"رافائيل" في جنازة شهداء حلوان: "لماذا لا تجفف منابع الإرهاب من العقول"

الأنبا " رافائيل "- سكرتير المجمع المقدس
الأنبا " رافائيل "- سكرتير المجمع المقدس

قال الأنبا "رافائيل"، سكرتير المجمع المقدس في كلمته خلال قداس صلاة جناز شهداء حادث كنيسة "مارمينا والبابا كيرلس" بحلوان : "انتهى الكلام وبح الصوت، وكنا نتساءل إلى متى هذا المسلسل المؤلم المهين.

تابع "رافائيل" في كلمته "ياما الكنيسة قالت ليست المعالجة الأمنية هي الحل والآن حتى رجال الأمن البواسل أصيبوا وقتلوا المشكلة في العقول الملوثة المتعفنة بالأفكار عديمة الإنسانية المشكلة ليست في الإنسان الذي يحمل سلاحًا لكن في الذي دفعه لحمل السلاح، فمجرد ما يمسك واحد سلاح بأيده أو يفخخ نفسه لابد أن تكون هناك خسائر مهما حاول الأمن أن يمنع. 

وتابع "علشان كده إحنا بح صوتنا بالمطالبة بتجفيف المنابع الفكرية للإرهاب، المشكلة مش في إن واحد إرهابي قتل، لأن عندهم في المخزن كتير من هذه النفوس الملوثة، ولا في الإنسان الإرهابي اللي بيقبضوا عليه حتى لو حكم عليه بالإعدام لسه عندهم كتير المشكلة في العقول التي تسبب الإرهاب.

وقال "رافائيل": "ونحن الآن لسنا أمام قضية تخصنا إحنا المسيحيين فقط لأننا عارفين إحنا هنروح فين وعارفين إن هؤلاء الذين نالوا إكليل الشهادة محظوظين لكن نحن أمام مشكلة وطن. لماذا لا تعالج هذه المشكلة على إنها مشكلة أمن قومي ؟ وهو فيه إيه أهم من حفظ البلد ؟ لماذا لا تحاكم العقول التي تشيع العنف والتعصب والإرهاب والكراهية؟ إحنا بنحاكم شخص - متأسف - غبي شيلوه سلاح وقالوا له "اقتل" وهو مغيب الفكر والعقل، ونترك من غيب فكره وعقله.

تابع " بقى لنا عقود من السبعينيات بنقول الإرهاب بيهدد البلد كلها، وبيطال الأمن، وأيضا هاجموا مسجد في العريش، مستنين إيه تاني عشان نعالج مشكلة الإرهاب في مصر؟، هل ينفع إن مصر أصل الحضارة تصدر الإرهاب للعالم كله ؟ إحنا أمام مشكلة يجب أن تنتبه إليها الأذهان أهم مشكلة تواجه مصر هي المعاقل التي تخرج الإرهاب والعنف والكراهية.

وتساءل "مين يصدق إن دي مبادئ ممكن أعيش بيها وأكون كاره للناس والحياة؟، واحد ماشي في الشارع بيقتل كل اللي يعدى من جنبه..!! إيه معنى الكلام ده؟!، مطالبا بوقفة حازمة أمام هذا المسلسل المرعب، في كل مرة نقف نتكلم ونقول نتمنى أن تكون دي آخر مرة نجتمع فيها في مأساة.

كما أكد "إحنا محتاجين زي ما دورنا في الكنيسة الصلاة ومساندة المؤمنين والكنيسة تقوم بهذا الدور ومش هتتخطاه لأن إحنا معندناش غير إننا نصلي، لكن فيه جهات أخرى مسئولة عن التعليم والإعلام وتجديد الفكر بطريقة جادة، البلاد اللي حوالينا سبقتنا في هذا وإحنا لسه في مصر قاعدين نقتل في الناس، يجب أن ينتبه الجميع، وإلا الخطر هيأكل الأخضر واليابس.

أضاف " إحنا بكل الإيمان وكل الرجاء بنودع هؤلاء الأحباء إلى اجمل مكان تشتهيه النفس والمشكلة مش عندنا، إحنا بنتعزى وبنتقوى وإيماننا بيزيد وثباتنا في المسيح بيقوى وتمسكنا بالإيمان والكنيسة بيزيد وشجرة الإيمان والكنيسة تروى بدماء الشهداء ودماء الشهداء بذور لشجرة الكنيسة.

ختم " رافائيل " كلمته بقوله " أرجو أن نرفع جميعًا قلوبنا للصلاة من أجل عزاء الأسر ومن أجل أن يقبل الله هذه النفوس ذبيحة مقدسة".