بتاع بنات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

سارت السيدة المسنة ببطىء تتكىء على ذراع شاب طويل القامة، والذي اضطر للانحناء بشدة يعطيها ذراعه، ترقب بعينيها الضيقتين الزحام الشديد داخل محكمة الأسرة بإمبابة.

 

وأمام موظفي مكتب تسوية المنازعات، انتابتها حالة من الخجل والخزي، ولم تعرف كيف تبدأ حديثها معهم، وبنظرات حائرة وصوت هادىء تطلب بألا يتعجبوا من سبب مجيئها وحضورها، خاصة بعد بلوغها سن الشيخوخة.

 

استطردت قائلة: حرصي على ماتبقى لي من سمعة، وبعيدًا عن زوجي العجوز الذي بلغ الـ70 عامًا، وأوقعني في العديد من المشاكل مع الجيران بسبب معاكسته للبنات تارة، وأمهاتهم تارة أخرى، غير أنه يمشي وراءهم في الشوارع، ويمطرهم بكلمات الغزل والعشق، ويتلصص وراء النساء طالبًا منهن أشياء تغضب المولى عز وجل، وما إن واجهته بأفعاله المشينة ينهرني وتصيبه حالة من التعصب، حاولت التقرب منه، واقترحت عليه الزواج من أخرى كي يشبع نزواته ورغباته، في محاولة أن يكف عن تصرفاته الصبيانية التي تسيء لسمعتي، وسمعة ابناءه وأحفاده.

 

فاض بي الكيل بعدما أصبح حديث المنطقة ولا يخلو مجلس من الحديث عنه واصفين إياه بالمجنون، وأفعاله لم تتغير، وفي آخر واقعة قام بمغازلة ابنة الجيران الجامعية التي في سن أحفاده، والسير خلفها، بذلت وابنائي معه المستحيل لردعه عما يقوم به لكن دون جدوى، طلبت منه الطلاق، والانفصال مرات عديدة لكنه رفض أيضًا، لذا لجأت إلى المحكمة لرفع دعوى خلع للتخلص منه، ومن تصرفاته التي جلبت لنا العار، وأضرت بسمعتي وسمعة أبنائه.