جريمة في العشة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

خيم الظلام والهدوء على القرية، وكأنما غطى وجهها ستارة سوداء ينبعث منها بصيص ضوء ضئيل، بينما جلس اللص وسط الزراعات التي تتراقص مع صفير الرياح.
    
انتظر حتى هدأت العيون، وتسلل بخفة الثعلب وسرعة الغزال متوجهًا إلى أحد المنازل التي قرر أن يقتحمها بعد مراقبته الدءوبة، صعد إلى سطح المنزل، وهرول مسرعًا داخل عشة الطيور المليئة بالبط، والأوز، انطلقت صيحاتهم مدوية تشق غياهب الظلام، لم يفكر ولو للحظة أن الخطر قادم لا محالة معتقدًا بأن أهل المنزل يغطون في نوم عميق، وإعتيادهم على سماع صيحات الطيور.

وبخطوات مثقلة، توجه صاحب المنزل العجوز يتفقد الوضع، وما إن وقعت عيناه على اللص داخل العشة، باغته اللص بضربة قوية أسقطته أرضًا، وانطلقت صرخات الاستغاثة يصاحبها ضجيج الطيور معلنة عن وجود زائر ليل غير مرغوب فيه.

تجمع أهل القرية الذين علت وجوههم علامات الهلع من هول الأصوات، حتى فوجئوا باللص يسقط من أعلى سطح المنزل ممسكًا بأوزة، وارتطم جسده بالأرض وأصيب بالعجز، وفشل في الهرب.

تم نقل اللص إلى المستشفى، وبعد توقيع الكشف الطبي عليه تبين إصابته بكسر في العمود الفقري.

وأمام المقدم أحمد سامي رئيس مباحث مركز طوخ ذكر صاحب المنزل العجوز في أقواله بأنه أثناء محاولته الإمساك باللص، دفعه أرضًا وهرول مسرعًا وقفز من فوق سطح المنزل مما أدى لحدوث إصابته.

وبمواجهة اللص المصاب، اعترف بصحة الواقعة، وتم تحرير المحضر اللازم للعرض على النيابة.