مفتى القدس: مصر وضعت الفلسطينيين على الطريق الصحيح..والاحتلال يجر المنطقة للحرب

الشيخ محمد حسين مفتي القدس
الشيخ محمد حسين مفتي القدس
 لدى الشيخ محمد حسين مفتى القدس والديار الفلسطينية، الكثير من الأفكار والآراء حول القرار الأمريكى بنقل السفارة إلى القدس واعتبار المدينة المقدسة عاصمة لدولة الإحتلال الإسرائيلى..وهو صاحب رؤية ثاقبة فى مواجهة هذا القرار الظالم..فقد أكد أن القرار، اعتداء جديد من الولايات المتحدة عن طريق توفير الغطاء للاحتلال لمواصلة أعماله التهويدية فى المدينة، وأفعاله العدائية تجاه الشعب الفلسطينى وإعلان رسمى من أمريكا أنها تضرب بكل القوانين الدولية عرض الحائط وتؤكد انحيازها للاحتلال وخروجها عن إطار الوساطة فى قضية السلام..ودعا فى حوار له مع »الأخبار« الشعب العربى مسلميه ومسيحية شد الرحال إلى المدينة المقدسة والصلاة فى المسجد الأقصى وكنيسة القيامة للتأكيد على أن المدينة عربية جغرافيا ودينيا ولا يمكن التنازل عنها او التفريط فى معالمها، وأن فلسطين قيادة وشعبا لن تتنازل عن حقها وأن المدينة عاصمة فلسطين الأبدية وستواصل جهودها سواء الدبلوماسية أو الشعبية للحفاظ على الحق الفلسطينى..وأشاد بموقف شيخ الأزهر د.أحمد الطيب وبابا الكنيسة تواضروس بعد رفضهما لقاء نائب الرئيس الأمريكى فى القاهرة خلال زيارته القادمة، وأكد أن مصر ستظل الداعمة للقضية الفلسطينية على كل المستويات سواء دوليا او داخليا بجهودها فى اتمام المصالحة التى أصبحت ضرورية لتوحيد القرار الفلسطينى وإنهاء الانقسام الذى يسعى الاحتلال إلى الحفاظ عليه.
وإلى نص الحوار...

 • كيف ترى المشهد الفلسطينى بعد «الفيتو» الأمريكى ضد نقل السفارة الأمريكية للقدس ؟

ــ بدون شك الولايات المتحدة الأمريكية تواصل سياستها الخاطئة وعدوانها على الشعب والحق الفلسطينى، بالغطاء الذى توفره لدولة الاحتلال سواء على كافة الاراضى الفلسطينية أو المدينة المقدسة والشعب سواء مسلما او مسيحيا، بالإضافة إلى أن الموقف الامريكى إعلان ضد الشرعية الدولية ويضرب بالقانون الدولى عرض الحائط وغير معترف به، وانحياز واضح للاحتلال وخروج عن إطار الوسيط الذى يسعى للوصول لمرحلة السلام ، كما انه يمثل مواجهة ضد العالم أجمع وليست ضد العرب او المسلمين فقط، وللأسف الشديد الخط أصبح منحازا للاحتلال بشكل فاضح.

 سيناريوهات الصمود

 • ما السيناريوهات الفلسطينية تجاه الموقف الامريكى ؟

ــ سنواصل جهودنا للحفاظ على المقدسات الدينية وعلى هويتنا وسنستمر فى نضالنا على الأرض لمواجهة الاحتلال وما يجرى الآن فى مدينة القدس من صمود واستبسال ضد القرار الأمريكى انتفاضة تؤكد أن الفلسطينيين لن يتخلوا عن حقوقهم المشروعة ، كما اننا سنواصل اتصالاتنا مع المجموعة العربية لتنسيق المواقف، وندعم عقد قمة لقادة الدول العربية لمناقشة هذا القرار وسبل إثناء الإدارة الأمريكية عن المضى قدما فيه، وما حدث من إصرار عربى على رفض القرار الأمريكى على الرغم من استخدام الفيتو فى مجلس الأمن والذهاب للأمم المتحدة والحصول على غالبية الأصوات التى أقرت بحقنا فى تقرير المصير يثبت أن الشعب الفلسطينى سيواصل نضاله ولن يتنازل عن القدس.

 • هل يمكن وضع خطط شعبية لمواجهة القرار، إلى جانب التحرك الدبلوماسى العربى الفلسطينى؟

ــ قلتها من قبل وأكررها، لا بد على أبناء العرب المسلمين والمسيحيين شد الرحال إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك وإلى كنيسة القيامة والتأكيد على أن المسلمين والمسيحيين يعيشون فى هذه الأرض مشتركين بالدفاع عنها وحمايتها، والتأكيد على أن القدس عاصمة فلسطين الأبدية وهى الحقيقة التى أرساها الله، وأن المسجد الأقصى المبارك آية فى كتاب الله الكريم، وأن تكون رسالة العرب لترامب أن قراره يمثل أعطى من لا يملك لمن لا يستحق، و إن القرار مرفوض ولن يغير أى واقع فى القدس لأنه باطل ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن يقبله العرب.

