«الجارديان»: صمت دولي تجاه الإبادة الجماعية لمسلمي الروهينجا

معاناة مسلمي الروهينجا
معاناة مسلمي الروهينجا

أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن تحذير الأمم المتحدة الصارم، في منتصف شهر ديسمبر الماضي، بشأن احتمالية وجود إبادة جماعية لمسلمي الروهينجا في ميانمار، قوبلت بصمت دولي مريب، وهو ما يشير إلى وجود رغبة "محدودة" للتدخل الإنساني القوي والفعال، حتى في أقسى الظروف مثل الأوضاع في ميانمار.
وأعادت الصحيفة البريطانية -في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- إلى الأذهان تعهد المجتمع الدولي، وقت حدوث الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا، والتي بدأت بأعمال عنف واسعة النطاق في 7 أبريل واستمرت حتى منتصف شهر يوليو عام 1994، وذلك عندما وقعت اشتباكات بين قبيلة الهوتو والتوتسي، وقُتل خلالها ما يقرب من مليون شخص، وحينها تعهد المجتمع الدولي بعدم تكرار مثل هذه الأحداث، غير أن ما يحدث الآن في ميانمار أعاد تكرار السيناريو مرة أخرى.
ولفتت "الجارديان" إلى تصريحات المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة زيد رعد الحسين، التي وصف خلالها الهجمات المنظمة التي تشنها القوات العسكرية في ميانمار والميليشيات المدنية ضد مسلمي الروهينجا، بالتطهير العرقي، مشيرة إلى أن الصمت المُطبق حيال تصريحاته يعكس حقيقة عدم وجود أي دعم لاتخاذ إجراءات في ميانمار.
وقالت الصحيفة إن الافتقار إلى الإرادة السياسية يعد فقط أحد الأسباب التي تكشف عدم قدرة المجتمع الدولي على وقف عمليات القتل الجماعي في ميانمار، وأشارت إلى تنبؤ المفوض السامي لحقوق الإنسان بأنه قد تمثل الزعيمة الرمزية لميانمار أونج سان سوتشي والقائد العسكري مين أونج، أمام محكمة من المفترض أن تكون مرجعا للمحكمة الجنائية الدولية، غير أن ميانمار مثل سوريا واليمن، ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية وتقع خارج اختصاصها، والطريقة الوحيدة لمثول زعماء ميانمار أمام القضاء، هي إحالتهم عن طريق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للمحكمة الجنائية الدولية، وهو الأمر الذي لن تسمح به الصين.