فيديو.. حرب حواس والآثار على «جسد رمسيس»

أحد تماثيل رميسي الثاني
أحد تماثيل رميسي الثاني

وكأنه تمثال مثير للمشاكل، فرعون مشاغب من الدرجة الأولى، لا يعرف استقرارًا في موقع أو متحف محدد، جميعها حقائق أثبتها تمثال «رمسيس الثاني» عبر عشرات السنين.

من جديد، يدخل رمسيس الثاني دائرة الحرب بين مسئولي الآثار السابقين والحاليين، بعد اتهامات وجهها الدكتور زاهي حواس -  وزير الآثار الأسبق عن أزمة تحريك التمثال لأمتار معدودة لنقله داخل المتحف المصري الكبير.

ولا ينسى المصريون، لحظة نقل مشهد نقل تمثال رمسيس إلى ميدان باب الحديد «ميدان رمسيس»، مارس 1955، ثم خروجه من الميدان نفسه في عام 2006 لإنقاذه من العشوائيات، ليستقر في موقعه الجديد بالمتحف الكبير، وهو ما لم يتم نهائيًا حتى الآن.

«حواس» يطلق الشرارة 

قنبلة المدفع الأولى أطلقها «الدكتور زاهي حواس -  وزير الآثار الأسبق»، حين اتهم المسئولين بوزارة الآثار، وتحديدًا المتحف المصري الكبير بـ«العجز» عن نقل تمثال رمسيس لـ200 متر فقط.

وخلال لقائه ببرنامج «على مسئوليتي»، في 17 ديسمبر الماضي، سرد «حواس» قصة نجاحه في نقل التمثال من ميدان رمسيس في قلب القاهرة إلى منطقة الأهرامات بالجيزة؛ بل ووصوله في موعده المحدد، قائلا: «اتنين وحيدين ناموا ومش خايفين من نقل التمثال في نفس اليوم، إبراهيم محلب وأنا، محلب راجل ملتزم وعارف هو بيعمل إيه، عملنا حاجة اسمها الالتزام في العمل، كنا عارفين إحنا بنعمل إيه، وفاروق حسني قالي: يا زاهي التمثال دا لو وقع أنا هاستقيل وأمشي».

خبير الآثار العالمي فتح نيران أسلحته على مسئولي الآثار، بقوله: «عبدالحليم نور الدين وجاب الله علي جاب الله – مسئولين سابقين بالوزارة - كلهم أخدوا قرار النقل وما عرفوش ينقلوه؛ لكن مهندس عبقري طلع بفكرة عبقرية ليس لها مثيل ونجحنا في نقله.. التمثال دلوقتي مش عارفين ينقلوه 200 متر، محلب وقتها قالي قوم روح ونمت فعلا وصحيت الساعة 6، ورحت الهرم أقابل رمسيس الساعة 7 ووصل بالثانية، وأنا أؤمن بالعمل من خلال فريق العمل، عشان تنجح لازم يبقى كل واحد فاهم هو بيعمل ايه».

عجز مالي يا «سيادتك» 

بمجرد طرح كلمات الدكتور زاهي حواس على «مجدي شاكر– كبير أثريي وزارة الآثار»، بدت ملامح الاستياء عليه، مؤكدًا أنه رغم احترام «قيمة وقامة» الدكتور زاهي إلا أنه لا يعلم أن عجزًا ماليًا تمر به الوزارة حاليًا يحول دون الإسراع في عملية النقل.

وأضاف «شاكر»: «حضرتك قامة أثرية نحترمه وتصلح للترويج للسياحة، وكان لك دور أثناء قيادة سيادتكم كأمين عام أو وزير آثار أسبق؛ لكن نعلم أن سيادته أثناء نقل تمثال رمسيس الثاني من ميدانه للمتحف أخذ كثيرًا من الدراسات الفنية والتجارب، ونفذت شركة مقاولات كبرى وصممت سيارة وصندوق خاص بذلك، وتكلف ذلك ملايين الجنيهات من حساب وزارة الآثار، التي كانت تمتلك ودائع في البنوك بالمليارات، غير أموال المعارض الخارجية التي بلغت 12 معرضًا في نفس الوقت والمنح والهدايا للمتحف، والتي بلغت الملايين، وكل ذلك شبه غائب حاليًا».

لم يكتف كبير الأثريين بكلماته السابقة؛ بل واصل حديثه: «لا يعلم سيادته أن أثريي ومرممي وفني الوزارة هم من أنقذوا ونقلوا تمثال المطرية الضخم، وهم من جمعوا وأقاموا تمثال رمسيس الثاني أمام معبد الأقصر وغيروا تاريخ شكل المعبد عندما عجزت كثير من البعثات الأجنبية عن ذلك، ورغم قلة الإمكانيات المادية وقلة التكاليف أقاموا التمثال، وشهد لهم كل من حضر وشاهد هذا الحدث، وكل ما سبق يثبت أنهم قادرون على نقل التمثال من مكانه ووضعه في مكانه في طريق الملوك».

 2018.. عام الفرج
مصدر مسئول بوزارة الآثار أوضح لـ«بوابة أخبار اليوم» أنه سيتم خلال يناير المقبل نقل تمثال الملك رمسيس الثاني الموجود حاليًا في المتحف المصري الكبير لمسافة 400 متر، وليس 200 متر كما ذكر دكتور زاهي- أي أنه سيتم نقله لمكان عرضه في بهو مبنى المتحف».

ولفت المصدر إلى أن شركة المقاولون العرب هي نفسها التي ستتولى مسئولية نقل التمثال، بعد الانتهاء من كافة الدراسات اللازمة لتحديد المسار الأمثل لنقله، وذلك باستخدام رافعات خاصة وبمنظومة ناقلات ميكانيكية دقيقة، لتحافظ على اتزانه في حالة رأسية طوال مرحلة النقل اللازمة.

وبحسب المصدر فإنه سيتم تغطية عملية نقل التمثال عالميا ومحليا، مؤكدًا أنه في 25 أغسطس 2006 تم نقل هذا التمثال من ميدان رمسيس لحين الانتهاء من إنشاء المتحف المصري الكبير، وكان بمثابة يومًا تاريخيا شاهده الملايين بكافة أنحاء العالم.

ولم يستطع وزير الآثار، الدكتور خالد العناني، الصمت كثيرًا أمام تصريحات حواس، فتحدث عن أن عملية نقل تمثال رمسيس الثاني؛ ستكون في موكب مهيب يليق به كواحد من أهم ملوك مصر العظام.

أما الدكتور طارق توفيق المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير فأوضح أن عملية نقل التمثال لمكان عرضه بالبهو العظيم هذه المرة لا تقل أهمية عن عملية نقله في عام 2006 من ميدان  رمسيس، حيث أنه سيكون أول تمثال يتم عرضه بالمتحف كخطوة أولى نحو افتتاحه الجزئي والمقرر له 2018.