لطالما تواجدت نقوش صخرية وخطوط في جبال وأودية مصر ، ممثلة كتابات قديمة ورسومات استخدمت كدليل موثق يمكن العلماء من فهم المعتقدات والأفكار التي توصلت إليها أقوام عاشت قبل آلاف السنين .
ربما لا يعرف الكثيرون معناه هذه النقوش ودلالاتها المختلفة، إلا أن الجميع يتفق أنها كنز ثقافي يحافظ على الهوية المصرية على مر العصور ، لذا بدأت وزارة الآثار في تنفيذ مشروع أثري تحت عنوان «توثيق النقوش الصخرية» كخطوة أولى لتسليط الضوء على هذا الكنز الثقافي والاعتراف به كموروث اجتماعي ووطني وأثري في أفق استثماره لخلق إشعاع ثقافي و سياحي لجميع المناطق .
وخلال السطور القادمة تعرض بوابة أخبار اليوم أبرز المعلومات عن هذا المشروع الذي يعد واحداً من أهم المشروعات التي أطلقت للحفاظ على الهوية المصرية، فيستهدف مواقع النقوش بمنطقة آثار السويس وأودية سيناء والصحراء الشرقية والغربية والجلف الكبير وأسوان، ومختلف المواقع الأثرية بأنحاء جمهورية مصر العربية، والتي تشمل كتابات بالخط النبطي وأخرى بالخطوط المصرية القديمة وعدداً من النقوش والمناظر الحيوانية، وذلك عن طريق بعثة أثرية مصرية من وزارة الآثار.
وأكد مدير عام مركز تسجيل الآثار المصرية بالوزارة د. هشام الليثي لـ«بوابة أخبار اليوم» أن فكرة إقامة هذا المشروع جاءت بهدف الحفاظ على تلك النقوش؛ نظراً إلى أهميتها التاريخية والأثرية، خاصة أنها تقع في مناطق صحراوية يصعب الوصول إليها، الأمر الذي قد يحول دون مراقبتها بشكل دوري، وجارٍ العمل بباقي المواقع الأثرية بالسويس، تمهيداً للبدء في مواقع النقوش الصخرية بجنوب سيناء، وذلك طبقاً للجدول الزمني المعد لعام 2018.
وأضاف أن البعثة التي تعمل على المشروع استحدثت قاعدة بيانات خاصة بالنقوش الصخرية، تشمل صوراً ذات جودة عالية وإحداثيات خاصة على خرائط تخص الموقع لكل نقش ومنظر، مضيفاً أنه يتم استخدام عدد من التقنيات الحديثة منها تقنية الفوتوجرامترى والتصوير المنعكس التحويلى (RTI) والتي تساعد على توضيح ما تلاشى من النقوش والمناظر.
وأوضح أن توثيق النقوش الصخرية يعد إحدى الخطوات التي تقوم بها الوزارة لتسجيل وتوثيق بالأرقام لجميع الآثار المصرية على مر العصور التاريخية، وما يأتي في إطار حرصها على حمايتها باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية، مشيراً أنه تم الانتهاء حتى الآن من توثيق نقوش ومناظر عدة مواقع بمنطقة السويس منها، موقع وادي الدوم ويشمل نقوش البٌصيلات ونقوش الدوم، بالإضافة إلى مواقع السليك والرسيس.
دورة تدريبية
بجانب البدء في المرحلة الأولى من المشروع، أطلقت وزارة الآثار دورة تدريبية تحمل عنوان «توثيق النقوش الصخرية»، وذلك بمركز تدريب جنوب سيناء والبحر الأحمر بسرابيط الخادم، في الفترة من 29 يناير حتى 3 فبراير 2018، ومن المقرر أن يتم تدريب 15 متدربًا من الأثريين من مصري وإسلامي، وأخصائي الترميم، على الطرق العلمية لتوثيق النقوش الصخرية والتي تنتشر بمحافظة جنوب سيناء.
ويتم تنظيم عددا من الزيارات لأهم المناطق الأثرية بجنوب سيناء؛ بجانب الدورة ، مثل معبد حتحور ومغارات استخراج الفيروز بسرابيط الخادم، وزيارة مناطق استخراج النحاس بوادي الخريج.
ويعد مركز تدريب سرابيط الخادم أحد 6 مراكز تدريب أقامتها وزارة الآثار حديثًا لتدريب العاملين في الوزارة وتتبع إدارة الموارد البشرية والتدريب ورفع الكفاءة
