وزيرا الآثار والتنمية المحلية يفتتحان مكتبة «دير سانت كاترين»

جانب من الافتتاح
جانب من الافتتاح
افتتح، الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، اليوم، المرحلة الأولى من ترميم مكتبة دير سانت كاترين وواجهتها، وترميم منظر فسيفساء التجلي بالكنيسة الرئيسية بالدير، يرافقه اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، بحضور عدد كبير من الوزراء والسفراء، ومنهم الدكتور هشام الشريف وزير التنمية المحلية.

وتضم المكتبة نحو 3200 مخطوطا، وأهم مقتنيات المكتبة هو الإنجيل السريانى، والوثيقة النبوية، وهو ما أكده الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى، حيث قال، في تصريح،له إن أهم مقتنيات المكتبة الإنجيل السريانى والوثيقة النبوية.

ونوه بأهمية الإنجيل السريانى المعروف باسم "بالمبسست"، ويُقصد به المخطوط الذى يتكون من طبقتين بالكتابة أو أكثر، الأولى هى الكتابة التى تم محوها، وهى الأقدم، والثانية تنتمى كتابتها إلى تاريخ أحدث، ومادة مخطوط الإنجيل من الرق، وهو عبارة عن جِلد الماعز أو الغزال، ويعود تاريخ النص الأحدث إلى القرن الثامن أو التاسع الميلاديين، أما النص الأقدم فيعود إلى الفترة ما بين القرنين الخامس والسادس الميلاديين.

وأعلن وزير الآثار خالد العنانى اكتشاف قراءات جديدة فى هذا المخطط، فى احتفالية ضخمة بوزارة الآثار، يوليو الماضى، وموضوع المخطوط عبارة عن أناجيل للاستخدام في الكنيسة، وهناك صفحتان من المخطوط بهما رسم لأحد الأعشاب الطبية من وصفة يونانية قديمة يعود تاريخها إلى القرن الخامس أو السادس الميلاديين، كما يحتوى على أجزاء من نصوص طبية يونانية قديمة يعود تاريخها إلى نفس الحقبة، وهذه النصوص تتضمن أجزاء من بحث الطبيب العظيم "هيبوقراط".

وأشار الدكتور ريحان، إلى الوثيقة الثانية، وهى العهد النبوي من النبى محمد صلى الله عليه وسلم إلى المسيحيين يؤمّنهم فيه على أرواحهم وأموالهم وكنائسهم، محفوظ بمكتبة الدير صورة منه، بعد أن أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية عام 1517م، وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صورة معتمَدة من هذا العهد مع ترجمتها للتركية.

وتابع أن العهدة النبوية هى أول وثيقة تضع نظامًا لحرية الإدارة الكنسية بكل أنواعها، سواءً فى الأسقفية أو الكاتدرائية أو المطرانية الخاصة بالأديرة أو حتى المتعبِّد داخل صومعته، وحددت ذلك بوضوح (لا يغير أسقف من أسقفيته، ولا راهب من رهبانيته، ولا حبيس من صومعته)، كما وضعت أسسًا لحماية المقدسات المسيحية والمساعدة فى ترميمها بمنع التعدي على المقدسات المسيحية، ولو تهدمت هذه المقدسات نتيجة عوامل أخرى يحظر على المسلم استخدام أحجارها فى بناء المساجد ومنازل المسلمين، مما يعنى تركها لإعادة استخدامها فى أعمال الترميم (ولا يهدم بيت من بيوت كنائسهم وبِيعهم، ولا يدخل شيء من بناء كنائسهم فى بناء مسجد ولا فى منازل المسلمين).

ونوِّه الدكتور ريحان إلى أن مبادئ الوثيقة تتضمن مجادلة أهل الكتاب بالحسنى، وأوجب على المسلمين حمايتهم، وكان الرهبان فى الأديرة هم المسئولين عن حماية أنفسهم قبل الإسلام، لذلك أنشئت الأديرة محصّنة، وبعد الإسلام وجب على المسلمين حمايتهم (ولا يجادلوا إلاّ بالتى هى أحسن ويخفض لهم جناح الرحمة ويكف عنهم أذى المكروه حيث ما كانوا وحيث ما حلوا)، وفى جملة أخرى (المسلمين يذُبّوا عنهم) أى يدافعوا عنهم.

وتقدَّم الدكتور ريحان بمذكرة رسمية علمية للمجلس الأعلى للآثار منذ سنوات بشأن عودة هذه العهدة من تركيا.