انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس

صورة موضوعية
صورة موضوعية
انطلقت أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم، بشأن القدس، وفيما يتعلق بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأعرب مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة خالد اليماني عن أسفه لقيام الولايات المتحدة باستخدام حق الفيتو ضد مشروع القرار الذي قدمته مصر في مجلس الأمن بالنيابة عن المجموعة العربية والذي يهدف إلى حماية القدس و رفض أي محاولة لتغيير وضعها القانوني و التاريخي الراسخ في القانون الدولي.

وقال اليماني في كلمة خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس - إن القرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية في 6 من ديسمبر الجاري بشأن مدينة القدس يعد باطلا و لا يترتب عليه أي أثار قانونية تغير من وضع القدس المحتلة ، واصفا القرار بأنه اعتداء صريحا على حقوق الشعب الفلسطيني وعلى الأمة العربية و جميع المسلمين و المسيحيين في العالم و انتهاك خطير للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة الذي يقر بعدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة.

وتابع مندوب اليمن " أن القدس الشرقية لازالت محتلة و هي جزء لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين التي نؤكد على حقها المطلق في السيادة على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1967 بما فيها القدس الشرقية".


كما أعرب اليماني، عن أمتنانه العميق للجهود الكبيرة التي قامت بها مصر الشقيقة بصفتها الممثل العربي في مجلس الأمن في تقديم مشروع القرار في المجلس.

ودعا اليماني كافة الدول بما فيها الولايات المتحدة بعدم الاعتراف بأي تدابير أو إجراءات تتعارض مع الوضع الحالي في القدس، مطالبا الامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في المدينة المقدسة التزاما بقرار مجلس الأمن الذي أكد عليه مشروع القرار المقدم من مصر.

وأدان اليماني بشدة جميع السياسات والممارسات الإسرائيلية غير القانونية التي تهدف ضم القدس الشرقية المحتلة وتغيير طابعها العربي والديموجرافي والوضع القانوني وأماكنها المقدسة الإسلامية والمسيحية، موجها التحية إلى الشعب الفلسطيني المدافع عن أرضه ومقدساته وتاريخه وقوفا في وجه الظلم والقهر والعدوان.

وأكد اليماني أن الأحتلال الأسرائيلي للأراضي العربية بما فيها الأرض الفلسطينية هو أساس التوتر في المنطقة، موضحا إنه لا أمن ولا استقرار دون حل ينصف الشعب الفلسطيني ويمكنه من نيل حقوقه المشروعة باستقلال دولته وعاصمتها القدس الشرقية على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام.

وطالب جميع الدول بالتصويت لصالح مشروع القرار ودعمه لتحقيق السلام والأستقرار في الشرق الأوسط والعالم أجمع.

من جانبه أكد المندوب الفلسطينيي لدى الأمم المتحدة ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أن قرار الإدارة الأمريكية يعد اعتداء واضحا على حق الشعب الفلسطيني الأصيل والطبيعي في مدينة القدس الشريف وعلى الأمة العربية وعلى جميع مسلمي ومسيحي العالم، وأيضا على مكانة القدس الدينية والاستثنائية. 

وأضاف المالكي -خلال جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس- أن القرار الأمريكي لن يؤثر على وضع ومكانة المدينة المقدسة باي شكل من الاشكال وإنما يؤثر على مكانة الولايات المتحدة الأمريكية كوسيط للسلام وذلك لأنها فشلت في "اختبار القدس".

وأضاف المندوب الفلسطيني، أن القرار الأمريكي يخدم الحكومة الإسرائيلية في تنفيذ آلياتها الاستعمارية ويشجع قوى التطرف والإرهاب في المنطقة والعالم، مشيرا إلى أن كل الأطر الدولية أجمعت على أحقية الدول العربية في القدس بما في ذلك الأمم المتحدة.

وأعرب رياض المالكي، عن أسفه لاستخدام الولايات المتحدة حق الفيتو ضد مشروع القرار العربي حول القدس، مضيفا أن القرار الأمريكي حول القدس باطلا ويعتبر انتهاكا خطيرا للقانون الدولي ويهدد السلم والأمن في المنطقة.

بدوره ، أدان مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة قرار الولايات المتحدة الأمريكية بنقل سفارتها إلى مدينة القدس والاعتراف بها عاصمة للاحتلال الاسرائيلي ، مشيرا إلى أن بلاده تعتبر تلك القرارات انتهاكا فاضحا لمركز مدينة القدس القانوني والسياسي والتاريخي ولا تعدو كونها جزءا من جريمة اغتصاب فلسطين وتشريد شعبها.

وقال المندوب السوري ـ في كلمة خلال الجلسة الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس - إن هذه القرارات التي إتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي تشكل انتهاكا لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ، مؤكدا أن القرار بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل لا يعدو كونه إجراء أحاديا لا شرعية و لا قيمة له.

وأكد أن خطورة تلك القرارات تكمن في كونها إعلانا رسميا من الإدارة الأمريكية بأنها لم ولن تكون طرفا نزيها ولا وسيطا مؤهلا في أي سعي للتوصل إلى تسوية سلمية للصراع العربي الاسرائيلي.

وأكد إدانة بلاده لإستخدام الولايات المتحدة حق الفيتو ضد مشروع القرار حول وضع القدس في مجلس الأمن ، وقال " إن ذلك الأمر يؤكد مجددا على استهتار الولايات المتحدة بالقوانين الدولية ، كما يفضح دعمها اللامحدود للكيان العنصري الاسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني". 

وأكد مندوب أندونيسيا لدي الأمم المتحدة أن بلاده ترفض القرار الأمريكي باعلان القدس عاصمة لاسرائيل ، وقال " إنه أمر غير مقبول" ، موضحا أن القرار لا يجرح فقط مشاعر الشعب الفلسطيني وانما يجرح الكثيرين من شعوب العالم ومشاعر العدالة ككل.

وأضاف أن هذا القرار الأحادي لم يأتي بشئ إلا إبعادنا عن حل الدولتين وجعل استقلال فلسطين صعبا وبعيد المنال ، لافتا الي أن القرار يضيف عبئا علي الظروف الصعبة ويقوض الجهود الدولية المبذولة لعملية السلام.

وقال مندوب أندونيسيا إن بلاده تجدد موقفها برفضها للقرار الأمريكي الذي ينتهك قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ، مضيفا :"القرار يؤيد ويدعم الأنشطة غير القانونية التي ترتكبها إسرائيل".

وأضاف أنه كان هناك توافق دولي يعترف بمركزية القدس وحساسيتها لعملية السلام ، مطالبا كافة الدول باحترام وضع القدس الشريف طبقا لقرارات مجلس الأمن.

وشدد علي أن أي محاولة لتغيير طبيعة الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس الشرقية ليس لها شرعية قانونية وتعتبر باطلة وتشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي.