أعاد حادث احتراق ناقلة النفط الإيرانية «سانشى» إلى الأذهان خطورة تلك الأنواع من الحوادث على الحياة البرية بالإضافة إلى تأثيرها على أسعار النفط العالمية .. وخلال التقرير التالي ترصد «بوابة أخبار اليوم» أشهر تلك الحوادث على مر التاريخ.
يعد غرق الناقلة «سانشي» يوم الأحد 14 يناير 2018 قبالة سواحل شانغهاى ، أحدث الحوادث من هذا النوع، والذي وقع بعد أسبوع من اشتعال النيران بها واحتراقها بما تحمله من 136 ألف طن أو حوالي مليون برميل من النفط .
وتأتي هذة الواقعة كواحدة من أكبر 11 كارثة في قطاع النفط والغاز حدثت في التاريخ حول العالم، والتي أدت إلى خسارة مواد هيدروكربونية تراكمية بلغت 41.8 مليون برميل وفقدان 85 شخصاً.
ونتج عن الحادث تلوث بعض أهم مياه الصيد في الصين، ومصرع 32 بحارا من طاقم الناقلة، وتصاعد مئات الأمتار من الأدخنة وامتداد مئات الكيلو المترات من بقع الزيت الملوثة للبيئة
وهو ما قد يؤدى إلى ارتفاع أسعار بعض أنواع الأسماك التي يتم جلبها من تلك المنطقة، مثل سمك الماكريل، ووفقا لمنظمة «غرينبيس» ، فإن منطقة «شوشان» هي أرض تفرخ لحبار السيفتيب وموطن لأنواع صالحة للأكل مثل السرطانات والماكريل.
2 - حرب الخليج
بتاريخ 19 يناير عام 1991 وأثناء حرب الخليج، وقع حادث أدى إلى تسريب كميات تراوحت مابين 9.05 مليون و 12.4 مليون برميل نفط، فخلال حرب الخليج الأولى فتحت القوات العراقية صمامات آبار النفط الكويتية وخطوط الأنابيب من أجل محاولة لإبطاء زحف القوات الأميركية وجعل تأمين احتياطيات النفط إشكالية للغزاة، وغطى التسرب النفطي الخليج العربي بسمك 10 سنتيمترات مساحة 28 ألف كيلومتر مربع.
3- إيه بي تي سمر
وقع التسرب النفطي «إيه بي تي سمر» بتاريخ 28 مايو عام 1991 على بعد 1300 كيلو متر قبالة ساحل أنجولا وترتب علية فقدان 5 أشخاص وبلغت كميات النفط التي تسربت إلى المياه حوالي 1.21 مليون برميل .
وبدأ الحادث بانفجار ناقلة النفط «إيه بي تي سمر» وتم إنقاذ 27 من طاقمها من أصل 32 من خلال تدخل 7 سفن سارعت للإنقاذ ، ولكن فُقد 5 أفراد من الطاقم، وغطت بقعة النفط مساحة 80 ميلاً مربعاً وظلت النيران لمدة 3 أيام قبل أن تغرق السفينة في الأول من يونيو عام 1991.
4- أموكو كاديز
حادث ناقلة أموكو كاديز والذي وقع بتاريخ 16 مارس عام 1987 على بعد 5 كيلو مترات من ساحل «بريتانى» فرنسا، أدى إلى ترسيب كميات نفط للمياه بلغت 1.64 مليون برميل.
وكانت الناقلة في مسارها من الخليج إلى روتردام في هولندا، ولكنها اشتعلت بسبب عاصفة شتوية تسببت في أضرار بدفة السفينة وجعلتها هزيلة، وجنحت ناقلة النفط العملاقة قبالة ساحل «بورتسال» وبدأت نزيف النفط على الفور.
وانقسمت السفينة إلى جزئين وخلال أسبوعين تسربت الحمولة البالغة 227 ألف طن كاملة في القناة الإنجليزية لتلوث 30 كيلومتراً من ساحل «بريتون».
5- كاستيلو دي بيلفر
أما حادث الناقلة «كاستيلو دي بيلفر» وقع بتاريخ 6 أغسطس عام 1983، على بعد 80 كيلومتراً قبالة خليج «تابل» جنوب أفريقيا ونتج عنه تسريب كميات نفط حوالي 1.88 مليون برميل .
وبدأت الواقعة عندما اشتعلت النيران في الناقلة على بعد 70 ميلاً من مدينة كيب تاون، في جنوب إفريقيا، حاملة 250 ألف طن من النفط الخام الخفيف، وجنحت الحاوية حتى انقسمت إلى جزئين، وسربت ما يقل قليلاً عن نصف حمولتها.
