صور| قصة تمثال رمسيس .. من مهد «الاكتشاف» إلى «المتحف الكبير»

صورة تخيلية للتمثال في المتحف بعد اكتمال البناء
صورة تخيلية للتمثال في المتحف بعد اكتمال البناء

أحد عشر مترًا من الطول، بوزنٍ من الكيلو جرامات يصل إلى ثمانين طنًا، لتمثالٍ منحوتٍ من الجرانيت الوردي اللون، يشكل الفرعون الثالث للأسرة التاسعة عشر، وهو الملك رمسيس، الجد الأعظم الذي يُصنف على أنه الفرعون الأقوى طول عهد الإمبراطورية الفرعونية المصرية.
وهناك في معبد ميت رهينة العظيم الموجود في مدينة البدرشين بالجيزة اكتشف مستكشف يُدعى جيوفاني باتيستا كافيليا تمثال رمسيس عام 1820، في ست أجزاء منفصلة، لكن جميع المحاولات الأولية في تجميع الأجزاء الست باءت بالفشل.
وبعد ما يناهز القرنين من الزمن، تستعد مصر في ذكرى ثورة 25 يناير السابعة لنقل تمثال رمسيس للمرة الثالثة، ليبلغ مستقره الأخير بالمتحف المصري الكبير بمنطقة الأهرام.
ونستعرض في هذا التقرير عمليتي النقل السابقتين لميدان رمسيس، ونروي تفاصيل نقلاته السابقة.
عملية النقل الأولى 
في مارس عام 1955، كانت عملية النقل الأولى لتمثال رمسيس بأمرٍ من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث تم وضعه بعد نجاح عملية تركيب أجزائه الستة في ميدان باب الحديد بالقاهرة، والمسمى حاليًا بميدان رمسيس، نسبةً إلى التمثال الذي ظل سرمديًا هناك لأكثر من نصف قرن.
وظل التمثال موجودًا في ميدان رمسيس إلى أن تم نقله في أغسطس عام 2006، وذلك خشية أن يتأثر بالتلوث البيئي في المنطقة الناجم عن حركة القطارات والسيارات التي تتكاثر في ذلك الميدان.
عملية النقل الثانية
وفي الخامس والعشرين من هذا الشهر بدأت عملية نقل التمثال للمرة الثانية، بعدما وافق الرئيس السابق حسني مبارك على ذلك، ليتم نقله إلى موقعه الجديد بالمتحف المصري الكبير الموجود أول طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي، المعروف حاليًا بميدان الرماية.
عملية نقل التمثال الثانية كانت أكثر إبهارًا من الأولى، فرحلة خمس ساعات من ميدان رمسيس إلى المتحف المصري الكبير كانت محل حفاوة المواطنين الذين حرصوا على مشاهدة عملية نقل التمثال خلال الساعات الخمس.
التمثال قطع مسافة ثلاثين كيلو مترًا، بمتوسط ست كيلو مترات في الساعة الواحدة، بتكلفةٍ قُدرت حينها بمبلغ ستة ملايين جنيهٍ مصريٍ، كان ثمن رحلة التمثال من الميدان الذي يحمل اسمه إلى المتحف المصري الكبير.
ولم تتم عملية النقل إلى بعد عمل دراساتٍ حول الطريقة المثلى للنقل هل تكون محوريةً أم أفقيةً، وتم الاستقرار على النقل بطريقةٍ محوريةٍ بعد تجربة كتلة خرسانية تزن 83 طنًا مقاربةً للكتلة التي عليها التمثال.
ولم يكن المتحف المصري الكبير قائمًا بالفعل، فكانت عملية نقل التمثال بمثابة بدء تدشين للمتحف ليكون مزارًا لأهم القطع الأثرية المصرية، التي يرصعها تمثال رمسيس.
عملية النقل الحالية
وسيشهد المتحف المصري الكبير غدًا حدثًا مهمًا حينما يتم نقل تمثال رمسيس من ميدان الرماية إلى البهو العلوي للمتحف المصري الكبير، ليكون بذلك أول مستقبلي الزوار حينما يلجون إلى المتحف المصري الكبير.
وسيكون تحرك التمثال من ميدان الرماية إلى البهو العلوي للمتحف بمسافة مقدارها 400 مترًا، ليجاور بذلك أشهر الملوك عبر مختلف العصور، بداية من الملك خوفو، الذى تم نقل نقشه بالفعل لمركز ترميم المتحف، وتمثال الملك منكاورع الشهير من الأباستر، والملك توت عنخ أمون، بل سيتقدم تمثال الملك رمسيس هؤلاء.