«البائعة».. وطفلة «الخطيئة»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أي نفس بشرية تلك التي تقوى على فعل ذلك سوى نفس تملكتها اللعنة، وعاثت في الأرض فسادًا، وتجردت من كل مشاعر الأمومة والإنسانية.

شيء رائع أن يكون للإنسان طفل، شعور تعرفه المرأة جيدًا، حيث حياة جديدة تخرج من بطنها لكن كان لهذه المرأة وأمها العجوز رأي آخر.

راودت الابنة آلام الوضع، وانطلقت صرخاتها مدوية، هرولت على إثرها أمها العجوز تهدئ من روعها وطمأنتها، تراود مخيلتها إيجاد حل للفضيحة التي ستلحق بابنتها، ومساعدتها على ارتكاب جريمة تبرأ منها الشيطان، قامت باصطحابها إلى المستشفى، بعدما رسمتا خطتهما الشيطانية، في كيفية التخلص من الجنين تظنان أن بإمكانهما الهرب من عدالة السماء.

حملت الأم طفلتها حديثة الولادة، وسارت بجوار الأم تبحثان عن أحد الملاجئ لإيداع الطفلة بها، تاركين حول معصمها الأسورة الخاصة ببيانات الطفلة والمدون عليها اسم وهمي، في محاولة لإقناع المسئولين بدار الرعاية، لكن باءت محاولتهما بالفشل، خاصة بعد أن رفضت المدير المسئولة استلام الطفلة.


أسودت الدنيا في عينيهما، ولم يجدا سبيلًا أمامهما سوى ترك الطفلة بجوار أحد العقارات، وسط برودة الجو والصقيع القاتل، ونسيا أن الله مطلع عليهما، وتحجر قلبيهما، وأغشيت أعينهما، وتوقف عقلهما عن التفكير، وقامتا بإلقائها، ولم يتمكنا من نزع الأسورة، وبعد أن هدأت الأعين وحل الظلام، تاركين إياها تلاقي مصيرها.

وفي صبيحة اليوم التالي عثر أحد المارة على الطفلة الرضيعة، وسارع بتدفئة جسدها الضعيف، وتوجه إلى المقدم محمد كمال، رئيس مباحث قسم شرطة القطامية الذي أصدر تعليماته لمعاونيه بعمل التحريات المكثفة، وسرعة حل اللغز، وتمكن رجال المباحث من تحديد المستشفى مكان ولادة الطفلة، ومعرفة اسم الأم المتهمة التي تبين أنها بائعة، وذكرت في أقوالها بعد القبض عليها، بأنها حملت الطفلة سفاحًا، نظرًا لقيامها بعمل علاقات محرمة مع عدد من الأشخاص، ولم تتمكن من معرفة والد الطفلة، فقررت ووالدتها التخلص منها خشية افتضاح أمرها.

أيدت الأم العجوز أقوال ابنتها، واعترفتا بصحة الواقعة، وتم تحرير المحضر اللازم، وأحيلتا إلى النيابة التي تولت التحقيقات.