6- نوروز
أثناء الحرب بين إيران والعراق، اصطدمت ناقلة نفط «نوروز» مع منصة داخل الخليج العربي بتاريخ 24 يناير عام 1983، مما تسبب في أضرار لأحد فوهات الآبار وأدى إلى خسارة نفط يقدر بـ 1500 برميل يومياً، وبسبب استمرار عمليات القتال استغرق الأمر 9 أشهر لوضع حد للبئر، وخلال ذلك الوقت تسرب حوالي 2 مليون برميل من الخام في الخليج العربي كما لقي 11 شخص مصرعهم .
7- نهر كولفا
بتاريخ 8 سبتمبر عام 1994 وقع حادث «نهر كولفا» داخل جمهورية كومي، بالاتحاد الروسي وبلغت الكمية المسربة 2 مليون برميل، فسرب خط أنابيب نفط متآكل حول المدينة الروسية Usinsk لمدة 8 أشهر، وتم احتواؤه عن طريق السد الذي أقيم حول موقع التسريب.
وتسبب سوء الأحوال الجوية في انهيار ذلك السد، مما تسبب في تراكم ملايين الجالونات من النفط المسرب، وتأثر 23 نوعا من النباتات والحيوانات من جراء الكارثة التي أدت إلى تلويث 186 كيلومتر مربع من العشب والمستنقعات.
8- أتلانتيك إمبريس/أيجيان
تصادمت الناقلتان «أتلانتيك إمبريس» و«أيجيان كابيتال» قبالة ساحل ترينيداد وتوباجو، وذلك بتاريخ 19 يوليو عام 1979، أثناء عاصفة استوائية في البحر الكاريبي، واشتعلت فيهما النيران مما أودى بحياة 26 بحاراً، وبلغت الكمية المسربة 2.14 مليون برميل نفط .
وتم تهدئة النيران على «أيجيان كابيتال» عن طريق طاقمها، ولكن النيران في «أتلانتيك إمبريس» لم تكن قابلة للسيطرة، وتم إبعادها عن مكان التصادم الأصلي إلا أنها واصلت نزيف النفط الخام حتى وقعت سلسلة من الانفجارات أسقطت السفينة في الثالث من أغسطس.
9- بئر إكستوك 1
في 3 يونيو عام 1979 بدولة المكسيك وقع حادث بئر إكستوك 1 والذي أدى إلى تسرب 3.33 مليون برميل نفط إلى المياه، قبل حادث التسرب النفطي الخاص بـ «تلانتيك إمبريس/أيجيان» بـ 46 يوماً فقط، أدى انفجار بئر إلى انفجار وانهيار منصة الحفر التي تمتلكها شركة «بيمكس»، وتم إنقاذ الـ 63 فرداً الذين كانوا على متنها بعد الانفجار ولكن بدأ النفط يخرج ويتدفق من البئر في خليج المكسيك بمعدل من 10 آلاف إلى 30 ألف برميل يومياً.
وبدأت «بيميكس» في حفر بئرين إغاثة أفقيين في وقت قريب بعد حدوث التسرب ولكنها لم تصل إلى بئر «إكستوك 1» حتى نوفمبر1979 ، وتم تغطية البئر في النهاية في الخامس والعشرين من مارس عام 1980، أي بعد حوالي 10 أشهر من الحادث الأصلي، بعدما أثر على 2800 كيلو متر مربع من المياه المفتوحة و261 كيلو مترا من الشاطئ.
10- منصة الحفر ديب ووتر هورايزن
وقع حادث منصة الحفر «ديب ووتر هورايزن» بتاريخ 22 إبريل عام 2010 بخليج المكسيك وأدى إلى وفاة 11 حالة.
يعد اندلاع حريق على متن منصة الحفر «ديب ووتر هوريزون» أسوأ كارثة نفطية في تاريخ خليج المكسيك، وهو ما أدى إلى تسرب 60 ألف برميل من النفط يومياً في الخليج، وبعد عدة محاولات فاشلة، تم في النهاية تغطية البئر في الخامس عشر من يوليو عام 2010.
11- حقل ليكفيو جاشر
بتاريخ 14 مارس عام 1910 وقع حادث ليكفيو جاشر رقم 1 حقل نفط «ميدواي- صنست» ، مقاطعة كيرن، ولاية كاليفورنيا والذي أدى إلى تسريب كميات نفط قدرت 9.4 مليون برميل.
فقبل وقوع حادثة «ديب ووتر هوريزون» بقرن كامل، شهدت الولايات المتحدة أكبر حادث تسرب نفطي في تاريخ البشرية، حدث انفجار في بئر ليكفيو رقم 1 وبدأ في تدفق 18 ألف برميل يومياً من النفط على مدار 18 شهراً، وتم إخماد البئر في العاشر من سبتمبر عام 1911 بعد 544 يوماً من التدفق المتواصل.
