في ذكرى ميلاده.. هل أنصفت السينما والدراما جمال عبدالناصر؟

أحمد زكي في ناصر 56
أحمد زكي في ناصر 56

تحل الذكرى المائة على ميلاد الرئيس جمال عبدالناصر، الإثنين 15 يناير، الذي يعد ثاني رؤساء مصر، وتولى رئاسة مصر من عام 1956 وحتى وفاته في عام 1970.

 

«ناصر» الذي يعد أحد قادة ثورة 23 يوليو 1952، والتي أطاحت بالملك فاروق، ولد في 1918 بمنطقة باكوس بمحافظة الإسكندرية، واستطاع أن يترك أثرًا عميقًا في نفوس الشعب المصري، وظهر جليًا في جنازته التي امتلأت من خلالها الشوارع بالمواطنين حزنًا على وفاته.

 

حب جمال عبدالناصر والإعجاب به، تخطى حدود المواطنين البسطاء، بل سعت السينما والدراما بكل ما تملك إلى تجسيد شخصياته ومواقفه مع عدد من الرؤساء، بالإضافة إلى علاقته الأسرية، وهو ما ظهر جليا في فيلم «ناصر 56» الذي تطرق إلى الجانب الشخصي والعائلي في حياة الزعيم الراحل.

 

ناصر 56

ربما هو الفيلم الأشهر في تاريخ السينما المصرية الذي جسد قصة حياة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وقام بتجسيد شخصيته الفنان القدير الراحل أحمد زكي.

 

صدر الفيلم عام 1996، وعرض بالألوان الأبيض والأسود، وهو من تأليف محفوظ عبدالرحمن، وإخراج محمد فاضل، ويتناول حياة عبد الناصر العائلية ومكتبه والخطب التي ألقاها وعلاقته بأعضاء مجلس قيادة الثورة.

 

«ناصر 56»، من بطولة: أحمد زكي، وفردوس عبدالحميد في دور تحية كاظم زوجة الرئيس الراحل، وشعبان حسين، في دور عبدالحكيم أبو بكر أحد فريق التأميم، وطارق الدسوقي الذي أدي دور عبدالحكيم عامر، وهاني رمزي، في دور محمود فهيم، والفنانة القديرة أمينة رزق.

 

وتطرق الفيلم إلى لحظات فارقة ومهمة في حياة الرئيس جمال عبدالناصر، وإنجازاته السياسية، كما تطرق إلى محاولة اغتياله الشهيرة.

 

 

صديق العمر    

كيف تأتي بفنان غير مصري ليجسد شخصية جمال عبدالناصر؟.. هذا ما حدث في مسلسل «صديق العمر» الذي أخرجه عثمان أبو لبن، وعرض على الشاشات في 2014، من بطولة جمال سليمان، الذي أدى دور الرئيس الراحل، وباسم سمرة الذي جسد دور عبدالحكيم عامر، ودرة، التي قامت بدور برلنتي عبدالحميد، وصبري فواز، الذي جسد قصة الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل.

 

تناول المسلسل الذي واجه انتقادات حادة منذ بدء أولى حلقاته، العلاقة بين جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر، خلال الفترة من «1960 حتى 1967»، خاصة الوحدة بين مصر وسوريا مرورًا بالنكسة.

 

وتطرق «صديق العمر»، إلى  وفاة المشير عبدالحكيم عامر، والأسباب وراء وفاته هل انتحار أم ماذا، بالإضافة إلى العلاقة الوثيقة بين أسرة جمال وأسرة عبدالحكيم.

 

الفنان السوري جمال سليمان؛ لم يسلم من الهجوم عليه وعلى أدائه بسبب عدم إتقانه اللهجة المصرية بشكل كامل، كما وجهت أسرة الرئيس الراحل انتقادات له، حيث تحدثت هدى عبدالناصر في تصريحات تليفزيونية من قبل، عن قلقها من هذا العمل الدرامي وسبب خروجه في هذا التوقيت.

 

وتساءلت ابنة الزعيم الراحل عن الهدف الخفي وراء الإنتاج السخي على المسلسل، والجهة التي تقف وراءه، بينما رد جمال سليمان على تلك الإدعاءات قائلا إنه يحب جمال عبدالناصر، مشددًا على عدم وجود أي نية سيئة وراء إنتاج ذلك العمل.

 

 

أيام السادات

مثلما نجح الفنان الراحل أحمد زكي في تجسيد شخصية جمال عبدالناصر في «ناصر 56»، لم يدع الفرصة وتألق في فيلم «أيام السادات» ليتناول قصة حياة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ليصبح الفيلم من أفضل الأفلام في تاريخ السينما المصرية.

 

أحمد زكي، استعان بالفنان محمود الخولي ليجسد شخصية الراحل جمال عبدالناصر، في لقطات محدودة حيث ظهرت في اجتماعات الضباط الأحرار، وبعض مشاهد أخرى، حيث إن التركيز لم يكن كبيرًا عليه لأن الفيلم يتناول حياة السادات.

 

الفيلم الذي أخرجه محمد خان، من بطولة: ميرفت أمين، ومنى زكي، وأحمد السقا، ومحمود الخولي، وأحمد فؤاد سليم، يؤخذ عليه أنه لم يفتح بابًا جديدًا على العلاقة بين السادات وعبدالناصر، كما أنه لم يظهر بشكل كبير يظهر قدراته التمثيلية، لأن أغلب اللقطات كانت من الخلف أو من الجنب، وزاوية تصويرية غير مرئية.

 

 

أم كلثوم

«أم كلثوم» عنوان المسلسل الدرامي الذي قامت ببطولته الفنانة القديرة صابرين، وعرض عام 1999، ومن إنتاج التليفزيون المصري، والذي تناول حياة كوكب الشرق منذ طفولتها وأهم المحطات الفنية لها.

 

المسلسل من بطولة: صابرين، وحسن حسني، وسميرة عبدالعزيز، ورياض الخولي، وسهر الصايغ، ومجدي كامل، وكمال أبو رية، وكوكبة من النجوم، وأخرجه إنعام محمد علي.

 

وتطرق «أم كلثوم» إلى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والذي أدى شخصيته الفنان رياض الخولي، إلا أن المسلسل لم يبرز أي جوانب أخرى من حياة الرئيس الراحل غير العلاقة بينه وبين أم كلثوم فقط، بالإضافة إلى المشاهد القليلة التي ظهر بها على الشاشة.

 

جمال عبدالناصر

تطرق الفيلم الذي عرض عام 1998 إلى قصة حياة الزعيم جمال عبدالناصر، بداية منذ ولادته مرورًا بهزيمة 67 والخلافات مع المشير عبدالحكيم عامر، إلا أن الفيلم لم ينل الشهرة الواسعة على غرار «ناصر 56».

 

الفيلم الذي قام ببطولته: خالد الصاوي، وهشام سليم، وعبلة كامل، وجميل راتب، وطلعت زكريا، وغادة عبدالرازق، ورياض الخولي، لم يسلم من نار الانتقادات التي وجهت له، حيث منع الفيلم من العرض لفترة، خاصة أن الدور أسند للصاوي «الوجه الجديد» في ذلك الوقت، والذي أسند إليه الدور المخرج السوري أنور قوادري.

 

«جمال عبدالناصر» لم يدم طويلا في السينما ولم يحقق الإيرادات المطلوبة، إلا أن الدعاية الضعيفة للفيلم أفشلته، ولم يدم عرضه في السينما طويلًا.