حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: من الروضة لمارمينا.. العقيدة واحدة والمؤامرة مستمرة !!

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

من جديد.. تتجدد أحزان الجمعة.. هذا اليوم المشهود لدى المسلمين.. يوم الصلاة والدعاء والتقرب إلى الله.. وأيضا يوم الراحة والسكينة والترفيه.. حوله المجرمون أعداء الحياة.. إلى يوم للدم والسعي في الأرض فسادا.. فلم نكد نفيق من أحزان مسجد الروضة ببئر العبد.. حتى حاول أعداء الله أن يحولوا أمس الأول ليوم دم مماثل في بيت أخر من بيوت الله سبحانه.. ألا وهو كنيسة مارمينا بحلوان.. لكن يقظة رجال الأمن منعت بحر دم جديد لأبناء الوطن.. وتجسدت ملحمة البطولة بتكاتف المواطنين مع الشرطة في رسالة واضحة للجميع بالوحدة في وجه أعداء الوطن ومخططات إسقاطه.

وما بين مسجد الروضة وكنيسة مارمينا.. يتأكد من جديد أن الإرهاب لا دين له.. ويتأكد أيضا ما قلناه مرات عديدة أن مصر تخوض حربا ضروسا.. هى الأخطر في تاريخنا.. ضد المحاولات التي لا تهدأ لتفتيتها وتشتيت جهودها الحثيثة لبناء الدولة الحديثة الرائدة والقائدة بمنطقتها والعالم أجمع.. وإن كنا وصفنا تلك الحرب بأنها الأخطر والأشرس لمصر فذلك لعدة أسباب.. أولها أن هذه الحرب لا نخوضها ضد طرف واحد.. فمخطئ من يتصور أننا نحارب مجموعات من فئران الإرهاب الأسود التي تحاول إلصاق نفسها بالإسلام تحت مسميات عديدة.. وبأفكار تتقاطع وتتلاقى كلها في بوتقة واحدة.. لا تمت لدين الوسطية والسماحة بصلة.. ألا وهى القتل والتخريب.. لكن الأخطر من يقف وراء تلك المجموعات الإرهابية.. دول ومنظمات وأجهزة مخابرات تلاقت جميعها في هدف واحد ألا وهو التربص بمصر ومنع استقرارها ووقوفها على أرضية ثابتة من التنمية والنمو.. والإرهاب أحد وسائلهم في تحقيق هذا الهدف.. بإدخال مصر في دائرة لا تنتهي من العنف والعمليات الإرهابية.. لتشتيت جهودها وزعزعة ثقة المواطنين في حكومتهم وأجهزتهم الأمنية.. لذا نجد أن تلك الجماعات المارقة حتى وإن كانت نفسها شرذمة من المجرمين.. لكن لها ظهير قوى ومنظم.. يقوم بالتخطيط والتمويل والخدمات اللوجستية والتسليح.. وتقوم تلك الجماعات بالتنفيذ الأعمى.. وما أدل على ذلك من إرهابهم الأسود الذي لا يفرق بين الركع السجود بالمساجد.. أو المصلين الخاشعين بالكنائس.. فعقيدة هؤلاء واحدة..القتل والتخريب تنفيذا لأوامر ومخططات مموليهم.

ليس الإرهاب وحده وسيلتهم كما قلنا.. فهناك المحاولات المستميتة لحصار مصر اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وبمختلف المجالات.. ونرى هذا واضحا جليا فيما يحدث بملف سد النهضة.. ومحاولات ضرب السياحة والاقتصاد.. والتربص بمصر في المحافل الدولية.. تارة باللعب على الأقباط وما يسمونه الملف القبطي رغم أن الأقباط جزء أصيل من نسيج المجتمع أحزاننا وأمالنا واحدة.. وتارة أخرى بإثارة المغالطات حول حقوق الإنسان من منظمات أخر ما تفكر فيه هو حقوق الإنسان.. لكنها مثل الجماعات الإرهابية.. مرتزقة تنفذ أوامر مموليها ومخططيها.

ولا يعتقد أي عاقل أننا سنهزم كل هذه المخططات بين عشية وضحاها.. بل على العكس تماما.. فما تشهده مصر حاليا في كافة المجالات يدفع المتربصين لمضاعفة مخططاتهم.. هل هؤلاء سعداء بهذا الكم غير المسبوق من المشروعات القومية الكبرى التي يتم وضع بذورها لتضرب في أعماق وطننا وننتظر أن تؤتى أكلها بإذن ربها وصبر شعبنا وإخلاص قادتنا خيرا ونماء يغير وجه البسيطة بمصرنا الحبيبة.. فكلما زدنا من تلك المشروعات زاد حقد المتربصين.. وهل نجاح سياستنا الخارجية والسعي الحثيث لاستعادة مصر مكانتها المستحقة.. وهذا التنوع الحقيقي وغير المسبوق في تسليح وتطوير جيشنا.. ونجاح دبلوماسيتنا في إفشال كافة المخططات لتفتيت منطقتنا.. هل سيمر كل هذا علينا بردا وسلاما

بالتأكيد لن يمر.. لكن ما حدث من بسالة الشرطة وتلاحم الشعب معها في إفشال حادث كنيسة حلوان يمنحنا الأمل.. وبثقة في الله أولا.. ووعي شعبنا.. وثبات وبسالة جيشنا وشرطتنا.. وإخلاص وذكاء ووطنية قيادتنا.. فبكل هذا فليفرح المصريون.. إن وعد الله ونصره حق وقريب لهم جميعا وليخسأ الحقدة والمرجفون !!