كيف احتفل الفراعنة برأس السنة " أعياد الكريسماس " 

الكريسماس الفرعوني
الكريسماس الفرعوني

مصر تحتفل والعالم بأعياد الكريسماس "الميلاد" ويزينون أشجارها بكرات ذهبية خضراء وحمراء ويحلمون بـ"بابا نويل "ليحمل لهم الهدايا ويأكلون ويلبسون الملابس الجديدة ولكن كل هذه المظاهر ،لا يعلم الكثيرون أن أجدادنا المصريين القدماء هم من بدأوا كثيرا من هذه المظاهر وكانت البداية منهم فتعالوا نتعرف على ذلك من خلال بوابة أخباراليوم ، مع د. مجدى شاكر كبير أثأريين وزارة الآثار.

وأضاف شاكر، أن كلمة الميلاد christmas مكونة من مقطعين christ ومعناها المخلص وهو لقب للسيد المسيح mas مشتقة من كلمة فرعونية معناها الميلاد بمعنى "ميلاد المخلص" وكانت السنة المصرية القديمة تبدأ بشهر توت"سبتمبر" وهو الشهر الرابع لموسم الفيضان، حيث كان هناك مرصد فلكي في منف يحدد بداية فصل الفيضان عندما تظهر نجمة الشعري اليمانية (سوبديت) في السماء بما يسمى بالاحتراق الشروق ،حيث كانت كل أعيادهم ترتبط بالزراعة ومازالت أسماء هذه الشهور فى ريفنا مثل طوبة وأمشير وبرهمات وكلها أسماء لأشهر السنة القبطية، المأخوذة من المصرية القديمة وكانت هذه الأشهر تكتب على تروسية الجرائد في الماضي، ونطالب بعودتها ثانية،ومن مظاهره احتفالهم برأس السنة؟
كان الاحتفال برأس السنة من أقدم التقاليد التي ظهرت في مصر القديمة وكان احتفالهم بعيد رأس السنة في الليلة الأولى من شهر توت، وقد أمدتنا المناظر المنقوشة على جدران سلم الصعود إلى معبد دندرة، وسقف مقبرة سنموت في الدير البحري، بما يدل على أن الاحتفال كان يقام في المقصورة العلوية الموجودة فوق سطح المعبد وكان يصاحب ذلك عمل الكعك والفطائر، وانتقلت بدورها من عيد رأس السنة لتلازم مختلف الأعياد التي جعل لكل منها نوع خاص به، وكانت الفطائر مع بداية ظهورها في الأعياد تزين بالنقوش والطلاسم والتعاويذ الدينية.
وأكد شاكر، أن عيد رأس السنة اتخذ في الدولة الحديثة طابعاً دنيوياً، وخرج من بين الأعياد الدينية العديدة ليتحول إلى عيد شعبي له أفراحه.

 


وتابع شاكر ، وكانت طريقة احتفال المصريين به تبدأ بخروجهم إلى الحدائق والمتنزهات والحقول يستمتعون بالورود والرياحين، تاركين وراءهم متاعب حياة العام وهمومه في أيام النسئ الخمسة المنسية من العام، ومن الحياة حيث كانت سنتهم تقسم لأثنى عشر شهر كل شهر ثلاثون يوم ٣٦٠ يوم فقط، وتستمر احتفالاتهم بالعيد خلال تلك الأيام الخمسة، التي أسقطوها من التاريخ ،خارج بيوتهم وكانوا يقضون اليوم في زيارة المقابر، حاملين معهم سلال الرحمة كتعبير عن إحياء ذكرى موتاهم كلما انقضى عام، ورمزا لعقيدة الخلود التي آمن بها المصريون القدماء.


كما كانوا يقدمون القرابين للآلهة والمعبودات في نفس اليوم لتحمل نفس المعنى، ثم يقضون بقية الأيام في الاحتفال بالعيد بإقامة حفلات الرقص والموسيقى ومختلف الألعاب والمباريات والسباقات وسائل الترفيه والتسلية العديدة التي تفننوا في ابتكارها.


من أكلاتهم المفضلة في عيد رأس السنة "بط الصيد" و "الأوز" الذي يشوونه في المزارع، والأسماك المجففة التي كانوا يعدون أنواعاً خاصة منها للعيد.


