كنز حقيقي وثروة هائلة تحتويها مجلدات الأوراق الخاصة للزعيم جمال عبد الناصر، والتي أعدتها ابنته د.هدى عبد الناصر، وتضمنت وثائق بخط يد الزعيم تتناول أهم معارك مصر لبناء استقلالها الوطني وقدراتها الذاتية، وتضيء الوثائق الجانب الإنساني الخاص جدا به وتميط اللثام عن مكنونات نفسه وحالات البوح التي ظهرت في رسائله لوالده وزوجته وأصدقائه.
وتكشف تلك الأوراق الخاصة عن شغف حقيقي لدى عبد الناصر بتدوين كافة الأحداث والملاحظات، كما تعكس عقليته المنظمة والدقيقة في التفكير ودراسة كافة التفاصيل المتعلقة بأي قرار، سواء كان القرار خطيرا واستثنائيا بحجم تأميم قناة السويس والتصدي للعدوان الثلاثي، أو روتينيا ومعتادا ويتعلق بأمور إدارة الدولة اليومية.
وكشفت د. هدى ابنة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في الذكرى المئوية لمولده التي تتزامن اليوم الاثنين، وثيقتين سطرهما الزعيم الراحل بخط يده، وكانتا موجهتين لوزير الإرشاد القومي عبدالقادر حاتم، حيث كتب الرئيس عبدالناصر الوثيقة الأولى لصوت العرب، هاجم فيها الحركة الانفصالية في دمشق والأكاذيب التي أطلقتها للنيل من مصر والقومية العربية.
وجاء في الوثيقة: تعليق صوت العرب اليوم .. وأخيرا فضحت الحركة الانفصالية نفسها، وفضحت حلفاءها الاستعمار وأعوان الاستعمار والرجعية، فمنذ الانقلاب الرجعي في سوريا خرجت إذاعة عمان، وإذاعة إسرائيل، وصحف الاستعمار والرجعية، والقوميين السوريين، خرجوا يهللون على المعتقلات والمعتقلين، آلاف، عشرات الآلاف، كتبوا المقالات وكرروا في الإذاعات ووقف وزير داخلية الحركة الرجعية الانفصالية في دمشق عدنان القوتلي يقول في مؤتمر صحفي إن عدد المعتقلين ثلاثة آلاف!
وفي الوثيقة الخاصة بتوجيهات الرئيس بالنسبة لبرامج التليفزيون، نجد أن الزعيم جمال عبدالناصر كان متابعا جيدا لكل ما يقدم في التليفزيون في ذلك الوقت، وانه اعطى توجيهاته بشأن زيادة عدد البرامج الإخبارية وقال إنه من الواضح أن التعليقات المقنعة لها أثر كبير في التوجيه السياسي، ومن اهم ملاحظات الرئيس كان اهتمامه ببرنامج يحمل عنوان «رسالة الأقاليم» وطالب بأن يكون معبرا عن وجه الأقاليم الحقيقي، كما انتقد برامج التسلية وطالب بالاستفادة من المسرحيات التي تعرض في المسرح القومي والمسرح الحر، وأيضا طالب الرئيس بالاهتمام ببرامج الأطفال.
