من أطفيح إلى مار مينا.. الخبراء: «الحرم الأمني» أنقذ الكنيسة مــن كارثة

مار مينا
مار مينا


اتفق خبراء الأمن على أن يقظة رجال الشرطة ساهمت بشكل كبير في إحباط العملية الإرهابية التي وقعت أمام كنيسة مارمينا بحلوان، وذلك من خلال سرعة رد الفعل والتعامل الفوري مع العناصر الإرهابية المنفذة حيث تم إصابة أحدهما والتحفظ عليه بعد فشله في تفجير العبوة الناسفة التي كانت بحوزته.
ويؤكد اللواء رضا يعقوب خبير مكافحة الإرهاب الدولي أن رجال الأمن نجحوا في تحقيق مفهوم الضربات الاستباقية خلال تعاملهم مع هذا الحادث الذي كان من الممكن أو يودى بحياة المئات لو نجحت العناصر الإرهابية في تنفيذ العملية وتفجير العبوة الناسفة التي كانت في حوزتهما، مشيرا إلى أن الاستعداد المبكر الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية منذ يومين والخطة المحكمة التي وضعتها لتأمين الكنائس واحتفالات الإخوة الأقباط بأعياد الميلاد كانت السبب الرئيسي في فشل هذه العملية التي كانت تهدف إلى زعزعة الثقة عند المواطنين في أجهزة الأمن.
وأوضح اللواء يعقوب أن عمليات القبض المتتالية للعناصر الإرهابية من قبل أجهزة الأمن تسببت في حالة من الارتباك داخل صفوفهم دفعتهم للقيام بمثل هذه العمليات في محاولة لإثبات وجودهم على الأرض ولكن ينبغي اتخاذ الحيطة والحذر خلال الفترة القادمة لأن المخطط لم ينته بعد ومازالت الدول والأجهزة المختلفة التي تستهدف مصر تمول وتدعم مثل هذه الجماعات الشيطانية وينبغى أيضا ألا ننسى ما صرح به الإخوانى التركي رجب طيب أردوغان منذ أيام بأن فلول داعش التي هربت من سوريا تم توجيههم إلى ليبيا وسيناء وتجميع هذه الفلول الهاربة واستخدامهم فى مثل هذه العمليات الإرهابية متوقعة.
محيط آمن
ومن جانبه يرى اللواء أشرف أمين مساعد وزير الداخلية السابق إن السبب الرئيسي في إفشال العملية الإرهابية التى وقعت صباح أمس أمام كنيسة مارمينا بحلوان هو قيام الأجهزة الأمنية بعمل محيط آمن للكنائس قبل أيام من احتفالات الأقباط بأعياد الميلاد والابتعاد عن حرم هذه الكنائس بمسافة حتى تتحقق فكرة التأمين عن بعد والأهم من كل ذلك هو جهاز المعلومات بوزارة الداخلية الذى يلعب دورا كبيرا فى رصد وتتبع العناصر الإرهابية التى تقوم بمثل هذه العمليات، مشيرا إلى أن هناك إستراتيجية جديدة يتبعها الإرهابيون للهجوم على المناطق الحيوية فى مصر، بإطلاق الرصاص، بعد أن فشلوا فى الدخول إلى الكنيسة لتفجيرها.  وأضاف مساعد وزير الداخلية السابق، أنه بسبب التشديدات الأمنية لم يستطع منفذو الحادث الدخول إلى الكنيسة كما حدث فى وقائع مشابهة. وأوضح أن رجال القوات المسلحة والشرطة يبذلون جهدا كبيرا فى محاربة الإرهاب وأبنائنا لديهم تاريخ كبير سيتم تدريسه بعد ذلك حيث إن هذه الفترة تعتبر حربا وأكثر من الحرب لأنك تحارب عدوا خفيا.
استهداف المصريين
ويرى اللواء ضياء عبد الهادى، الخبير الأمني، أن الجماعات الإرهابية تحاول تنفيذ عمليات تحقق أكبر خسارة للدولة المصرية وتساهم في الإعلان عن نفسها، خاصة مع الضربات الناجحة لقوات الجيش والشرطة في سيناء وغيرها من الأماكن. وأضاف أن الإرهاب يتوجه للكنائس فى الفترة الحالية نظرا لكونها فترة أعياد وبالتالي هو يسعى لاستهداف أكبر عدد ممكن من المواطنين، بالإضافة إلى رغبته فى خلق جو من الفتنة الطائفية للحفاظ على تمويله الخارجي، مشيرا إلى أن الاستعداد الجيد وتوافر المعلومات وحسن التوقع من قبل العناصر المكلفة بتأمين الكنيسة كان كفيلا بمنع وصول العناصر الإرهابية إلى حرم الكنيسة والقيام بالعملية وبالتالي إسقاط اكبر عدد من الضحايا. 
وأوضح اللواء ضياء عبد الهادى أن تعامل الأجهزة الأمنية مع هذا الحادث كان يهدف إلى تحقيق غرضين رئيسين هما أن يتم منع الجريمة قبل وقوعها وضبط العناصر المكلفة بالتنفيذ وهو ما نجحت فيه بالفعل القوات الأمنية، حيث تم إحباط العملية وإصابة احد العناصر المشاركة فى التنفيذ والتحفظ عليه لاستخدامه في الإرشاد عن الجهة التى تقف وراءهم وضبط باقى العناصر التى شاركت معه في تنفيذ العملية.
حرب بالوكالة
وكشف اللواء علاء بازيد الخبير الأمني ومدير مركز الدراسات الأمنية والإستراتيجية عن نجاح الأجهزة الأمنية المختلفة في إجهاض أكثر من 90% من العمليات التي كان من الممكن ان تقع الفترة الماضية سواء من خلال الضربات الاستباقية قبل تنفيذ مثل هذه العمليات أو بالتعامل الأمني الاحترافى مع هذه العناصر أثناء قيامهم بمثل هذه العمليات.. موضحا أن الإرهاب لا دين له والجماعات الإرهابية لا تفرق بين مسلم ومسيحي لأن هدفها الأساسي هو زعزعة الاستقرار وإشعال الفتنة وضرب مؤسسات الدولة المختلفة ومن ضمنها الكنائس والمساجد ونعلم جميعا أن ما تقوم به هذه العناصر الإرهابية هو حرب بالوكالة وما يحدث تدعمه دول وأجهزة مخابرات عينها على ضرب الاستقرار فى مصر وخنق الاقتصاد وتخويف الشعب الذي أصبح المستهدف الأول لتلك العناصر، مؤكدا انه من لا يؤمن بنظرية المؤامرة فهو متآمر بالفعل على الدولة المصرية التى تحارب الإرهاب بالنيابة عن العالم كله.
وأوضح اللواء علاء بازيد أن كل الدول التي تعرضت لحروب وعمليات إرهابية هاجرت شعوبها إلى الخارج إلا مصر الدولة الوحيد التي يقف فيها الشعب صامدا خلف القوات المسلحة والشرطة في حربهم على الإرهاب ومن هرب من مصر هم المرتزقة الذين يحاربون المصريين من الخارج وبالتالي لابد من الحسم والحزم واستخدام القوة المفرطة والغاشمة فى التعامل مع هؤلاء العملاء والخونة.