نبض السطور

خالد ميري يكتب: هل يشعر المواطن؟

خالد ميري
خالد ميري

منذ يونيو ٢٠١٤ شهدت مصر تغييرا شاملا فى كل المجالات، تغييرا وضع أساسا راسخا لدولة قوية مدنية حديثة، وكان المواطن المصرى دوما فى المقدمة، فالتغيير يتم بأيد مصرية ولا يهدف إلا لتحسين حياة المصريين وحصولهم على الخدمات بسهولة ويسر والأهم بكرامة وإنسانية.
على مدار أيام وشهور تعمد كارهو الوطن وأهله فى الداخل والخارج إثارة سؤالهم الفلسفى.. وماذا يستفيد المواطن من المشروعات القومية وما العائد عليه؟ سؤال يكشف عن المرض الذى فى قلوبهم.. يكشف كراهيتهم لرؤية مصر تتقدم إلى الأمام بخطوات ثابتة وسط تحديات جسيمة ومصاعب إقليمية ودولية لا تخطئها العين، الشعب اجتمع على كلمة سواء خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى لتحقيق النهضة، وثقة الشعب فى الرئيس كانت كلمة السر التى عبرت بمصر من عنق الزجاجة إلى آفاق المستقبل.
ولكن هل يشعر المواطن بعائد ٢٥٤٢ مشروعا فى الاسكان والمياه والصرف الصحى والطرق والكبارى.. قطعا يشعر ويلمس بنفسه الانجاز على الارض.. المواطن الذى كان يعيش فى منطقة خطرة حياة لا آدمية وحياته مهددة فى كل ثانية، يشعر بالانجاز بعد نقله إلى شقة مفروشة فى منطقة متكاملة المرافق والخدمات، المواطن الذى كان يقضى ربع يومه وحياته يعانى أزمة المواصلات والطرق ويضيع وقته ومعه صحته فى الانتظار الطويل يشعر بأهمية الطرق الجديدة، التى أعادت له الحياة والإنسانية، مئات الآلاف يتقدمون للحصول على شقق الاسكان الاجتماعى ودار مصر ألا يشعرون؟ الشعب الذى كان انقطاع الكهرباء عادة يومية لديه ألا يشعر بالتغيير والانجاز؟.. المواطن الذى كان لا يجد لتر بنزين وسولار ألا يشعر بما حدث؟ أهالينا فى المدن والقرى ألا يشعرون بوصول المياه النقية إليهم وأن مشروعات الصرف الصحى عرفت طريقها إليهم أخيرا؟ والأهم المشروعات القومية التى وفرت ٣٫٥مليون فرصة عمل وفتحت بيوت العمال بدخل ثابت وكريم ألم يصل إليهم الانجاز؟.. المصانع التى أعيد فتحها ألا يشعر عمالها وأصحابها؟ 
فى كل مجال الانجاز تلمسه الايدى وتراه العيون، وعائده يصل بشكل مباشر إلى المواطن، المشروع القومى لعلاج فيروس سى ألم يشعر به المرضى؟.. مشروعات تكافل وكرامة ألم تصل لأهلنا البسطاء ليعيشوا حياة كريمة؟ رغيف الخبز ألا يصل للمواطن بكرامة ودون أن يتم سرقته؟ الفساد الذى كان أسلوب حياة ألا تتم مواجهته بحسم وقوة ليتحقق العدل ويحصل كل مواطن على حقه؟
خلال الأيام الماضية لمسنا جهدا حقيقيا للسيطرة على غول الأسعار، إتاحة للسلع كافة ورقابة مستمرة فتوقف الارتفاع الجنونى وهبطت الاسعار ولو قليلا، أليس كل ما حدث شعر به المواطن ولمسه؟ الحقيقة أن ما حدث على أرض مصر من انجاز يساوى ما حدث خلال ٣٠ سنة كاملة، والمؤكد أن المصارحة والشفافية كانتا عنوانا للعمل والانجاز.
الحقيقة الثابتة أن العمل والإنتاج وحده هو الكفيل بحل مشاكل الشكوى من الأسعار وقلة الدخل، وإذا كانت المشروعات القومية ساهمت فى تراجع البطالة بشكل كبير، إلا أننا مازلنا فى حاجة لتغيير ثقافة العمل خصوصا لدى الشباب، ونأمل أن تساهم المصانع الأربعة آلاف الجديدة للمشروعات الصغيرة فى العلاج.
عندما يتحكم الضمير وتتواصل الرقابة سنشهد تراجعا أكبر للأسعار.. ومع خروج منتجات المشروعات القومية للأسواق ستتراجع الأسعار ومع كل ضربة يتم توجيهها للفساد تتحسن الأحوال.
من المؤكد أن المواطن يشعر ويستفيد من كل انجاز ومشروع.. لكن الطريق مازال طويلا، فالكارهون بالداخل والخارج يريدون تعطيل المسيرة.. لكنها ستستمر وبسواعد المصريين سيتحقق الحلم ويكتمل البناء.