ماذا يعني توقف عمل الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة الأمريكية؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

 

توقفت الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة الأمريكية عن العمل الجمعة 21 يناير، وبدء الإغلاق الجزئي فيدرالياً السبت 20 يناير، بعد أن فشل الكونجرس في إقرار الميزانية الجديدة، وتقديم تمويل قصير للحكومة.


فرغم المفاوضات المكثفة بين الجمهوريين والديمقراطيين، وتدخل ترامب للوصل لحل، الا أن الطرفان يتبادلان الاتهامات حول سبب الإغلاق.


يذكر أن الحكومة الفيدرالية توقفت عن العمل لمدة 16 يوما في أكتوبر 2013 خلال فترة ولاية الرئيس السابق باراك أوباما، ويعتبر هذه التعطيل لم يكن الأول، فالحكومة الفيدرالية مرت بـ 18 حادثة تعطيل منذ 1976.


تبادل الاتهامات  

قال مدير الميزانية في البيت الأبيض ميك مولفاني إن نشاط الحكومة توقف عند منتصف الليل، لكنها ستعاود نشاطها في مرحلة ما؛ مطلع الأسبوع، متوقعا التوصل لاتفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين بشأن الميزانية، خلال الـ24 ساعة المقبلة.


ومن المعتاد في عمليات الإغلاق الفيدرالية السابقة أن الاقتصاد الأمريكي لم يلحق به ضراراً؛ لكنه يجبر مئات الآلاف من المواظفين الاتحاديين على القايم بأجازة مؤقتة غير مدفوعة الأجر.


بينما حمل زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور تشاك شومر الرئيس ترامب، مسئولية هذا التوقف، وقال في تصريحات أوردتها شبكة «سي إن إن» الأمريكية السبت 20 يناير، إن هذا الإغلاق سيسمى «إغلاق ترامب»، لأنه لا أحد يستحق اللوم على الوضع الذي وجدنا أنفسنا فيه سوى الرئيس ترامب.


بينما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز في بيان لها، عقب إخفاق تمرير مشروع قانون التمويل «الليلة وضعوا الديمقراطيون السياسة فوق أمننا القومي والعائلات العسكرية والأطفال، واستكملت «لن نتفاوض على وضع المهاجرين غير القانونيين في الوقت الذي يحتجز فيه الديمقراطيون مواطنينا الشرعيين رهائن لمطالبهم التي تتسم بالرعونة».


سبب الإغلاق في عهد ترامب


نشب الخلاف بين الكونجرس وإدارة ترامب عندما رفض الكونجرس تمويل المشروعات الخاصة بالجيش وتسليحه، وهو ما تعهد به الرئيس ترامب منذ الأيام الأولى لإعلانه الترشح للرئاسة.


ويأتي ذلك بالتزامن مع رفض الديمقراطيين الذين يحصدون أغلبية بالكونجرس الأمريكي، لقرار  ترامب وقف قانون داكا للهجرة، في مقابل تمويل الجيش.


وهو ما دفع ترامب يتهم الديمقراطيين بأنهم السبب في وقف أعمال الحكومة الفيدرالية، وقال في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «الديمقراطيون يمنحون اهتمامًا كبيرًا لحقوق المهاجرين غير الشرعين، أكثر من جيشنا العظيم، أو أمننا على الحدود الجنوبية الخطيرة»، وأضاف «بإمكانهم عقد اتفاقًا بسهولة، ولكنهم قرروا اغلاق الحكومة».


سبب الإغلاق في عهد أوباما

 

ترجع الخلافات التي أدت للإغلاق الفيدرالي الجزئي في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، للخلافات التي نشبت حول تمويل وتنفيذ قانون حماية المرضى والرعاية الميسرة لهم مشروع «أوباما كير».


 وفي الأول من أكتوبر ومع بداية العام المالي 2014 تم إيقاف العمل جزئياً في الحكومة الفيدرالية، وهو ما جاء في أول يوم لتفعيل الكثير من بنود قانون الرعاية الميسرة آنذالك، كما أن أسواق التأمين الصحي التي تم توفيرها عن طريق القانون كان سيتم تدشينها في نفس اليوم.

نتائج الإغلاق الفيدرالي


الإغلاق الفيدرالي لا يعني توقف كل مؤسسات الحكومة الفيدرالية عن العمل، لكنه يقتصر فقط على المؤسسات الحكومية غير الضرورية حسب قانون الحماية من العجز المالي؛ بينما يواصل الموظفون الأساسيون الذين تتعلق أعمالهم بالسلامة العامة والأمن العام في العمل.

 فعن للجيش قال وزير الدفاع جيمس ماتيس إن مأزق التمويل المستمر يتسبب في عدم صيانة السفن والطائرات الحربية، لكن ذلك التوقف لن يؤثر على الحرب في أفغانستان أو العمليات المسلحة ضد المتشددين في سوريا والعراق.
كما سيبقى 1.3 مليون شخص في مناصبهم الطبيعية، وهم الجنود العاملين في الخدمة الفعلية.

وقد أعلنت إدارة الرئيس ترامب أن أكثر من 1000 موظف من أصل 1715 في البيت الأبيض سيجبرون على أجازة غير مدفوعة الأجر.

أما عن أسواق المال والأعمال، فقالت هيئة الأوراق المالية والبورصات إنها ستمول نفسها من خلال جمع الرسوم.