حكاية بطل.. المجند محمد إسماعيل الذي طلب الشهادة فنالها بشرف 

الشهيد المجند
الشهيد المجند

والده يؤكد: «ابني تمنى الشهادة.. وعيني راحت من كتر البكاء»
والدته: الإرهابيون حرمونى من فرحة عمرى

ضحوا بحياتهم ودمائهم من أجل أن تبقى الشمس ساطعة أقوى من كل الغيوم العابرة.. في حياتهم وحتى استشهادهم كانوا أقوياء في ضمائرهم تجـاه وطنهم وفـى قدرتهم على الصبر والصمود في مواجهة الإرهاب لأنهم تربوا في أحضانه فأصبحوا أكثر قدرة على صنع البطولات والملاحم وكتابة التاريخ المشرف دافعوا عن الحق وحاربوا من أجله آمنوا بأن الخونة مهما فعلوا ومهما طال بهم الزمن لا يمكن أن يشوهوا وجه الأمة ويمنعوا نهوضها وتقدمها أنهم أبناء القوات المسلحة والشرطة الـذيـن ارتـــوت الأرض الطاهرة بدمائهم من بين هؤلاء الأبطال الشهيد مجند محمد إسماعيل حسن ٢١ عاما ابن قرية ميت حمل مركز بلبيس بمحافظة الشرقية الذي استشهد يـوم ٢٤ نوفمبر ٢٠١٥ مع عدد من زملائه في الهجوم الإرهابي الذي استهدف فندق القضاة بمدينة العريش.
يقول والـد الشهيد إسماعيل حسن  عاما،٥٤ والذي أصيب بانفصال شبكية عينيه لحزنه الشديد على نجله وتم إجــراء ٣ عمليات جراحية له بمستشفى القوات المسلحة لقد كـان ابنى شعلة من النشاط مليئا بالأمل والطموح والحيوية وشجاعا لا يخاف غير الله رافضا أي محاولة لنقله من العريش أكد لى مرارا انه مش أقل من زملائه الذين يدافعون عن الوطن ضد الإرهـاب الأسود وتنهمر الـدمـوع مـن عـين الـوالـد ويتوقف عن الكلام لبرهة من الوقت ثم يستطرد كـان نجلي يتمنى الشهادة وكنت أقــول له حد يتمنى الموت بعد الشر عنك فكان يرد ويؤكد أن الشهادة في سبيل الله عمرها ما كانت شر فهى شرف وكرم من عند الله.
وتقول والدة الشهيد هناء الشحات المغاوري 43 عاما ابني مش خسارة في مصر لكن سامحونى الفراق صعب ابكي كل يوم ليس اعتراضا على قضاء االله لكنه بكاء الفراق وتنهمر الدموع من عينيها وتضيف الشهيد له شقيقان أحمد حاصل على دبلوم الثانوى الصناعى وقـد نـال شـرف تأدية الخدمة العسكرية وإسراء طالبة في معهد التمريض بالعاشر وكان ترتيبه الثاني بينهم وكان هادئ الطباع وحسن الخلق يتسم بالأمانة والصدق متفوقا في دراسته وحصل على مجموع في الشهادة الإعدادية يؤهله للالتحاق بالثانوي العام ولكنه قرر الالتحاق بالثانوي الصناعي إشفاقا علينا من مصاريف الدراسة وبعد حصوله على الدبلوم تقدم للخدمة العسكرية وتم توزيعه على قوات الأمن بمدينة العريش وكان سعيدا بتأدية واجبه الوطني فيها وكان دائما يقول لي لا تخافي يا أمي ابنك راجل والأعمار بيد الله هو المـوت لو جالي وأنا جنبك هتحوشيه عنى.
ثم انخرطت الوالدة فى البكاء وقالت منهم الله القتلة لقد قصموا ظهرى واغـتـالـوا فلذة كبدى دون ذنب ارتكبه ربنا يحرق قلوبهم على اعز ما لديهم لقد حرمونى من فرحة عمرى وكان نفسى أشوفه عريس لكنه كان دائما يقول لى باقى ٣ أشهر وانهى خدمتى العسكرية وأعود لقريتى لنبحث سويا على العروس إلا أن القدر لم يمهله واغتالته يد الإرهاب وقوى الشر والشياطين ولقد احتسبته شهيدا عند الله وأصبح فى منزلة كبيرة وسيكون شفيعا لنا يوم القيامة ويكفيني فخرا أنني أم الشهيد وأنـنـي قدمت أغلى هدية لمصر وتوجهت بالدعاء إلى الله انيحمى الرئيس السيسى والــقــوات المسلحة والـشـرطـة المـدنـيـة وأن  ينصرهم على الإرهاب الأسود الذي يستهدف شباب مصر فى كل مكان.
وأكدت أن الدولة لم تنسهم بعد استشهاد نجلها حيث تم تكريمها وزوجها في مناسبات عديدة بنادي الشرطة بالزقازيق وأعطتهم هـدايـا مـاديـة وعينية بجانب توفير فرصتي حج لهما وتعيين شقيقه في وظيفة إداريــة بمديرية الأمـن.
ويقول أحمد شقيق الشهيد الأكبر حسبنا االله ونعم الوكيل في القتلة معدومي الضمير الذين حرموني من أخي الوحيد وصديقي وسندي في الحياة لقد كان حريصا على العمل معي خــلال إجـازتـه الشهرية فـي أحــد المصانع باليومية لتوفير احتياجات الأســـرة وكـان يرفض أن يلتقط انفاسه أو ينال قسط من الراحة خلال إجازته من الخدمة العسكرية.
ويضيف أحمد كل ما أتمناه في هذه الدنيا أن يتم القصاص للشهداء وإعدام الإرهابيين وإبادتهم من على وجه الأرض ليكونوا عبرة لمن يفكر في المساس بـأرض مصر العزيزة وتوجه شقيق الشهيد برسالة محبة وتقدير إلـى الرئيس عبدالفتاح السيسى مفادها أن الرئيس أنقذ مصر من خطر داهم كان يهددنا وتصدى لمخطط تقسيم الوطن ونجح في إعادة مصر لمكانتها الطبيعية بين الأمم ومـازال يبذل ما فى وسعه لرفعة شأن هذا البلد وربنا يطول في عمره لكي تقف مصر.