 • وما الوضع الحالى للمدينة ومحيط المسجد الأقصى ؟

ــ الاحتلال يتبع سياسة الأمر الواقع ومازالت الجموع تتوافد من كل المناطق اعتراضا على القرار وتتصاعد تارة الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الاحتلال الإسرائيلى من وقت لآخر بالإضافة إلى استمرار الإضراب نظمه أصحاب المحالات التجارية والمدارس وكافة أوجه الحياة، اعتراضا على القرار وتوجيه رسالة للإدارة الأمريكية أن كل الشعب الفلسطينى خرج فى مسيرات لرفض القرار وأن القدس عربية وإسلامية وأهلها يتمسكون بها ولن يفرطوا بها مهما كان الثمن.

 حرب دينية

 • هل ترى أن الاحتلال يسعى لجر المنطقة لحرب دينية ؟

ــ إسرائيل تحاول تغيير الشكل الواقعى للمدينة المقدسة وتسعى لفرض سياسة جديدة تستخدم فيها الدين فى الصراعات السياسية، وعليها أن تنتبه لهذا و تفهم أن مثل هذه الخطوات محفوفة بالمخاطر ، وتنتهج من فترة هذه السياسة وبدأتها بالتقسيم الزمانى والمكانى للمسجد الأقصى، بحجة أن لها فيه نصيبا، وهى حجج واهية وكاذبة، وتحريف للتاريخ يفتح الباب خاصة للمتطرفين والمستوطنين، من أجل أن تسهل عليهم دخول المسجد والعبث فيه، والآن يأتى القرار الامريكى ليغطى على الممارسات الإسرائيلية ويكافئها بإعلانه القدس عاصمة له ، ونحن لنا حقوق ولن تنحرف وجهتنا عن القدس ولا يمكن ان نتخلى عن مقدستنا الإسلامية والمسيحية خاصة أن تحويل الصراع إلى دينى سيجر المنطقة لصراع لا أحد يعلم نتائجه.

 • هل هناك تنسيق بين المؤسسة الدينية فى فلسطين والأزهر الشريف فى مصر ؟

ــ أولا موقف شيخ الأزهر رسالة قوية من رجل دين إسلامى يثبت أن المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية خط أحمر، وقرار رفض لقاء نائب الرئيس الامريكى للمنطقة موقف سيشهده له التاريخ لأنه عبر بهذا الموقف عن ضمير الأمة الإسلامية كافة وكان موقفه رسالة دعم للشعب الفلسطينى لمواصلة صموده وتصديه للمؤامرات الإسرائيلية والأمريكية على القدس ، ونتواصل دائما للتنسيق فيما بيننا بشأن المواقف ولا يختلف موقف الكنيسة المصرية عن موقفه ورد البابا تواضروس الذى قرر عدم لقاء نائب الرئيس الامريكى أيضا اعتراضا على قرار نقل السفارة، وهو موقف مصرى مشرف بجناحيه الأزهر والكنسية، وندعو كل المرجعيات الدينية فى العالم العمل على هذا النهج للضغط على امريكا.

 مصر تستطيع

 • هل ترى أن إنجاز المصالحة الفلسطينية ساهم فى دعم وحدة الشعب الفلسطينى ؟

ــ بالطبع مصر استطاعت أن تضع أبناء الشعب الفلسطينى على الطريق الصحيح باتمام المصالحة ونجحت فى أن توحد قبلة الفلسطينيين وأن تضعهم على خط التوافق وتوحيد الاهداف للنظر للمحتل الذى يسعى بكل الطرق لتشتيت الانتباه عن تحقيقها وإنجازها خاصة انها حلم طال انتظاره ، وأصبحت رغبة ملحة للفلسطينيين، بعد سنوات الانقسام الطويلة ، ولدينا قناعة وأمل كبير فى نجاح الدور المصرى فى إتمامها ومتفائلين بها على الرغم من كل المحاولات الخارجية التى تسعى لتعطليها .

 • وكيف تقيم الدور المصرى منذ بداية الأزمة وإعلان نقل السفارة ؟

ــ مصر كما عودتنا تواصل دعهما للقضية الفلسطينية ، خاصة بعد إعلان الإدارة الأمريكية اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل وواصلت عملها ودورها المساند والداعم للقضية الفلسطينية فى جميع المحافل الدولية، وهو ما أكدت عليه القيادة المصرية وتواصلها الدائم مع القيادة الفلسطينية وجهودها واضحة امام الجميع سواء بالتنسيق مع المجموعة العربية فى مجلس الأمن لرفض القرار الامريكى او من قبل جهودها لدعم الوفاق بين الفرقاء .