بعد إقرار وجود دور عرض ..

تعرف على تاريخ السينما السعودية ونجومها

على الرغم أن السينما تعد واحدة من أهم أدوات التعبير عن الرأي والتوجيه الفكري والتأثير في السلوك الاجتماعي، إلا أنها كانت محظورة في المملكة العربية السعودية لعدة عقود.
وكانت السينما موجودة في السعودية منذ بداية خمسينيات القرن الماضي وحتى نهاية السبعينيات، فظهر أول فيلم محلي عام 1950 و حمل عنوان "الذباب"، من بطولة حسن الغانم، الذي سجل التاريخ اسمه باعتباره أول ممثل سينمائي سعودي.
وبدأ انتشار دور السينما إلى 4 مدن سعودية، هي الرياض وجدة والطائف وأبها، حتى وصل عدد دور العرض في جدة وحدها إلى 30 دارا، وكانت دور السينما موجودة أيضا في بعض مناطق المملكة مثل الدمام ، خلال فترة السبعينات، وفي حال السماح بإنشاء دور عرض سينمائية جديدة فكان يتم السيطرة على الأفلام المعروضة، ومنع الأفلام غير المرغوب فيها، ووضع قوانين صارمة تعاقب المخالفين.
وانتشرت دور السينما في شوارع الرياض الرئيسية، مثلها في ذلك مثل القاهرة وبيروت، وغيرها من العواصم العربية، وحتى سبعينيات القرن الماضي، ظلت السينما حالة اعتيادية داخل المملكة، يدعمها بعض رجال الأعمال، ويغلب على الكثير منها الطابع التسجيلي.
أما الجمهور فكان يقبل على مشاهدتها باهتمام في "الأحواش" المخصصة لعرض الأفلام، وأغلبها كانت بالأندية الرياضية، وتنوعت الأفلام بين الوثائقية التقليدية، والأفلام المصرية، وأفلام "الأكشن" الآسيوية.
وتأتي البداية الحقيقية للإنتاج السينمائي السعودي عام 1966 حيث أنتج فيلم "تأنيب الضمير" للمخرج السعودي سعد الفريح، من بطولة الممثل السعودي حسن دردير.
وفي عام 1976، قدم المخرج السعودي، عبدالله المحيسن، فيلمه "اغتيال مدينة"، الذي تناول الحرب الأهلية اللبنانية ومدى الضرر الذي ألحقته بمدينة بيروت الجميلة، وحاز حينها على جائزة "نفرتيتي" لأفضل فيلم قصير، ليعرض في مهرجان القاهرة السينمائي عام 1977.
ثم واجهت السينما أزمة تسببت في إنهاء وجود دور السينما في المملكة بأكملها، حيث انتشرت بعض الأفلام، التي كانت سببا في توجيه اتهامات لقطاع السينما بأكمله، بأنه يروج لمخالفات شرعية وثقافات انحلالية لا تتوافق مع نظام الدولة، ولا تناسب قيم مجتمعها، وهو ما كان سببا رئيسيّا في البدء التدريجي لإغلاق دور السينما، حتى انتهى وجودها بشكل تام في حقبة الثمانينات.
وفي إطار محاولة الإبقاء على آخر رقم للسينما بالسعودية، قام الفنان السعودي سعد خضر في حقبة الثمانينات، ببطولة فيلم روائي طويل، مدته ساعتان ونصف، بعنوان "موعد مع المجهول" عام 1980، تلاه فيلم "الإسلام جسر المستقبل" في عام 1982.
شهدت جدة أول مهرجان سينمائي محلي بالمملكة عام 2006 حمل مسمى "مهرجان جدة للأفلام"، وكان أبرز حدث ثقافي على الساحة العربية.
في العام 2009 ولأول مرة بعد ثلاثة عقود، استطاع السعوديون في العاصمة الرياض، ممارسة طقس الذهاب إلى السينما، وإن لم يسمح للنساء بخوض تلك التجربة، في حين سمح للرجال والأطفال، بما في ذلك الفتيات حتى سن العاشرة، بالحضور، بعد الموافقة الرسمية على عرض فيلم "مناحي" في مركز ثقافي تديره الحكومة.
استضافت جدة، في عام 2010، مهرجان الأفلام الآسيوية بمشاركة 28 فيلمًا روائيا طويلا، وتسجيليا قصيرا، ووثائقيا متوسط الطول من 13 دولة.
وصل إجمال عدد الأفلام السعودية في الفترة "من 1975 حتى 2012" إلى 255 فيلما، وحصل المخرجون والممثلون السعوديون على عشرات الجوائز في المهرجانات السينمائية.
وفي يوليو 2013، حاول رجال هيئة الأمر بالمعروف منع عرض الفيلم السينمائي "وجدة" للمخرجة السعودية هيفاء المنصور، والذي يعد أشهر الأفلام السعودية الطويلة، في قصر الثقافة، في العاصمة الرياض، بعد أن فاز الفيلم بجوائز وشهادات تقديرية في مهرجانات عديدة منها "البندقية"، و"دبي"، و"كان"، كما رشح الفيلم لنيل جائزة الأوسكار ضمن قائمة أفضل فيلم أجنبي.
وفي أغسطس 2016 تم اختيار الفيلم الكوميدي الرومانسي "بركة يقابل بركة" لتمثيل السعودية في جوائز أوسكار 2017 بفئة أفضل فيلم أجنبي.