أما مشروباتهم المفضلة في عيد رأس السنة فكانت "عصير العنب" أو "النبيذ الطازج" التخمير حيث كانت أعياد عصر العنب تتفق مع أعياد رأس السنة، ومن العادات التي كانت متبعة خاصة في الدولة الحديثة الاحتفال بعقد الزواج مع الاحتفال بعيد رأس السنة، حتى تكون بداية العام بداية حياة زوجية سعيدة.


كما كانت تقام أعياد ختان الأطفال ومن التقاليد الإنسانية التي سنّها المصريون القدماء خلال الأيام الأعياد أن ينسى الناس خلافاتهم وضغائنهم ومنازعاتهم، فتقام مجالس المصالحات بين العائلات المتخاصمة، وتحل كثير من المشاكل بالصلح الودي والصفح وتناسي الضغائن.


وكانت تدخل ضمن شرائع العقيدة، حيث يطلب الإله من الناس أن ينسوا ما بينهم من ضغائن في عيده المقدس، عيد رأس السنة التي يجب أن تبدأ بالصفاء، والإخاء، والمودة بين الناس.


كان من التقاليد المتبعة أن يتسابق المتخاصمون،و كل مع أتباعه وأعوانه لزيارة خصمه أو عدوه، فيقتسم الضيف مع مضيفه، أو الخصم مع عدوه، كعكة العيد بين تهليل الأصدقاء وتبادل الأنخاب تأكيداً لما يقوله كتابهم المقدس كتاب الموتى.
"إن الخير أقوى من الشر والمحبة تطرد العداء ، وهكذا كان كثير من القضايا يُحل ودياً في العيد، ويتسابق كل إلى بيت خصمه، أو عدوه بصحبة أصدقائه ليكون له السبق في الصالح حتى ينال بَرَكة الإله في العيد المقدس كما تنص على ذلك تعاليم العقيدة".
كما شاهد عيد رأس السنة لأول مرة، استعراض الزهور "كرنفال الزهور" الذي ابتدعته كليوباترا ليكون أحد مظاهر العيد عندما تصادف الاحتفال بعيد جلوسها على العرش مع عيد رأس السنة.
وعندما دخل الفُرس مصر احتفلوا مع المصريين بعيد رأس السنة وأطلقوا عليه اسم "عيد النيروز" أو "النوروز".
ومعناه باللغة الفارسية "اليوم الجديد" وقد استمر احتفال الأقباط به بعد دخول المسيحية وما زالوا يحتفلون به حتى اليوم كما ظلت مصر تحتفل به كعيد قومي حتى العصر الفاطمي عيد شــــــجرة عيد الميلاد .
فى اليوم 15كيهك ،فى مثل هذا اليوم من كل عام كان عظماء المصريون يحتفلون في العاصمة المقدسة أبيدوس , بعيد شجرة أوزير , أمام معبـده , فيأتون بأكثر الأشجار إخضراراً لنصبها، وزرعها في وسط الميدان , الذي يكتظ بالرجال والنساء , الأطفال والشباب , الفقراء والضعفاء انتظارا للهدايا والعطايا , حيث يُلقون بطلباتهـم وأمنيــاتهم مكتوبة على الشقافات والبرديات , تحت شجرة المعبود أوزيـر فيحققها لهم الكهنة , قدر الإمكان، الرأي الأخر لأصل الشجرة نتذكر جميعًا أسطورة الثالوث المقدس في الأساطير الفـــرعونية القديمة، والتي تمثل صراع البشرية بين الخير والشر, وكان طرفي النزاع فيها هما أوزيريس وست رمزا الخير والشر، وبعد أن القي ست تابوت أخيه أوزير نبتت حوله
شجرة ضخمة وارفة الظلال حوت التابوت في أحضانها بأمان،وكان في بيبلوس هذه ملكة جميلة هي الإلهة عشتروت التي خرجت ذات يوم تتريض فبهرتها الشجرة الجميلة النادرة فوقفت مشدودة من الدهشة وأمرت بنقلها إلى حديقة قصرها.
