عام على حكم ترامب| «الزر النووي» و«نقل سفارة بلاده للقدس» أبرز الاستفزازات

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

مر عام كامل على حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبلاده، عاما كامل مر بكل ما حمله من مساوئ وإنجازات، بلغت تصرفات الرئيس «الرأسمالي» فيه حدا غير مسبوق من إثارة الجدل والغضب أحيانا، ووصل الحال بالبعض إلى إجراء استفتاءات للوقوف حول مدى تقبل العالم للولايات المتحدة بعد حكمه.

أظهرت دراسة أجريت في بداية العام الأول من حكم ترامب، أن رئاسته كان لها «أثر كبير في تغير وجهة نظر العالم تجاه الولايات المتحدة».

واعتمدت الدراسة، التي أجراها مركز بيو للبحوث، على مقابلات مع نحو 40.000 شخص من 37 دولة في العالم هذا العام، وخلصت الدراسة إلى أن رئيس الولايات المتحدة وسياساته «لا يحظيان بشعبية في أنحاء العالم».

في التقرير التالي تستعرض بوابة أخبار اليوم أبرز المواقف التي أثار فيها ترامب استفزاز العالم.

  • الانسحاب من اتفاقية المناخ:

فجأة خرج الرئيس الأمريكي ليحسم قرار بلاده بشأن اتفاقية المناخ، حيث أعلن انسحابها رسميا من تلك الاتفاقية مؤكدا أنها ستلحق الضرر ببلاده وستعيقها وتفقرها –على حد قوله.

وأشار ترامب إلى أن شعبه سيدفع ثمنا كبيرا جراء تلك الاتفاقية لما لها من ضرر بالغ على الاقتصاد الأمريكي، حيث ستكلفه 4 تريليون دولار في الناتج العام وتقضي على 6 ملايين وظيفة صناعية.

تنص الاتفاقية على أن الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية ستساعد في تحول الدول النامية نحو مصادر أنظف للطاقة، وعليها تقديم 100 مليار دولار بحسب الاتفاقية «إذ يتسبب اقتصادها في صدور انبعاثات ضارة بدرجة أكبر على مدار التاريخ».

كما تهدف الاتفاقية إلى منع التدخلات البشرية الخطيرة في النظام المناخي والتي تشمل انبعاثات الغازات الدفيئة، وتسعى أيضًا إلى حشد عالمي لمواجهة تهديد التغير المناخي. ويأتي انسحاب أمريكا من الاتفاقية بعد توقيع الرئيس السابق باراك أوباما عليها في عام 2015، فاعتبره الجميع قائدا لمواجهة الاحتباس الحراري وتغير المناخ في العالم، إلا أن ترامب جاء ليهدم تلك الفكرة.

  • نقل السفارة الأمريكية إلى القدس:

في خطوة استفزت مشاعر الملايين من المسلمين والمسيحيين حول العالم بصفة عامة والعرب بصفة خاصة، أقدم ترامب على الاعتراف رسميا بمدينة القدس كعاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلية ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المقدسة.

أثار هذا القرار «الأسود» استهجان ورفض واسع من الأوساط الدولية كما اندلعت مظاهرات غاضبة ووقفات احتجاجية في العديد من المدن العربية، بينما أخذ الرئيس الأمريكي يتفاخر بقراره مؤكدا أنه وفى بوعد "فشل" سلفاؤه بالوفاء به.

وفور الإعلان عن هذا القرار، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقرار، ورحب به باعتباره "حدثا تاريخيا" وأكد أن أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين ينبغي أن يتضمن القدس عاصمة لإسرائيل، بينما على الجانب الآخر رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس هذا القرار مشيرا إلى أن القرار سيفشل أي محاولات للسلام بين الطرفين.

  • المكسيك والجدار الحدودي:

بزعم حماية بلاده من «المخدرات والسلاح»، قرر الرئيس الأمريكي بناء جدار حدودي ضخم مع دولة المكسيك، ليس هذا فحسب بل سيكون على المكسيك دفع تكلفة بناء الجدار.

رفضت المكسيك دفع تلك التكاليف، فوقف ترامب أمام الكونجرس لإيجاد طريقة لتغطية تكاليف الجدار الحدودي الذي وعد ببنائه على الحدود مع المكسيك، مشيرا إلى أن تلك الفاتورة ستسددها بطريقة أو بأخرى مكسيكو.

في المقابل، ردت وزارة الخارجية المكسيكية على تصريح ترامب بالقول إن "الحكومة المكسيكية أكدت دومًا أنها لن تدفع بأي طريقة من الطرق وبأي ظرف من الظروف ثمن بناء جدار، وأضافت الوزارة إن "هذا الموقف لا يندرج في إطار إستراتيجية تفاوض للمكسيك بل هو مبدأ يتعلق بالسيادة وبالكرامة الوطنية".

كما حذر ترامب، المكسيك وكندا، من أنهما إذا واصلتا تبني موقف "صعب" بشأن محادثات التجارة، فإنه سيضطر إلى وقف مفاوضات تعديل اتفاقية أمريكا الشمالية للتجارة الحرة.

  • كوريا الشمالية و«الزر النووي»:

عقب تصريحات زعيم كوريا الشمالية بوجود زر نووي في مكتبه، لم يتجاهل ترامب تلك التصريحات، ليرد بأنه يمتلك زر أقوى وأكبر.

تراشقات لفظية بين زعيمين اعتادا إثارة الجدل عالميا، بدأها زعيم كوريا الشمالية ليرد عليه ترامب والذي أكد أن الزر الموجود في مكتبه يعمل في إشارة إلى لعدم فاعلية سلاح كوريا الشمالية.

وبالرغم من الخطورة الكبيرة، التي تنطوي عليها التهديدات المتبادلة بين واشنطن وبيونج يانج، إلا أن الصراع بين الدولتين أخذ منحى كوميديًا منذ وصول ترامب للسلطة.

  • الإساءة لإفريقيا:

استمرارا لمسلسل الإهانات، أساء ترامب إلى القارة السمراء حيث وصفها في إحدى الاجتماعات بكونها «سلة قاذورات» و«حثالة».

تسببت تلك التصريحات في انتقادات واسعة النطاق، ورفض من كافة الدول الإفريقية لتلك الإهانة ووصفها بـ«العنصرية»، إلا أن دولة ناميبيا هي الوحيدة التي استغلت الموقف لتصدر حملة سياحية تدعو العالم فيها لزيارتها ومشاهدة معالمها السياحية.