأمين وسلامة المتظاهرين فى ميادين مصر خاصة ميدان التحرير، محط اهتمام وإعجاب العديد من التقارير الدولية الرسمية والإعلامية، التي رأت أن الجيش لعب دور "وسيط الخير" في الأحداث، ورفض استخدام العنف ضد الشعب، وامتنع حتى عن التدخل. 

كذلك توقفت العديد من المصادر عند ما أسمته بمشاعر "الحب والتقدير" التي أبداها المصريون تجاه الجيش عقب نزوله في أعقاب حالة الانفلات الأمني، في 28 يناير، مبرزة شعار تلك المرحلة "الجيش والشعب يد واحدة"،  وأن الجيش حمى المتظاهرين.

 

جيش الشعب

كان الجيش المصرى قبل ثورة يناير – ولا يزال - يحظى بالاحترام الشديد من قبل معارضي نظام مبارك، فالجيش بالنسبة للمصريين هو جيش الشعب الذى لا يمسه فسادا ولا يمارس إرهابا ضد المواطنين، وعلى طول الاضطرابات التزم الجيش موقف الحياد، فى حين كان قادة الجيش في تونس هم من دفعوا الطاغية زبن على إلى الطائرة لتخرجه من البلاد، أما الجيش المصرى فتابع التطورات والانتظار.

وقد أتاح الجنود للمتظاهرين سماع صوتهم، وتدخلوا فقط لمنع أعمال النهب وضبط النفس،وأضافت هذه الأمور إلى الجيش نقاط كثيرة لدى الرأى العام المصري وأظهره على أنه ناضج ومسئول.

 

مواجهة الانفلات الأمني

شهدت تلك الفترة تكثيف جهود القوات المسلحة لمواجهة حالة الانفلات الأمني بعد أحداث العنف التى شهدتها جمعة 28 يناير، التى أطلق عليها المحتجون "جمعة الغضب"، وانسحاب قوات الشرطة من مواقعها، ومن أمثلة هذه الجهود:

 

- التصدي لمحاولة اقتحام مطبعة البنك المركزى, فضلاً عن قيام الجيش بالفصل بين المتظاهرين ورجال الشرطة فى محاولات لاقتحام وزارة الداخلية.

 

- قيام قوات الجيش بحراسة المنشآت الحيوية، حيث دفع الجيش المصري بتعزيزات إضافية إلى القاهرة، كما قامت القوات المسلحة بالقبض على 3113 خارج على القانون وتقديمهم للمحكمة العسكرية.

 

- تأمين المظاهرات بجميع الميادين بالمحافظات، وخاصة ميدان التحرير والحفاظ على سلميتها.

 

- تمكن الجيش بمساعدة الدفاع المدني من السيطرة على ألسنة اللهب الناتجة عن انفجار استهدف أنبوب الغاز بين مصر والأردن دون حدوث أي خسائر بشرية.

 

- قيام قوات الجيش بالانتشار في أحياء مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد ونجحت في السيطرة على الموقف، حيث شهدت المدينة انفلاتا أمنيا غير مسبوق بعد انسحاب معظم القيادات الأمنية في المحافظة.

 

وقد حلل المصريون مسلك المؤسسة العسكرية المصرية فى هذا التوقيت الحساس، بأن الجيش يريد أن يبعث بخطابين واضحين إلى الشعب، الأول هو النأي بالمؤسسة عن شخص الرئيس مبارك، والثاني تأكيد أنها تظل المؤسسة التي تحظى بأكبر قدر من التقدير والاحترام في مصر.