ومضت "إيزيس" إلى بيبلوس ودخلت على الملكة عشتروت التي أكرمت وفادتها واتخذتها نديمة لها، وكانت إيزيس كلما أقبل المساء تحول نفسها بقوتها السحرية إلى نســـر مقدس فتحلق في السماء وتحوم حول الشــــجرة تناجي روح زوجها، ثم حدثت المعجزة وحملت "إيزيس" من روح "أوزوريس"فحملت الطفل حورس في أحشائها ورجعت إلى أرض مصر حيث أخفــــته بين سيقان البردي في أحراش الدلتا إلى أن كبر وحارب الشر وأعوانه وخلّص الإنسانية من شرورت".
وبعد ولادة حورس عادت إيزيس إلى بيبلوس وأرادت عشتروت ،الملكة مكافأتها فطلبت منها إيزيس أن تهديها جذع الشجرة الذي يضم تابوت زوجها فأهـدته لها, وأمرت حراسها أن يحملوا جذع الشجرة إلى سفينة أعدتها لها, لتحملها هي وشجرتها المقدسة وتبحر بها إلى أرض مصر.
ولما وصلت أرض مصر أخرجت الجثة من تابوتها ونفـخت فيها من أنفاسها فردت إليها الحياة , فباركها أوزوريــس هي وابنها حورس ،ثم صعد إلى الســـــماء, ليعتلي العرش ويصير ملكًا للعالم الآخر ورئيسها لمحكمة الآخرة وقيّمًا على الجنة والنار، أما إيزيس فقد أطلق عليها المصريون القدماء اسم "موت نتر" أي الأم المقدسة التي تمنح الحـــــياة وتفرج الكروب وتشرح الصدور،وكان للثالوث المقدس من الحب والاحترام في نفوس المصريين ،واستمر اعتقادهم بهذه القصة على مدار التاريخ القديم خصوصًا خلال فترات المحن والاضمحلال والأمل في الثالـــــوث المقدس ،للنجاة فكان عيد الميلاد أو عيد أوزوريس وتمثيل الإله وقيامته ،من أعز ما يحتفل به المصريون ومن أهم أعيادهم الدينية نسبة إلى حورس من روح الإله.
وكان يحتفل بهذا العيد في أول شهر كيهك "كا هي كا" أي "روح على روح" ،الذي سمي بهذا الاسم نسبة إلى ميلاد 
حورس من روح الإله, وهو رابع أشهر التقويم المصري حين تنحسر مياه الفيضان فتعود الخضرة إلى الأرض التي ترمز إلى بعث الحياة، وقد اصطلح المصريون القدماء على تهنئة بعضهم البعض بقولهم "سنة خضراء" وهي من الاصطلاحات العامية التي عبرت القرون وما زلت تعيش على شفاهنا.
ومن أسطورة الثالوث المقدس أو أسطورة الميلاد نرى أن أوزريس قد عاش ومات وردت إليه الحياة ثانية فأصبح شــجرة خضراء، لذا كان المصريون القدماء يرمزون للحياة المتجددة بشجرة خضراء،وكان أهم تقاليد عيد الميلاد عندهم الاحتفال بشـــــجرة الحياة التي يختارونها من الأشجار الدائمة الخضرة, التي تحتفظ بخضرتها طوال العام وقد سرت هذه العادة من الشرق إلى الغرب ،فخرجت من مصر ومنها إلى بابل ثم عبرت البحر المتوسط لتظهر في أعياد الرومان, ثم تعود لتظهر مرة أخرى في أعياد ميلاد السيد المسيح وشجرة الكريسماس الخضراء, والتي يختارونها من الأشجار التي تحتفظ بخضرتها طوال العام كالسرو والصنوبر.
وهناك نجد مناظر كثيرة صورت على الآثار المصرية لألهه الشجرة ( حتحور ) والتىى سميت سيدة شجرة الجميزه حيث نجد شجرة بين يديها أبريق تصب منه الماء الأموات والسائلين وكان المعبودة سشات أو تحوت معبودا الكتابة والعلم يكتبون أسماء وألقاب الفرعون على أوراق هذه شجرة إذا ما أشبه الليل بالبارحة وكنا الأسبق فى كل شئ.