زوج مع إيقاف التنفيذ

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

انصرف الأهل والأقارب وسط الزغاريد المدوية، والفرحة العارمة مودعين العروسين والدعاء لهما بالسعادة، والتوفيق.
    
وبحسب العادات المصرية القديمة تتسارع الفتيات بقرص العروس في ركبتيها كنوع من التفاؤل واللحاق بها والزواج ممن يحببن.

وبخجل شديد وحمرة الخجل تعلو وجه الزوج، الذي تلعثمت الكلمات من بين شفتيه يحاول التقرب من عروسه ومحادثتها عن المستقبل ومدى اشتياقه لولي العهد، تبدلت عضلات وجهه، التي انطلق منها حمى وسخونة تكاد أن يشعل منها سيجارته المرتعشة بين أصابع يده.

حيث فوجىء بها لم تبال بما يقول، وتركته وتوجهت إلى الغرفة المعدة للأطفال، انهار فوق أقرب مقعد تعصف برأسه الأفكار، ويهوى كريشة في مهب الريح، انتفض من فوق مقعده واتخذ القرار وتوجه إليها في محاولة لمعرفة ماذا أصابها والوقوف على رد فعلها الغريب الذي أثار بداخله الهواجس والتساؤلات.

وببرود شديد تطلب منه الخروج نظرًا لشعورها بالإرهاق وعدم الاستعداد لمناقشته، قضى الزوج العريس ليلته بين السهاد والأنين يتوق إلى معرفة سبب امتناعها عنه في ليلة زفافهما كظمآن يحتاج إلى شربة ماء.

حاول أن يلتمس لها الأعذار، لكن باءت كل محاولاته بالفشل معها، وازدادت حدة في معاملته، وتفاقمت المشاكل بينهما ووصلت إلى طريق مسدود، وكلما جاء أحد لمباركة الزواج والاطمئنان عليهما تبدو على وجهه علامات الخزي والعار، ويشرع في اختلاق الأعذار.

مرت 6 أشهر ولم يتمكن العريس من الاقتراب من زوجته، حتى فاض به الكيل، ووجه إليها كلمات السباب واتهامها بالخيانة، وأنه على استعداد لتطليقها إذا ما كان هناك من ترتبط به عاطفيًا، حتى وقعت المفاجأة على رأسه كالصاعقة، حيث أملت عليه شرطها الوحيد ليتمكن من الاقتراب منها، وهو أن يقوم بتسجيل شقة الزوجية باسمها، وإلا لن ينال منها حتى آخر العمر.

اشتاط الزوج غيظًا، وغلى الدم في عروقه بعدما أيقن نواياها الخبيثة، ومطامعها، ونشبت بينهما مشادة كلامية تركت على إثرها المنزل متمسكة بشرطها.

تدخل الأهل والأقارب لحل الأزمة لكن دون جدوى،  فما كان منه إلا أن توجه إلى محكمة الأسرة، وتقدم برفع دعوى فسخ عقد الزواج موضحًا بأنه تزوج منها منذ 6 أشهر لكنه زوج مع إبقاف التنفيذ.