الجارديان: الأزمة الكتالونية قد تستمر لعقود والأغلبية الصامتة تحسم انتخابات الغد

قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية،إن انتخابات إقليم كتالونيا المقررة غدا الخميس، من غير المرجح أن تؤدي إلى التئام الانقسامات الحادة في الإقليم، وأن أزمة الإقليم قد تستمر لعقود، بالرغم من أن رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي يعلق أمله على مشاركة الأغلبية الصامتة المعارضة للانفصال والتي تقطن خارج عاصمة الإقليم (برشلونة) .
وذكرت الصحيفة البريطانية - في تقرير بثته على موقعها الألكتروني اليوم الأربعاء - أن الأغلبية الصامتة هي مجموعة كبيرة من الأفراد غير المسيسين المنتمين للطبقة العاملة الكتالونية، والذين هاجرت عائلات أغلبهم من المناطق الفقيرة في إسبانيا إلى إقليم كتالونيا الغني، ومن المنتظر أن تثبت أنها موجودة بالفعل أو على الأقل حركت حالة عدم الاكتراث التي تنتابها وشاركت في الانتخابات.
ولفتت "الجارديان" إلى أنه فقط إذا شاركت الأغلبية الصامتة بقوة وساعدت في إسقاط الأغلبية البرلمانية التي استحوذ عليها الانفصاليون في انتخابات عام 2015، فستستطيع الحكومة في مدريد أن تتنفس الصعداء، مستطردة أنه حتى في هذه الحالة فلن يحدث سوى فتور نسبي في الصراع السياسي الطاحن الذي قد يستمر لسنوات أو عقود أو أجيال، أما أي نتيجة أخري فستكون انتصارا آخر للانفصاليين، أو انقساما فوضويا يخفق في تكوين أغلبية تصلح للعمل، مما سيؤدي إلى حالة فوران في الأزمة، كما قد يعني أن يستمر راخوي في فرض الحكم المباشر على الإقليم. 
وأشارت إلى أن الانتخابات ليست مواجهة بين كتالونيا وباقي إسبانيا بل هي مواجهة فيما بين الكتالونيين أنفسهم، فهي ظروف استثنائية تنقسم فيها كتالونيا إلى نصفين يتزايد غضبهما، فيوجد قسم غاضب مما حدث من مدريد تجاه استفتاء انفصال الإقليم وفرضها الحكم المباشر على كتالونيا والآخر يتهم الانفصاليين باستخدام هامش أغلبيته الضئيل للدفع باتجاه مواجهة غير محسوبة مع مدريد وزرع بذور الفرقة بين شعب الإقليم.
وتشير الاستطلاعات إلى أن من يدعون إلى الاعتدال والوصول إلى حل وسط هم الأقل حظا في الفوز . 
ولفتت الصحيفة إلى أن فوز الانفصاليين قد يثير انقساما بين صفوف الحركة الانفصالية نفسها، فالانفصاليين المتشددين يريدون العودة إلى مسار العصيان المدني، لكن قيادة الحركة تبدو وقد استوعبت أن هذا المسار أصبح مسدودا خاصة بعد أن أدار الاتحاد الأوروبي لها ظهره، كما أن مجرد استعادة كتالونيا حكمها الذاتي الذي عادة ما تتمتع به والسعي إلى الحصول على العفو لقادتها قد يمتص قدرا كبيرا من نشاط الحركة.
واختتمت الصحيفة تقريرها بقولها أن اليقين الوحيد هو أنه أيا كان من سيفوز بانتخابات الخميس فسيواجه مهمتين شاقتين، وهما رأب التصدعات بين الكتالونيين وإقامة سلام مع مدريد.