بعد 114 عاماً على بنائه ..«قصر المنيل» تحفة فنية منسية على أرض مصر

قصر محمد علي بالمنيل
قصر محمد علي بالمنيل

 الأهرامات وأبو الهول أبرز المعالم السياحية في مصر، ولكن هناك الكثير من المعالم السياحة التي لا يعرفها كثيرٌ من المصريين وغير المصريين، وهي القصور الأثرية،و المتاحف، التي تحتوي على طرازات فنية قديمة تعتبر بمثابة ثروة قومية ولكن لايعرفها الجمهور ولاتحظي بنصيبها من الشهرة وذيوع الصيت .. حتي تحولت لتحف فنية منسية.

 

 

«قصر الأمير محمد علي بالمنيل» هو أحد قصور العهد الملكي في مصر ذات الطابع المعماري الخاص، بدأ بناء القصر عام 1901، ويقع بجزيرة منيل الروضة بالقاهرة على مساحة 61 الف و711متر، منها 5000 متر تمثل مساحة المباني ، واستغرقت أعمال أفنشاء عامين .

 

 

يُعد القصر تحفة معمارية فريدة كونه يضم طرز فنون إسلامية متنوعة ما بين "فاطمي، مملوكي، عثماني، أندلسي، فارسي، شامي".

 

 

يشتمل القصر على ثلاث سرايات هما "سراي الإقامة، وسراي الاستقبال، وسراي العرش"، بالإضافة إلى المسجد، والمتحف الخاص، ومتحف الصيد، وبرج الساعة، ويحيط به سور على طراز أسوار حصون القرون الوسطى، فيما تحيط بسراياه من الداخل حدائق تضم مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات، ويستخدم القصر حالياً كمتحف.

 

 

كان القصر ملكاً للأمير محمد علي الابن الثاني للخديوي توفيق، وشقيق الخديوي عباس حلمي الثاني، والذي شغل منصب ولي العهد ثلاث مرات، كما كان أحد الأوصياء الثلاثة على العرش في الفترة ما بين وفاة الملك فؤاد الأول وتولي ابن عمه الملك فاروق سلطاته الدستورية عند إكماله السن القانونية. 

 

 

اختار أرض القصر الأمير محمد علي بنفسه، وأنشأ في البداية سراي الإقامة ثم أكمل بعدها باقي السرايا، وقام الأمير بوضع التصميمات الهندسية والزخرفة، والإشراف على البناء، فيما قام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي، وأوصى الأمير أن يتحول القصر بعد وفاته إلى متحف.

 

 

واستدل على ذلك من العبارة المحفورة على مدخل القصر ونصها: «قصر محمد علي بالمنيل، أنشأ هذا القصر الأمير محمد علي نجل المغفور له محمد توفيق، إحياء للفنون الإسلامية وإجلالًا لها، ابتكر هندسة البناء وزخرفته سمو الأمير وقام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي وتم ذلك عام 1348 من الهجرة».

 

 

سرايا الاستقبال: 

كان الغرض منها استقبال الضيوف الرسميين، وتتكون السراي من طابقين، الأول يضم حجرة التشريفات لاستقبال الشخصيات الرسمية وكبار رجال الدولة والسفراء وحجرة استقبال كبار المصلين مع الأمير في مسجده بالقصر، والثاني العلوي يضم قاعتان كبيرتان صممت إحداهما على الطراز المغربي حيث كسيت جدرانها بالمرايا والبلاطات القيشاني، أما القاعة الأخرى فصممت على الطراز الشامي حيث كسيت الجدران ومعها السقف بأخشاب عليها زخارف هندسية ونباتية ملونة دقيقة التنفيذ بجانب كتابات قرآنية وأبيات من الشعر.

 

 

سرايا الإقامة:

هي السراي الرئيسية وأول المباني التي تم تشييدها، وكانت مقر لإقامة الأمير، وتتكون من طابقين يصل بينهما سلم دقيق الصنع،ر وتعتبر السراي متحفاً لأنواع البلاطات التركي، وملحق بها برج يطل على أهم معالم القاهرة والجيزة.

 

 

سراي العرش:

تتكون السراي من طابقين، السفلي ويطلق عليه قاعة العرش، كان الأمير يستقبل ضيوفه في هذه القاعة في المناسبات مثل الأعياد.

أما الدور العلوي فمكون من قاعتان للجلسات الشتوية، وحجرة نادرة مخصصة لمقتنيات إلهامي باشا وهو جد الأمير محمد علي لأمه، ويطلق عليها حجرة "الأوبيسون" لأن جميع جدرانها مغطاة بنسيج "الأوبيسون" الفرنسي.

 

 

القاعة الذهبية:

يطلق عليها صالون الوصاية، وكانت تستخدم للاحتفالات الرسمية، ورغم خلوها من التحف إلا أنها تعد تحفة فنية قائمة بذاتها لما نقش على جدرانها وسقفها من زخارف نباتية وهندسية مذهبة غاية في الدقة.

 

 

وأطلق عليها القاعة الذهبية بسبب تنفيذ زخارف جميع جدرانها وسقفها بالذهب على طراز "الركوكو" العثماني والأعمدة على شكل نخيل ذو لمسة مصرية.