عقب ظهور نتيجة الانتخابات بكتالونيا| الأحزاب الانفصالية ترد الهزيمة لحكومة مدريد 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لم يكن رئيس الوزراء الأسباني ماريانو راخوي يتوقع أن الخطوة التي أعلن عنها في أكتوبر الماضي، بحل الحكومة والدعوة لانتخابات مبكرة، لمحاولة إحكام سلطته على «كتالونيا» والتيار الإنفصالي الذي يسيطر عليه، سترتد عليه سلبًا باقتراب نهاية العالم.

ففي مساء الخميس 21 ديسمبر، تمكنت أحزاب «معًا من أجل كتالونيا، واليسار الجمهوري الكتالوني، والوحدة الشعبية» المؤيدة للانفصال عن إسبانيا من الحصول على 70 مقعدا، من أصل 135 في البرلمان، أي أكثر بمقعدين من الأغلبية المطلقة.

في المقابل حصل حزب «المواطنون» الذي ترأسه إيناس أريمادس، المؤيد لأسبانيا والمناهضة لحركة استقلال الإقليم على 37 مقعدا.

جاءت هذه الخطوة بناء على دعوة رئيس الوزراء الإسباني راخوي، في أكتوبر الماضي بعد إعلانه حل حكومة الإقليم واعتقال عدد من المسئولين فيه وطلبه إجراء انتخابات مبكرة على أمل أن تأتي النتيجة لصالحه، إلا إن نتائج الاقتراع جاءت مخيبه لآماله نسبيًا.

يأتي هذا بينما يظل رئيس الإقليم الكتالوني والداعي الأول لاستقلاله كارلس بوجديمون، في منفاه ببلجيكا، حيث تنتظره مذكرة اعتقال وعدد من التهم التي تتضمن الدعوة للفتنة والشغب والانشقاق داخل البلاد بعد إعلانه انفصال بلاده عن إسبانيا استنادًا إلى نتيجة استفتاء شعبي عقد أول أكتوبر الماضي وجاءت نتيجته مؤيده للانفصال بنسبة 90%. 

وخلال الحملات الشعبية التي سبقت إجراء الانتخابات البرلمانية على مدار الأيام السابقة دعا رئيس كتالونيا السابق بوجديمون إلى الدفاع عما أسماه «كرامة الشعب الكتالاني في وجه دكتاتورية مدريد»، وفقًا ليورو نيوز، معتبرا أن انتخابات البرلمان ليست مجرد مسألة سياسية.

وشدد بوجديمون خلال حديثه الموجه لسكان كتالونيا على أنه في حالة قبولهم للإجراءات التي اتخذها رئيس الوزراء الأسباني فإن قادة الجهاز التنفيذي المحلي سيخضعون مستقبلا إلى حكومة مدريد المركزية، التي ألغت الحكم الذاتي للإقليم، حتى تقضي على أي تطلع للانفصال.

وفي كلمة له عقب ظهور نتيجة التصويت أكد بوجديمون على أن الدولة الإسبانية هُزمت في الانتخابات البرلمانية للإقليم، مضيفًا أن هذه النتيجة لا يمكن لأحد أن يتنازع عليها.

ومن المنتظر أن يتم التصويت داخل البرلمان خلال شهر فبراير المقبل لتشكيل حكومة جديدة، إلا إنه حتى الآن، لا يمكن التأكيد على أن بوجديمون سيقوم بترشيح نفسه مرة أخرى أو إن كان حتى سيتمكن من العودة لبلاده في ظل وجود أمر الاعتقال الذي ينتظره.

وحتى الآن لم يحسم بوجديمون أمره بشكل واضح، ولم يعلن إذا كان سيعود إلى كتالونيا أو إن كان سيقوم بترشيح نفسه مرة أخرى. 

وفي حال قرر زعيم الإقليم السابق الترشح فمن المتوقع أن تنافسه على المنصب بقوة إيناس أريمادس التي أصبح حزبها يملك 73 مقعدًا الآن داخل البرلمان.

ووفقًا لرويترز، فإنه إذا لم يتمكن أي زعيم من الحصول على أغلبية مطلقة في برلمان الإقليم المكون من 135 مقعدا، سيجري اقتراع ثان يحتاج فيه الفائز إلى الحصول على أغلبية الأصوات. 

وإذا لم يسفر هذا التصويت عن فائز تستأنف المحادثات لشهرين آخرين وإذا أخفت الأحزاب في الاتفاق يُحل البرلمان وتجري انتخابات جديدة.