كبير مفتشي "الطاقة الذرية "يكشف كيف ستتخلص مصر من الوقود النووي

أكد د.يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق ومستشارها الحالي أن الاتفاقات الأربعة التي تم توقيعها في حضور الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين ضمت شروطا أكثر من جيدة لمصر وتحقق لها الأمان النووي.

وقال في تصريحات خاصة لبوابة أخبار اليوم، إن من أهم النقاط التي شملتها الاتفاقات هو إشكالية التخلص من الوقود النووي المستهلك للمحطات الأربعة حيث وافقت روسيا على التزامها الكامل بالحصول على المخلفات النووية للمحطات من مصر وبذلك تتخلص القاهرة من مشكلة تعاني منها الكثير من الدول وهي دفن النفايات النووية الملوثة للبيئة والمكلفة جدا إذا ما أردنا التخلص منها بشكل أمن كما أن التزام موسكو بالتخلص من تلك النفايات ينفي عن مصر أي مزاعم تتردد حول رغبة مصر في تخصيب اليورانيوم المستخدم في صناعة الأسلحة النووية حيث تقوم بعض الدول بتخصيب هذا الوقود المستهلك وتعمل على استخلاص البلوتونيوم المشع منه الذي يستخدم في صناعة السلاح النووي.

وأضاف أبو شادي أن الاتفاق أيضا يشترط أن تكون خدمة المحطات وصيانتها لمدة 60 عاما من عمر المحطات التي قد تصل إلى 80 عاما وهي مدة أكثر من جيدة كما يلتزم الجانب الروسي بتدريب كوادر مصرية على ادارة وتشغيل تلك المحطات.

وأوضح كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق أنه بمجرد تشغيل المحطات ووضع طاقتها على شبكة الكهرباء تستطيع مصر أن تسدد ثمن المحطات البالغ 25 مليار دولار خلال 5 سنوات بعدها تصبح أرباحهم لمصر بالكامل دون أن تتكلف شيئا في أعمال البناء والتشيد والتشغيل في الوقت الحالي.

وحول أسباب استغراق بناء المحطات الأربعة ما يقرب من 12 عاما حتى بدء التشغيل الفعلي في عام 2029، قال أبو شادي أن بناء المحطة الأولى سيستغرق مايقرب من 7 سنوات أي أنها من الممكن أن تبدأ العمل بداية من عام 2025 لكن البناء ليس سهلا كما يعتقد البعض فالتجهيزات الأولية للمحطة تحتاج أولا إلى تمهيد الأرض بالكامل لتكون على نفس مستوى سطح البحر المتوسط الذي تطل عليه ثم يتم صب قاعدة خرسانية سميكة ليتم بناء المحطات عليها والنجهيزات الأخرى تحتاج إلى كوادر ذات خبرات عالية والروس لديهم هذه الخبرات ولكنهم حاليا يعملون في مواقع بناء محطات كهرونوية في 17 دولة حول العالم ولديهم رقم قياسي في بناء المحطات خلال 4 سنوات فقط بدلا من 7 سنوات ولكن النقطة الأخرى أن المحطة بعد الانتهاء من تتفيذها لا تعمل مباشرة وتحتاج فترة تشغيل على البارد ثم تعمل تدريجيا حتى يتم التشغيل على الساخن وبعد انتهاء كافة اختبارات التشغيل يسمح لها بالعمل وتحميل طاقتها على شبكة الكهرباء المصرية.

وأشار أبو شادي إلى أن بناء المحطات الأربعة سيكون في توقيت واحد وبمجرد صب القاعدة الخرسانية ستقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بممارسة حقها في التفتيش والزيارة للتأكد من مراحل البناء الأساسية المختلفة وسيكون هناك مراقبين يتابعون عملها من فترة إلى أخرى، مؤكدا أن تصميم المفاعل الذي اختارته مصر لمحطة الضبعة النووية من الجيل الثالث بلس، هو الأكثر أمانًا في العالم، ولا يتأثر بأي أخطاء بشرية أو حوادث حيث توجد أبراج خرسانية قادرة على احتواء قلب المفاعل إذا حدث انصهار له لأي سبب من الأسباب كما أنها تحتوي عوامل أمان أخرى كثيرة.