احتفلت الهيئة العامة لقصور الثقافة بمئوية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بحضور د.فوزية أبوالنجا رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافي, نيابة عن د.أحمدعواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، حيث بدأت الاحتفالية بافتتاح معارض الفنون التشكيلية, تضمنت جدارية لأعمال الزعيم جمال عبد الناصر, وقام أطفال مدرسة زهراء الأندلس برسمها في إطار شريط سينمائي، بالإضافة لمعرض برتوريهات للزعيم, من أعمال الأطفال المشاركين بإدارة المواهب، وذلك بالمركز الثقافي بالجيزة.
وأكدت د.فوزية أبوالنجا في كلمتها على أن عبد الناصر لم يكن فقط الزعيم السياسي الذي غير العالم فقط, بل من ملك قلوب البسطاء بهذا النموذج التنموي الذي قدمه، والتحرر التي نادت به كل الديانات والمواثيق الدولية ،فأصبح عبد الناصر رمزًا عالميا للتحرر، وأصبح نموذج يحتذي به ونبراس للقيم الانسانية وللعمل والفداء , الأمور التي نحتاج إليها الآن لمواجهة التحديات الحالية التي نواجهها، وعلق الشاعر أشرف أبوجليل مشيرا إلي أن قصور الثقافة تحتفل لمدة عام بمئوية الزعيم عبد الناصر, وذلك بتدشين 270 ندوة ثقافية في مختلف الأقاليم الثقافية عن عبد الناصر.
وذكر محمد الخولي موقفين ليدلل بهما علي تاثير جمال عبد الناصر أفريقيا ودوليا, فأشار إلي إنه كان يعمل في الدائرة الاعلامية في اللجنة الاقتصادية التابعة للأمم المتحدة, وتعرف علي صديق من الدولة الأفريقية التي عمل بها وهو صالح حدنت, الذي حفر تحت شجرة فوجد لوحة تكريمًا لزيارة الزعيم عبد الناصر لهذه الدولة مؤكدا أن ناصر لم يقتصر دوره في أفريقيا بالمطالبة بالحرية والاستقلال, ولكن بمد يده للتعاون الاقتصادي من خلال شركة النصر للاستيراد والتصدير, التي كان لها فروعا في كل الدول الأفريقية، أما الموقف الآخر كان في الدورة ال15للأمم المتحدة, اذ فوجيء ناصر بهارولد ماكمنن رئيس بريطانيا عام1960 يقدم نفسه إليه بعدما كانت بريطانيا تعامل مصر كمستعمرة من مستعمراتها,
وفي كلمته تساءل المفكر جمال أسعد لماذا نحتفل ويحتفل العالم بمئوية الزعيم جمال عبد الناصر؟ وأجاب مؤكدًا أن مواقفه التاريخية هي ماخلدته في ذاكرة الشعب المصري والعالم كله، وتمني أن تظل مباديء عبد الناصر نبراسا لنا نسير علي خطاها،
وأشار الكاتب محمد الشافعي إلي صفات الديكتاتور بأنه يريد شعبا جاهلا وشديد الفقر ويحصل لنفسه مكتسبات كثيرة, وتساءل هل كان عبد الناصر بهذه الصفات؟ وأجاب أما عن التعليم فقد أقام مشروعًا للتعليم في مصر, خرج من خلاله الآلاف من العلماء والشعراء والكتاب المتميزين في كل مجالات الأدب، وأضاف أن ناصر عند تسلمه السلطة في مصر كانت نسبة الأمية 90%, وتركها ونسبة الأمية 40%، أما عن الثقافة فقد تمفي عهده إصدار مئات من الكتب التي تحمل الافكار المستنيرة ,بجانب الكتب المتنوعة في كل المجالات, بالإضافة لإنشاء الكثير من الصروح الثقافية, مثل دار الكتب والثقافة الجماهيرية, وأكاديمية الفنون والسيرك القومي وهيئة المسرح، بالإضافة للكثير من القلاع الصناعية، كما أن ناصر كان يعيش علي أساس شديد البساطة, وهذا يدل أنه لم يتكسب شيئاً من توليه السلطة.
أما المخرج محمد فاضل فقد أشار إلي أن ضريح عبد الناصر تحول اليوم في الاحتفال بعيد ميلاده المائة الي جامعة للشعوب العربية, التي جاءت للاحتفال، وأضاف متحدثًا عن فيلم ناصر 56 مؤكدا أن العاملين في الفيلم كانت تهمهم دوافع فكرية , عن زعيم حقق إرادة الشعب المصري في استرداد قناة السويس ،وفي تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال قوانين الإصلاح الزراعي وغيرها من القوانين، كما أننا أردنا توصيل رسالة للشباب بأن من نفذ قرار التاميم, وأدار القناة بعدما تركها المرشدين الأجانب كانوا شبابًا مصريًا.
وأكد البرلماني المخضرم سعد عبود علي أن مجانية التعليم مكنت شبابًا من أسر فقيرة من تولي مناصب, كان يصعب عليهم توليها، ضاربًا مثالا بنفسه.
وأضاف أن مشروع عبد الناصر القومي يسبق الناصرية بمئات السنين, فقد جعل مصر تتمدد علي أمتها العربية, بمشروعها القومي التنموي.
وذكرت الفنانة فردوس عبد الحميد بعض المشاهد من زيارتها لضريح الزعيم أنه مازال في قلوب الجماهير, باختلاف أعمارهم, مشيرة إلي الصروح الثقافية والفنية التي بنيت في عهده, كمعهد الفنون المسرحية والكونسر فتوار وأكاديمية الفنون.
أعقب ذلك تقديم الفرقة المصرية للموسيقي والغناء بقيادة المايسترو فاروق البابلي مجموعة من أغاني الفترة الناصرية , مثل "أوبريت وطني حبيبي، ناصر ياحبيب الكل، ومصر تتحدث عن نفسها، ودقت ساعة العمل الثوري، وطوف وشوف، بالأحضان، وبالسلام، ومصر التي في خاطري، وعلي الدوار، واحنا الشعب، وتحيا مصر".
