ترامب .. الآكل على كل الموائد في بلدان الخليج العربي

صورة تجمع ترامب بزعماء الخليج العربي
صورة تجمع ترامب بزعماء الخليج العربي

ثمن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جهود قطر المبذولة لمحاربة الإرهاب خلال اتصالٍ هاتفيٍ جمعه مع أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يوم الاثنين 15 يناير.

تصرفٌ ليس بغريبٍ على الرئيس الأمريكي الذي لا يجد غضاضةً في نفسه، من إظهار الوجه الحسن لكل دول الخليج، حتى ولو كانت تلك البلدان تعج فيها بينها بالخلافات، إلا أن الرئيس الأمريكي يحتفظ له بعلاقاتٍ وطيدةٍ مع فرقاء السياسة في البيت الخليجي، حتى وإن تطلب ذلك أن يُظهر تناقضًا في مواقفه.

إشارة ترامب لدعم قطر للإرهاب في يونيو

وقبل أشهر قليلةٍ، وبالتحديد في بدايات يونيو الماضي، حينما قررت المملكة السعودية رفقة مصر والإمارات والبحرين مقاطعة قطر، وفرض الحصار البري والجوي عليها، متهمين إياها بدعم الإرهاب والفكر المتطرف وإيواء عناصر متشددة على أراضيها، في وقتٍ تنصلت الدوحة من تلك الاتهامات.

تعقيب الرئيس الأمريكي حينها على هذا القرار جاء مساندًا للموقف الرباعي المتخذ ضد قطر، حيث قال ترامب إن زعماء الدول العربية أشاروا إلى قطر عند الحديث عن دعم الجماعات الإرهابية في المنطقة، خلال قمة الرياض التي عُقدت في المملكة قبل أسبوعين من قرار المقاطعة.

يتبدل الوضع بالنسبة للرئيس الأمريكي الآن فيخرج اليوم مغدقًا المدح على جهود قطر في محاربة الإرهاب، بعدما كان من قبل يعتبرها أحد البلدان الداعمة للجماعات الإرهابية، مطالبًا إياها بالكف عن هذا السلوك.

الاستفادة من زيارته للسعودية

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان أكبر المستفيدين من زيارته للمملكة السعودية في العشرين من شهر مايو الماضي، فقد أبرم اتفاقاتٍ اقتصاديةً مع المملكة، حصلت خلالها الولايات المتحدة نحو 400 مليار دولارٍ أمريكيٍ دخلوا خزائنها، جراء صفقاتٍ اقتصاديةٍ وعسكريةٍ وقعها ترامب مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

ومن منصة الرياض، أطلق ترامب تصريحاتٍ عدائيةٍ ضد إيران خلال قمةٍ جمعته بخمسين من زعماء العالم الإسلامي، مطالبًا الزعماء العرب والمسلمين الحاضرين للقمة بفرض العزلة على الجمهورية الإسلامية، بدعوى دعمها الإرهاب وتدخلها في شئون دول المنطقة، إضافةً إلى مناداة إيران ،التي وصفها ترامب فيما بعد بالدولة المارقة، بالموت لأمريكا وإسرائيل.

التغاضي عن علاقة قطر بإيران

وبالحديث عن أحد الأسباب التي ساقتها الدول الأربع لقطر التي جعلتها تتخذ قرار المقاطعة، كان من بينها التقرب الإيراني القطري، مطالبين الدوحة بخفض العلاقات مع طهران كأحد شروط إنهاء المقاطعة المفروضة عليها، والتي رفضتها الدوحة فيما بعد.

ويقول البيت الأبيض إن ترامب بحث مع أمير قطر اليوم مسألة زيادة النفوذ الإيراني في المنطقة، وذلك على الرغم من إعلان قطر بقاء علاقاتها مع إيران كما هي، خاصةً في ظل زيادة التبادل التجاري بين البلدين منذ بدء سريان المقاطعة على الدوحة المستمرة إلى وقتنا هذا.

توافق مع أمير الكويت

وبعيدًا عن الجانبين المتخاصمين سواء السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى، تقف على مسافةٍ واحدةٍ من الجانبين دولة الكويت، التي قاد أميرها الشيخ جابر الصباح الأحمد الصباح وساطةً خليجيةً لإنهاء القطيعة بين الدوحة وجيرانها.

وفي هذا الصدد، دعم ترامب جهود أمير الكويت في إنهاء الخلاف بين الجانبين، واستقبله بالبيت الأبيض في السابع من سبتمبر الماضي، لبحث قضايا ثنائية ومناقشة الأزمة الخليجية بين قطر وجيرانها.

كما عرض ترامب حينها أن تلعب واشنطن دور الوساطة بين قطر والبلدان الأربعة، ليكون بذلك الرئيس الأمريكي قد تقمص الدور الثالث له في هذه القضية، وكشف عن الوجه الحسن لكل دولةٍ خليجيةٍ على حدة باختلاف توجهات تلك البلدان.