«النوستالجيا».. عندما يكون الحنين إلى الماضي سلاحًا ذو حدين

 الحنين إلى الماضي
الحنين إلى الماضي
«النوستالجيا».. مصطلح أصبح متداولا في الآونة الأخيرة، في المجتمع المصري خاصة بعد تتدهور الأوضاع على أكثر من مستوى، مما دفع المواطنين إلى الرغبة والحنين إلى الرجوع للماضي، ومحاولة معايشة الزمن الجميل مرة أخرى.

واختلف حول نفعه وضاره العديد من الخبراء.. وفي هذا السياق، رصدت «بوابة أخبار اليوم»، آراء خبراء نفسيين واجتماعيين حول الأسباب التي يمكن أن تدفع الإنسان إلى الرغبة والاشتياق إلى الماضي، ومدى أهمية الرجوع إلى الماضي على المواطنين.  

في هذا السياق، قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن من أسباب الحنين إلى الماضي تردي أوضاع الإعلام والسينما والمسرح والفنون بشكل عام، في الوقت الحالي لافتا إلى أنه منذ فترة السبعينات وبدأت الثقافة المصرية في الانحدار نتيجة لدخول الثقافة الغربية التي لا تتلاءم مع العادات والتقاليد المصرية.

ولفت فرويز، في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، إلى أن الإنسان بطبيعته الفسيولوجية يميل إلى فترة الإزدهار والتقدم في حياته العامة فدائما ما نجد الإنسان يميل إلى فترة الثانوية العامة والجامعة ولحظة زواجه لأنها تعتبر نقاط هامة ومراحل أثرت في حياته العامة مشيرا إلى أن ميل المصريين إلى الزمن القديم يرجع إلى تميز تلك المرحلة بالمصداقية والازدهار.

أكد الخبير النفسي إلى أن  الإنسان من داخله يحن دائما للحظات الفخر والمواقف التي تم تحقيق فيها أداء ملحوظ، فالتاريخ الأبيض والأسود لسينما المصرية يعود بك إلي فترة الفن الجميل والثقافة ووجود الأخلاق واحترام الكبير والعلاقات الأسرية الطيبة، وهو ما جعل من الجميع يهوي الإعلام والسينما والمسرح في ذلك الوقت.

ومن جانبه، قال محمد خليل الدكتور بكلية إعلام القاهرة، إن الإعلام يقع على عاتقة مسئولية كبيرة في تنمية الانتماء والحب للوطن، وتحسين الحالة النفسية ويزيد من رغبتنا في التواصل الاجتماعي خصوصاً مع الأشخاص الذين يرتبط الماضي بهم كالأهل وأصدقاء الطفولة، وهو ما نجح فيه الإعلام المصري قديما، لكن حديثا بدأ الإعلام في عرض الحوادث بشكل متكرر وركز على السلبيات متجنبا للإيجابيات وهو من شأنه ما وصل بنا إلى الحوادث الغريبة التي باتت نراه بشكل متكرر، واستحواذ اليأس في قلوب المصريين.

وأوضح خليل، أن تصوير الإعلام للحياة في الستينات والسبعينات، ورخص السلع وقوة ترابط العلاقات بين المصريين والخير الوفير بجانب روعة فنانين ومغنين الزمن الجميل هي ما ربطت قلوب المصريين بالزمن الجميل، فكان الإعلام قديما يسلط الضوء على المزايا أكثر من العيوب مما كان يجعل المصريين يرون المستقبل.

وذكر الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع، أن الحنين إلى الماضي أصبح ظاهرة منتشرة في المجتمعات على مستوي العالم لكن انتشرت بصفة كبيرة في المجتمع المصري على وجه الخصوص نظرا لتغير الأوضاع التي أصبح يشهدها المواطنون في مصر.

واستطردت الخولي، في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن النوستالجيا وهي الاشتياق والرجوع إلى الماضي لا تؤثر على الإنسان نظرا لأنه كما للماضي من مميزات كعدم وجود التزاحم ونقص عدد السكان وكثرة الموارد أيضا أصبح للحاضر أيضا مميزات بأننا نعيش الآن في عصر التكنولوجيا، واكتشاف علاج للأمراض مستعصية.  

وتابع الخبير في علم الاجتماع إلى أن اشتياق إلى الماضي بيكون غالبيته بيتم بشكل روحي خاصة في الرغبة للرجوع والعيش مع الأشخاص الذين فقدنهم في الحاضر ولم نستطيع التواجد معهم.

السوشيال ميديا

قال رضا عبد الله، من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، إن من أسباب الحنين إلى الماضي «قلة الهموم»، و«كانت كلها خير وحب لناس فكنت أحب إعلانات القديمة».

بينما أكدت رجاء عمر: «بنحن للماضي علشان كل حاجة كان ليها طعم وقيمة وكانت أبسط الحاجات بتفرحنا»، ولفتت تيتا هدي «بيفكرنا بحبيبنا وأغلي الناس».

وعلق محمد حماد قائلا: «علشان الناس كلها محترمين»، وقالت هاجر مجدي: «بنحب الماضي علشان تجمع العيله والأيام اللي الواحد مكنش فيها شايل هم الدنيا»، بينما قال أشرف محفوظ: «في الزمن الجميل لم يكن هناك إرهاب وطائفية».

وأضاف أبو سجود محمد: «برغم كل شئ للماضي ذكري»، رقية محمد « بيفكرنا بأغلى الناس»،